بيدك كتاب.. بيدك سلاح

00:46 صباحا
قراءة دقيقتين

يمكنك أن تقرر مواجهة العالم أو الانخراط فيه والوقوف في صفوف «الكبار»، بوسائل مختلفة مثل القتال وحمل البنادق والرشاشات وإطلاق الصواريخ.. أو تختار المواجهة بتسليح العقل وتنمية الفكر وترسيخ الوعي وتسليح كل الأجيال بالقراءة والكتاب والثقافة والعلم.. أن تخرج إلى العالم ولديك مخزون من الإبداع والقدرة على التفكير والابتكار فهي ميزة وقدرة قد لا يجيد الجميع فهمها أو الانتباه لها واستيعاب أنه بيدك كتاب.. بيدك سلاح.

ما يحصل خلال هذه الأيام في الإمارات من نشاط وحراك ثقافي، يؤكد مجدداً أن هذه الدولة تعلي قيمة الفكر والعلم وبناء الإنسان فوق كل شيء، وأنها لا تترك مناسبة إلا وتقدم صورة مثالية للدولة الداعمة للثقافة والساعية باستمرار إلى تقريب المسافة بين الإنسان والكتاب، والدولة التي تحتضن وتكرم وتشجع كل الأجيال والأبناء والكتّاب والمبدعين ودور النشر وصنّاع الكلمة من داخل الدولة ومن خارجها، ليواصلوا رحلة النجاح ولنشر الوعي بأهمية وقيمة الكتاب والقراءة في كل مكان وزمان.

وكأن الإمارات تحتفل وتحتفي بالثقافة، تقيم المهرجانات والمؤتمرات وتزيد من جرعات التحدي في أكثر من إمارة في آن. وبين «القرائي» و«القراءة» يأتي معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي يضم نحو ١٣٥٠ دار نشر من ٩٠ دولة، والذي اختار تكريم الأديب والروائي الكبير نجيب محفوظ باعتباره «الشخصية المحورية» لهذه الدورة، ولتكون جمهورية مصر العربية «ضيف الشرف».

في المقابل انطلقت الدورة ال١٥ من مهرجان الشارقة القرائي للطفل الممتد حتى ١٢ مايو/ أيار الجاري، وانطلقت معه الدورة الثانية من مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة المستمرة حتى الخامس من الشهر. وكعادته يقدم مهرجان الشارقة القرائي للطفل الكثير من الأنشطة والفعاليات، حيث يكون الأطفال والشباب والعائلات على موعد مع نحو ١٥٠٠ فعالية ثقافيّة وفنيّة وترفيهيّة، يقدِّمها أكثر من ٢٦٥ ضيفاً من أكثر من ٢٥ دولة.

دبي هي الأخرى تصل إلى المراحل النهائية من مبادرة تحدي القراءة العربي، المنبثقة عن مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، حيث وصلت المشاركات في الدورة الثامنة أي الحالية، إلى أكثر من ٢٨ مليون طالب وطالبة من ٥٠ دولة يمثلون ٢٢٩٦٢٠ مدرسة، وبإشراف ١٥٤٦٤٣ مشرفاً ومشرفة، وفي ختام هذه التصفيات النهائية، يتم اختيار أبطال التحدي في كل دولة مشاركة، الذين بدورهم سيتنافسون على لقب بطل تحدي القراءة العربي.

دولة تطلق المبادرات الثقافية وتقيم المهرجانات لتحث الناس على القراءة، وتفتح أبوابها لعشاق الفكر والكلمة، وتكرّم كبار الأدباء وتكافئ «المثقفين الصغار»، هي دولة تحترم الإنسان وتحلم بنشر المعرفة وحب الكلمة والكتاب والقراءة وزرع بذور الثقافة في الصغار والكبار وفي كل مكان، دولة تنتصر للعقل والعلم والثقافة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2um9y39a

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"