«الفيتو» الذي يهدد السلام

00:31 صباحا
قراءة دقيقتين
2

لأن «الفيتو» الذي أفرطت الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، في استخدامه منذ إنشاء الأمم المتحدة عام 1945، بات يشكل تهديداً للاستقرار والسلام العالمي، ويمثل الجانب الأكثر غير ديمقراطية في الأمم المتحدة، والعامل الأساسي في تقويض جهود الأمم المتحدة لتطبيق ميثاقها، وتقاعسها عن القيام بواجبها في الحد من الصراعات وجرائم الحروب، والجرائم ضد الإنسانية، فقد بات مطلب إصلاح الأمم المتحدة، وخصوصاً إلغاء حق استخدام «الفيتو»، أو وضع معايير صارمة لاستخدامه، مطلباً عالمياً مع تغير الظروف الدولية، التي استوجبت منح هذا الحق للدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية دون غيرها.

لذلك، وحرصاً منها على السلام العالمي، وإيماناً منها بالقانون الدولي والحؤول دون استخدام «الفيتو» لمنع تحقيق العدالة الدولية، كما جرت العادة، فإن دولة الإمارات، حذرت خلال اجتماع الجمعية العامة لمناقشة مبادرة حق استخدام حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن قبل يومين، من التمادي في استخدام هذا الحق، ودعت إلى وضع معايير واضحة لاستخدام هذا الحق بما يتوافق مع القانون الدولي، وإرادة الأغلبية العظمى من الدول الأعضاء، محذرة من أن استمرار إساءة استخدام حق النقض يقوض ثقة وآمال الشعوب في النظام الدولي الحالي.

وأبدت دولة الإمارات، قلقها من إفراط الولايات المتحدة في استخدام حق النقض، وخصوصاً ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ومنها مشاريع قرارات تتعلق بوقف إطلاق النار في غزة، على الرغم من موافقة الغالبية العظمى من أعضاء مجلس الأمن عليها.

إن الدعوة إلى تنظيم استخدام حق النقض، ووضع معايير محددة لهذا الاستخدام بات يشكل خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح للحد من هيمنة القوى الكبرى واستفرادها بمسألتي السلام والحرب؛ إذ لا يجوز لدولة واحدة أن تقف بالضد من المجتمع الدولي مستندة إلى «فيتو» يحقق مصالحها وأهدافها فقط، حتى لو كان ذلك يشكل تهديداً للأمن والسلام العالميين.

منذ تأسيس الأمم المتحدة، لجأت الدول الخمس إلى استخدام حق النقض أكثر من 295 مرة، كان نصيب الولايات المتحدة منها أكثر من 115 مرة، ومعظمها لمنع إدانة حليفتها إسرائيل، وضد قوانين تساند حق الشعب الفلسطيني، مثل رفض وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ورفض إدانة الاستيطان، أو إدانة إحراق المسجد الأقصى، أو مطالبة إسرائيل بالانسحاب من الأراضي العربية المحتلة.

إن لجوء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن إلى «الفيتو» هو في الأساس إجراء غير ديمقراطي، وهو حق أعطته لنفسها باعتبارها دولاً منتصرة، ولم تنتخب كما تنتخب الدول الأعضاء الأخرى، كما لم تعطَ هذا الحق بالتصويت، ولذلك ارتفعت بعض الأصوات في آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية، تطالب بتعديل نظام الأمم المتحدة، وتوسيع مجلس الأمن، وإلغاء حق استخدام «الفيتو»، واعتماد نظام أكثر عدالة وشفافية وديمقراطية وتوازناً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/wsnd63xw

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"