سائقو التاكسي في محكمة الركاب

متهمون بعدم التوقف وانتقاء الزبائن حسب المزاج
12:21 مساء
قراءة 7 دقائق

القيادة فن وذوق وأخلاق، وسائقو التاكسي من أكثر الفئات تواصلاً مع الجمهور، وكل سائق لا يشبه الآخر في سلوكياته وسماته الشخصية وهناك من يؤكد أن عدداً من السائقين لا يحترم أصول القيادة ولا يتقيد بقواعد السير وأخلاقيات التعامل مع الركاب، ولأن الخير يخص والشر يعم، فإن هذه الصورة السلبية ألصقت ببعض سائقي التاكسي الذين أصبحوا بسبب هذه التصرفات في قفص الاتهام.

حسن المنصور يشكو من سلوكيات بعض السائقين ويقول: الواحد أصبح يخجل يشاور للتاكسي لأنه لن يقف وإذا وقف يفتح النافذة ويسأل عن المكان وإذا عجبه المشوار سمح لك بالدخول وإذا لم يعجبه يدير وجهه ويمشي كأن شيئاً لم يكن.

أيمن القيتاني قال: بعض السائقين لا يحترمون الآخرين في القيادة فيغلقون المسار الذي يمرون به ويتوقفون فجأة لأخذ الركاب أو إنزالهم وغير ذلك كثير من سلوكيات عدم الالتزام والاستهتار بالآخرين.

نبيل الشوال يقول: يستفزني أنني في أحيان كثيرة أقف قبل فتاة فإذا بسائق تاكسي يتخطاني ومن دون اكتراث يقف لها ويأخذها وأنا واقف ولي الأولوية، فكيف لا أحكم عليهم في هذه الحالة بأنهم يبحثون عن التسلية، وفكرت في التقدم بشكوى ضد بعضهم ولكنني قررت اختصار التعب والوقت وغالباً هذا ما يفعله أغلب الركاب الذين يعانون من تصرفات بعض السائقين.

إذا كانت هذه كلها اتهامات وجهت للسائقين فما هو ردهم عليها؟

السائق حسام عبدالفتاح يقول: النظافة والالتزام بقواعد المرور تعود إلى تربية السائق وبيئته، وتصرفات السائق تعبر عن أخلاقه مثل مراعاة الركاب، وعدم التدخين، والالتزام بحزام الأمان وخفض صوت المسجل والمحافظة على نظافته الشخصية وغيرها من الأمور التي تعطي الآخرين انطباعاً عن شخصيته.

ومن خلال ممارستي للمهنة عرفت أنها قائمة على العلاقات وكلما كان السائق صبوراً ويحسن معاملة الركاب كلما كان ناجحاً في مهنته.

وحول الاتهام الموجه لبعضهم بانتقاء الزبائن قال: التاكسي في خدمة الجميع، وليس من حق السائق أن يفضل راكباً على آخر أو أن ينتقي من بين الركاب، فهذا مخالف.

وعن عدم توقف السائقين للركاب في بعض الأحيان رغم عدم وجود راكب بالسيارة قال: ليس هناك سائق لا يريد أن يعمل لأن لقمة عيشه ورزقه من هذا الزبون فمعروف أن سائقي التاكسي يعملون بنظام العمولة ولكن في بعض الأحيان يضطر السائق لعدم الوقوف كأن يكون مكلفاً من قبل كول سنتر وهو في طريقه إلى العميل الذي طلبه وبالتالي لن يتوقف لأنه ذاهب في مهمة، ولكن الركاب بالشارع لا يعرفون هذا ويحكمون بالظاهر.

