الزائر لهذه الدورة من معرض أبوظبي الدولي للكتاب يجد فرقاً ملحوظاً على مستوى التنظيم والبرامج ودور النشر المشاركة، ما يلفت للانتباه هو وجود أنشطة مختلفة من شأنها أن تجعل من معارض الكتاب وجهة حتى لغير القراء ممن يمكنهم أن يبدأوا مشوارهم مع القراءة من هذه النقطة.
الاهتمام بالطفل ملحوظ جداً من خلال دور النشر المتعددة المشاركة بلغات مختلفة، ومن خلال الأنشطة الكثيرة طوال اليوم التي من شأنها أن تخلق جيلاً مهتماً بهذه المعارض، فالطفل الذي يزور معرض الكتاب ليلتقي بشخصيّاته المميزة مثل«باتمان» و«فليبي» على سبيل المثال، والذي سيخرج بكتاب أو اثنين على أقل تقدير سيكون متذكراً أن هذا المكان وهذا الحدث قادران على تلبية حاجاته وسيعاود الرجوع في العام المقبل والذي يليه ليكون قارئاً في المستقبل يزور المعرض ليشتري كتبه المفضلة ويحضر فعالياته الثقافية.
من جانب آخر، مؤسسات الدولة والشركات شبه الحكومية المشاركة بشكل مميز يبعث على الفخر والفرح قادرة على استقطاب زوار يرسمون البسمة على وجوههم من خلال ما يسمعونه من الموظفين الموجودين في الأجنحة والذين اختيروا بعناية ليكونوا بهذا القدر من اللطف ورحابة الصدر بحيث يتحدثون مع الزوار لساعات من غير أن يشعروهم بالملل أو التثاقل.
«مركز الإصلاح والتأهيل» التابع لدائرة القضاء يجذب اهتمام أي زائر يمر به ويعرف أن كل تلك المنتجات المتميزة المعروضة صنعت بداخل المركز من خلال ثلاث ورش وفرتها الدولة للنزلاء وقامت ببيع إبداعات نزلائها ليشعروا بأهميتهم وبأنهم قادرون على المضي في الحياة فور خروجهم وهم يمتلكون كل هذي المهارات المدهشة.
«مجموعة تدوير» المشاركة بجناح كل ما فيه معاد تدويره؛ بدءاً بالبلاط وصولاً للثريا والمقاعد والطاولات يشكل دهشة أخرى.
هذه لمحة أولية لبعض المشاهد غير الاعتيادية في معارض الكتب والمؤكد هو مستوى الدهشة التي قد تصيب أي زائر متمعن في الأجنحة المشاركة.
