عادي
أمل القدوم إلى اجتماع «بيركشاير» السنوي في العام المقبل

هل خطّ أسطورة الاستثمار وارين بافيت رسالة الوداع للمساهمين؟

20:56 مساء
قراءة 4 دقائق

إعداد: هشام مدخنة

شهد الاجتماع السنوي للمساهمين في شركة «بيركشاير هاثاواي» السبت الماضي بعض اللحظات العاطفية، رثا خلالها رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي وارين بافيت شريكه القديم تشارلي مونغر، «مهندس بيركشاير»، على حد وصفه، والذي توفي العام الماضي عن عمر ناهز 99 عاماً.

ومع ذلك، طمأن الملياردير العجوز، المتصارع مع احتمال وفاته هو أيضاً، حشود المستثمرين الحاضرين، كاشفاً لأول مرة أن خليفته غريغ أبيل هو من سيقود دفة الاستثمار ويتخذ القرارات ذات الصلة.

وأجاب وارين بافيت أيضاً على العديد من أسئلة مساهمي «بيركشاير»، موضحاً على سبيل المثال سبب بيع الشركة بعض أسهمها في «أبل»، والرهان الخاسر على شركة «باراماونت». كما تحدث عن التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي سريع النمو، وأشاد بعمل رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في توجيه الاقتصاد. واختتم أسطورة الاستثمار البالغ من العمر 93 عاماً حديثه ضاحكاً بالقول: «لا أتمنى فقط أن تأتوا العام المقبل، بل آمل القدوم معكم أيضاً».

  • أبدى قلقه بخصوص العجز المالي

خلال الاجتماع، وصف بافيت رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأنه «رجل حكيم للغاية، لكنه لا يتحكم في السياسة المالية، وبأنه يرسل بين الحين والآخر إشارات تنبيهية». ومع ذلك، أشار إلى أن البنك المركزي بحاجة إلى مساعدة من المشرعين لكبح جماح العجز الأمريكي المتزايد. وقال: «أنا لا أقلق بشأن كمية الديون، أنا قلق بخصوص العجز المالي».

وقارن وارين بافيت الوضع الحالي بالثمانينات عندما كان التضخم البالغ 9.1%، هو المشكلة الكبرى والأكثر أهمية من كمية الديون، وكيف ساعد بول فولكر، بصفته رئيس الاحتياطي الفيدرالي آنذاك، في حلها.

يُذكر أن ديون الولايات المتحدة تجاوزت 34 تريليون دولار، وفي طريقها إلى 35 تريليوناً وفقاً للنمط الأخير، الذي نمت خلاله بمعدل أسرع في الأشهر الأخيرة، بزيادة نحو تريليون دولار كل 100 يوم تقريباً.

  • استثمار خاسر

وأشار بافيت إلى أن جميع حيازات «بيركشاير» في شركة «باراماونت غلوبال» الأمريكية قد تم بيعها بخسارة. وقال: «لقد كان قراري 100%، وقد بعنا كل شيء وخسرنا قدراً كبيراً من المال». مضيفاً بأن هذه التجربة جعلته يفكر بشكل أعمق في الأنشطة التي يعطيها الناس الأولوية في أوقات فراغهم.

وامتلكت شركة «بيركشاير هاثاواي» 63.3 مليون سهم في «باراماونت» حتى نهاية 2023، بعد أن خفضت الحصة بنحو الثلث أواخر العام الماضي، وفقاً لأحدث الإيداعات.

وأكد أيضاً أنه وتشارلي أضاعا فرصاً استثمارية على مر السنين، لكنهما لم يندما إلا على قلة مختارة. وقال: «لقد فاتنا الكثير من الأشياء، وما ندمنا عليه حقاً هو فقدان شيء تبين أنه قيّم جداً، ولم نقلق أبداً بخصوص أي شيء لم نفهمه».

  • الرئيس الجديد

وانتهز عراب أوماها المناسبة للحديث عن خليفته في مجموعة بيركشاير ومن ستقع عليه مسؤولية اتخاذ القرارات. موضحاً أن أبيل غريغ، نائب رئيس العمليات غير المتعلقة بالتأمين، سيتولى منصب الرئيس التنفيذي. وسيكون مسؤولاً بالكامل عن القرارات الاستثمارية للمجموعة، بما في ذلك تلك المتعلقة بمحفظة الأسهم، وأي شيء يقرره قد يكون مفيداً. وقال: «لا نريد أن يكون لدينا مئتا شخص يديرون مليار دولار لكل منهم، فهذا لا ينجح. سأترك تخصيص رأس المال لغريغ فهو يفهم الأعمال بشكل جيد للغاية. وإذا فهمت الأعمال التجارية، فسوف تفهم الأسهم العادية».

وعُرف أبيل، ذو الـ 61 عاماً، بأنه الخليفة المتوقع لبافيت منذ عام 2021، بعد أن كشف تشارلي مونغر، نائب رئيس مجلس الإدارة السابق في الشركة، عن غير قصد ذلك الأمر. وهو يشرف اليوم على جزء كبير من إمبراطورية «بيركشاير» المترامية الأطراف، بما في ذلك أعمال الطاقة والسكك الحديدية وتجارة التجزئة.

  • حصة أبل

بحضور تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» الاجتماع، أوضح بافيت سبب تقليص مجموعته الاستثمارية حصتها في صانعة آيفون، مؤكداً أن ذلك كان لارتفاع معدلات الضرائب وتمويل العجز المالي الأمريكي المتضخم بعد المكاسب الكبيرة في الاستثمار، وليس لأي حكم مستقبلي عن وضع السهم من وجهة نظره.

وقال، إنه من المحتمل للغاية أن تظل «أبل» صاحبة أكبر ملكية في الشركة على الرغم من التباطؤ الأخير في المبيعات. مشيراً في الوقت ذاته إلى أن بيركشاير ستستمر في امتلاك بعض من أهم حيازاتها في «أمريكان إكسبريس» و«كوكا كولا» في المستقبل.

وكانت «بيركشاير» قد خفّضت، للمرة الثانية، حصتها في أبل بنحو 13% في الربع الأول من العام الجاري، بعد أن باعت نحو 10 ملايين سهم من أسهم الشركة في الربع الرابع من العام الماضي.

  • الذكاء الاصطناعي «جني خارج القمقم»

شبّه وارين بافيت التكنولوجيا القائمة على الذكاء الاصطناعي بـ «الجني والأسلحة النووية» في قدرتها على إحداث تغيير فائق، معتبراً أن الاحتيال باستخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون «صناعة النمو» الكبيرة القادمة.

وأضاف: «قلت إننا أطلقنا سراح الجني من القمقم عندما طورنا أسلحة نووية، ولا أعرف الطريقة التي نعيده بها إلى مخدعه، والذكاء الاصطناعي يشبه ذلك إلى حد ما».

وقال: «أنا لا أعرف أي شيء عن الذكاء الاصطناعي، لكن عند التفكير في قدرته على إعادة إنتاج الصور على سبيل المثال وخداع الأشخاص، أشعر بالقلق بشأن هذه التكنولوجيا».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"