«دانة» الدنيا.. وستبقى

01:22 صباحا
قراءة دقيقتين
2

دانة الدنيا، كانت، وما زالت، وستبقى، هي بنفسها، ببيوتها، بأحيائها، بطرقاتها، وأبراجها، وشواطئها، ومراكزها، وكل شيء جميل فيها، مدينة الحياة، وحلم الملايين للعمل والعيش. حازت باقتدار إعجاب شباب العالم لينسجوا فيها، ومنها، طموحاتهم، ومشروعاتهم، وحتى حياتهم.

مدينة صغيرة بحجمها، كبيرة بأفعالها، وسمعتها التي دوّت في كل أصقاع الأرض، فأسمعت بمبادراتها ومشاريعها وتألقها، العالم أجمع، حتى باتت محطّ أنظاره، بأفراده ومؤسساته، وأضحت قدوة لكل من يبحث عن نجاح وتألّق، وتفرّد.

مدينة المراكز الأولى، مساحتها تناهز 4000 كيلومتر مربع، وطولها من شمالها إلى جنوبها لا يزيد على 72 كيلومتراً، تستقبل الجميع بحب، وتودّعهم بحب، شوارعها مطارات، ومطاراتها عالم، هي مدينة الجوائز، ومؤسسة «المبادرات» الخيرية، تألقت وتميّزت حتى أضحت قلب العالم، ووجدانه.

تجارتها غير النفطية زادت على تريليوني درهم في 2023، وأسطولها يزيد على 400 طائرة بين «الإمارات»، و«فلاي دبي»، زارها العام الماضي قرابة 20 مليون سائح، فيها أيقونات عالمية من أبراج، وجزر، وشواطئ، ومراكز تسوق، كل شيء فيها متفرد، فأصبحت بكل مقوّماتها سيرة على كل لسان، زيارتها حلم، والصورة مع أحد معالمها كنز، أما الإقامة والعمل فيها، فذلك من حظ كل سعيد.

تعرّضت دانة الدنيا، كما دولتنا الحبيبة الإمارات، ودول الخليج العربي، لمنخفض جوي استثنائي، لم تشهده المنطقة منذ بدء تسجيل البيانات المناخية قبل 75 عاماً، وتجاوزت معدلات هطول المطر خلال 24 ساعة ما يهطل على لندن، أو باريس، أو نيويورك، في شهور، تعطلت خلالها بعض مظاهر الحياة، ولحق الضرر ببعض المرافق. ولكن هل وقفت مكتوفة الأيدي، هل نام رجالها في بيوتهم، هل استسلمت للحالة وتركت الناس؟ بالتأكيد لا، فهي تعوّدت على إنقاذ حتى الحيوانات يوم اشتعل فندق العنوان فيها، عشية رأس سنة، وكان أحد أنجال قائدها على رأس فرق الإنقاذ، يمدّ خراطيم المياه، ويساعد رجال الشرطة، والمطافي.

وفي جائحة كورونا، كان ولي عهدها يجوب الطرقات، يشحذ همم رجال الطوارئ والإنقاذ، يحثهم، يشجعهم، يبث فيهم طاقته الإيجابية لمواصلة العمل وإنقاذ الناس. وفي الأمس، هو نفسه من التقى مسؤولي الإمارة، فوجّه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، رفقة شقيقيه سمو الشيخ مكتوم بن محمد، وسمو الشيخ منصور بن محمد، الجهات الحكومية بتطوير خطة استباقية متكاملة لمواجهة الحالات الجوية الطارئة، فشكَر الفرق، وأكد عليهم أن سلامة أفراد المجتمع هي الأولوية القصوى لحكومة دبي.

دانة الدنيا بربّانها، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مدينة لا تعرف المستحيل، ستبقى مدينة الحلم، والعالم المتفرّد، فلنغرف من طاقتها، وحبّها، ولنعرف أن ما هطل من السماء كان رحمة للعالمين، فلنكن إيجابيين، محفّزين، ولندَع عنا المسمومين. التقط صورتك كما تشاء بسرعة، اجعل منها ذكرى جميلة، لأنك تعرف جيداً أنك لن ترى المكان غداً، كما كان، بل في أبهى صوره، ورونقه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc6ppyfy

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"