صراع بين الجمهوريين والديمقراطيين على نورث كارولينا في ظل تقارب الاستطلاعات

الخليج - متابعات
تشهد ولاية نورث كارولينا صراعاً محفوفاً بالثقة والأمل، بين الجمهوريين والديمقراطيين للفوز بأصواتها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل، حيث يراهن ترامب وحزبه الجمهوري على أن انتصاره فيها عامي 2016 و2020 سيستمر في انتخابات 2024، فيما يأمل الرئيس بايدن وحزبه الديمقراطي في قلب نتائج هذه الولاية التي لم يفوزوا بها منذ وقت طويل، حيث كان انتصار باراك أوباما فيها في عام 2008 هو الأخير للديمقراطيين.
ومن المرجح أن تكون انتخابات هذا العام في هذه الولاية ليست بالسهلة بالنسبة للجمهوريين في ظل تحسّن أرقام استطلاعات الرأي لصالح بايدن (81 عاماً) بشكل مطّرد منذ خطابه عن حال الاتحاد في آذار/ مارس، حيث حلّ في مرتبة متقاربة جداً مع ترامب (77 عاماً) على المستوى الوطني.
إرجاء أول تجمع انتخابي لترامب
من جهته أرجأ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب السبت، أول تجمّع انتخابي له منذ بدء محاكمته الجنائية، بسبب ظروف الطقس، وفقاً لصحفيي وكالة فرانس برس.
وكان مرتقباً أن يكرّر ترامب أمام مناصريه في ولاية نورث كارولينا التعبير عن غضبه الشديد من الإجراءات القانونية غير المسبوقة التي تطوله.
وقال الجمهوري في كلمة بثت من المكان الخارجي الذي تجمع فيه أنصاره «نريد أن نتأكد من أن الجميع آمنون أولاً قبل كل شيء، لذلك طلب منا أن نطلب من الناس مغادرة المكان والبقاء في أمان». وأضاف «يبدو أن هناك رعداً وبرقاً... أعتقد أننا سنضطر إلى تأجيل ذلك إلى وقت آخر».
وكان مقرراً أن يلقي الملياردير الجمهوري كلمة أمام مؤيّديه في مدينة ويلمنغتون الساحلية، في محاولة لإحباط آمال الديمقراطيين في قلب نتائج الانتخابات في هذه الولاية بعد انتصاره فيها عامي 2016 و2020.

• انتخابات ومحاكمات

مع ذلك، لن يكون التوجّه إلى نورث كارولينا الشيء الوحيد الذي يدور في ذهن ترامب، إذ يُتوقع أن تبدأ المرافعات الافتتاحية في محاكمته الجنائية بعد أقل من 48 ساعة في نيويورك، بعد الانتهاء من اختيار هيئة المحلّفين الجمعة.
ويُحاكم ترامب في قضية دفع أموال لشراء صمت الممثلة السابقة ستورمي دانييلز قبل أيام قليلة من انتخابات 2016 التي فاز فيها بفارق ضئيل أمام المرشّحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وكان ترامب قد دفع ببراءته من 34 تهمة تتعلّق بالاحتيال التجاري كجزء من خطّة للتستّر على مدفوعات لدانييلز.
وفي معرض تنديده بتدبير «حملة شعواء» ضده، اشتكى المرشح الجمهوري مراراً من أنّ المحاكمة، وهي الأولى لرئيس أمريكي سابق، أعاقت قدرته على القيام بحملته الانتخابية.
وقال الخميس من قاعة المحكمة في مانهاتن «يُفترض أن أكون في أماكن مختلفة كثيرة للقيام بحملات... وأنا أجلس هنا منذ أيام عدة، من الصباح حتى الليل في تلك الغرفة المتجمّدة».
مع ذلك، استمرّ ترامب في إيصال رسائله إلى مناصريه، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو في التصريحات اليومية للصحفيين الذين يغطّون محاكمته في نيويورك.
وقال الجمعة عبر منصته «تروث سوشيل»، إنّ «هذا تدخّل في الانتخابات على مستوى لم يسبق له مثيل في الولايات المتحدة».
وبينما يُرجَّح أن يحمل خطابه في نورث كارولينا نبرة انتقادية مماثلة، فقد أمره القاضي خوان ميرشان بعدم مهاجمة الشهود والمدّعين العامّين وأقارب موظفي المحكمة، الأمر الذي انتقده ترامب بقوله إنّه «ليس عدلاً».

• ساحة معركة

على الرغم من أنّ آخر مرشّح ديمقراطي فاز في ولاية نورث كارولينا كان باراك أوباما في عام 2008، إلّا أنّ الحزب يعتقد أنّ الولاية يمكن أن تكون ساحة منافسة خلال الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/ نوفمبر.
وكان جو بايدن قد خسر في هذه الولاية أمام ترامب بفارق 75 ألف صوت فقط في عام 2020 الذي شهد أيضاً إعادة انتخاب حاكم الولاية الديمقراطي.
وكانت نائبة الرئيس كامالا هاريس قد زارت نورث كارولينا أربع مرات هذا العام، حيث ظهرت في إحداها مع بايدن في آذار/ مارس.
ويأمل الحزب أن يتمكّن من الإفادة من تزايد عدد سكّان المدن والغضب من القيود المفروضة على الإجهاض، بعدما ألغت المحكمة العليا الأمريكية الحق في هذا الإجراء على مستوى البلاد.
وفي ظل احتمال محاكمة ترامب لأسابيع في نيويورك ومواجهة مزيد من الاتهامات في واشنطن وجورجيا وفلوريدا، بدأ بايدن في تكثيف مشاركاته في حملته الانتخابية.

• بنسلفانيا المتأرجحة

وأجرى هذا الأسبوع جولات عدّة في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة، كما أدلى بأول تصريحاته التي تطرّق فيها إلى مشاكل ترامب القانونية، وهو الأمر الذي كان قد تجنّب فعله منذ فترة طويلة.
وخلال إحدى المناسبات، قال بايدن مازحاً «في عهد سلفي، المنشغل الآن، فقدت ولاية بنسلفانيا 275 ألف وظيفة».
وفي السياق، ذكر البيت الأبيض أنّ بايدن لا يتابع محاكمة ترامب، موضحاً أنّ «تركيزه ينصب على الشعب الأمريكي».