عادي

الموازنة بين العلاقة مع الله والعمل

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين
1
مايا الهواري

د. مايا الهواري

خلق الله تعالى عباده على هذه الأرض وأمرهم بأن يعمروها بالخير والإحسان، وجعل لهم مهمة كبيرة ألا وهي عبادته، قال تعالى {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، فالغاية الأساسية من خلق الإنسان هي العبادة، والتي تتعدد أشكالها وتتنوع، فقراءة القرآن عبادة، والصلاة عبادة، والزكاة كذلك عبادة، والحج عبادة، ومساندة الآخرين عبادة، وحتى العمل الذي يقوم به المرء عبادة، فالإنسان الذي يذهب لعمله صباحاً ويعود مساءً هو عابد لله، وهو أفضل من الإنسان الذي لا يملك عملاً ولا يسعى جاهداً لذلك، ومن يعمل مع الجماعة يكن عمله مثمراً، لأن يد الله مع الجماعة، يبسطها للأشخاص المتفاهمين العاملين معاً يداً واحدة، يساند بعضهم بعضاً، فكل شخص يقوم بمهمّته ويقدّم لغيره، وفي المقابل غيره يقدّم له، وهكذا تسير الحياة وفق تكامل، وهذه عبادة يتقرب بها المرء لله تعالى.

فالإسلام أمرنا بعبادة الله تعالى من صلاة وصيام وزكاة، أي القيام بأركان الإسلام، ولكنّ الإيمان بالله أعم وأشمل، أي يؤمن المرء بالله ويؤمن بأن النية التي ينويها الإنسان خلال نهاره أن يكون عمله خالصاً لله هي جهاد في سبيل الله، ذلك أنّ جهاد النفس أصعب من جهاد البدن، وكذلك جهاد العمل كبير، فمن يعمل بغية تقديم العلم والفائدة للآخرين هو مجاهد، المعلم يذهب ليلقي على مسامع طلابه معلوماته التي اكتسبها ولم يحتفظ بها لنفسه، بل قدمها على طبق ألماسي ليستفيدوا منها «من كتم علماً ألجمه الله بلجام من نار»، فمن نعمة الله على الإنسان أن منحه نعمة العطاء وتقديم الخير للغير، وعلى المرء أن يبدأ يومه بالتوكل على الله والأذكار والقرآن، مع النية الصافية بأن يكون عمله خالصاً لوجهه تعالى وفي سبيله وفي خدمة عباده ومساعدتهم، وفي المقابل سيلقى مكانة كبيرة عند الله أولاً وفي قلوب العباد ثانياً (من مشى ساعياً جابراً للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر).

نجد مما سبق أن الإنسان يمكنه أن يكون عابداً لربه بطرق عدة من صلاة وصيام وزكاة وغيرها، وفي نفس الوقت يمكن اعتبار عمله عبادة يتقرب بها لله تعالى، مستبشراً بالخير العميم من الله، فالله يحب العبد المستبشر المتفائل، ولا يحب الضعيف المستكين المتكاسل، فليكن شعارك أيها الإنسان (اعقلها توكل).

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/tvwpd94x

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"