وعن مشكلات المهنة ومتاعب السائقين يقول: مشكلتنا في نظرة المجتمع لسائق التاكسي لأن فيها الكثير من الدونية لا أدري لماذا، فسائق التاكسي شخص يؤدي عمله ومهنته كأي مهنة، وتلك النظرة تظهر في الكثير من المواقف والسلوكيات التي تقابلنا في عملنا فمثلاً لا تسمح لنا السيارات الخاصة بالمرور إذا طلبنا فتح الطريق لمجرد أن السيارة أجرة، وإذا تعاملنا بالمثل نواجه بألفاظ جارحة والسباب.

وعن المواقف الغريبة التي يصادفها في عمله قال: نمر بمواقف كثيرة خلال العمل منها الطريف والمزعج ومن المواقف الطريفة التي مررت بها حين استوقفني شخصان من جنسية آسيوية وفتح أحدهما الباب الأمامي للركوب إلى جواري ولحق به الآخر ولكنني أوقفته وحاولت إفهامه أن هذا ممنوع وأن عليه الجلوس بالكرسي الخلفي.

السائق أحمد الأمين يقول: قيادة السيارات من المهن المثيرة للمتاعب والمشاكل وإذا لم يكن السائق يملك الأسلوب والمهارة في التعامل مع المواقف التي تواجهه من الجمهور سيعاني العديد من المشاكل فليس كل الركاب يتفهمون فبعضهم ليس لديه دراية بقواعد المرور أو المخالفات التي توقع على السائق إذا ارتكب أية مخالفة فبعض الركاب يطلب من السائقين الوقوف في أي مكان يطلبه بصرف النظر عما إذا كان مكان الوقوف مسموحاً به أو ممنوعاً، ومنهم من يعطي أوامر مفاجئة بالدخول يميناً أو يساراً بصرف النظر عن حالة المرور وإذا لم يستجب السائق لطلبات الراكب لأنها مخالفة أو من الممكن أن تؤدي إلي حدوث تصادم مع السيارات الأخرى يثور الراكب ويشتكي ويتهم السائق بأنه يتعمد إطالة الطريق لزيادة الأجرة.

وعن المواقف التي يتعرض لها أثناء عمله قال: الكثيرون يشكون من سائقي التاكسي رغم أن السائقين يتعرضون لسلوكيات من بعض الركاب تسبب لهم مشاكل فأحياناً يطلب الزبون مني الانتظار، وطبعاً لا أستطيع الرفض لأن هذا مخالف فإذا بالزبون يذهب ولا يعود من دون أن يسدد الأجرة وحدثت لي هذه الواقعة أكثر من مرة وهناك من الزبائن من يرفض دفع قيمة العداد كاملاً ويطلب تخفيض المبلغ من دون أن يدري أنني ليس لي دخل في القيمة أو الأجرة.

أما السائق محمود عبدالجليل فيقول: نواجه مصاعب كثيرة لأن طبيعة عملنا التعامل مع الجمهور وهذا يفرض علينا أن يكون تعاملنا مع كل زبون حسب طبيعته فهناك زبون يركب مبتسماً بشوشاً وهذا من الممكن أن أفتح معه حواراً وأتعرف عليه، وهناك من أشعر من اللحظة الأولى أنه غير قابل للحوار، ولكن المشكلة أن الكثيرين لا يقدرون ظروف السائق وينظرون إليه على أنه آلة للتوصيل، فكثيراً ما أكون في موعد غدائي مثلاً ويستوقفني راكب فأخبره أنني ذاهب للغداء ورغم ذلك يصر أن أوصله ومن الركاب من يركب ولا يقول وجهته بالتحديد ويعطيني أوامر فجائية ما يربكني ثم يغضب إذا ما تجاوزت المكان الذي يريد النزول فيه ويتهمني بتعمد ذلك لزيادة الأجرة.

وتعليقاً على امتناع بعض السائقين عن الوقوف قال: أي سائق مكسبه في ركوب أكبر عدد من الركاب لأن معنى ذلك زيادة في العمولة ولكن هناك حالات خارجة عن إرادته تجعله لا يتوقف لراكب ما كأن يكون مكلفاً من كول سنتر وفي طريقه إلى الزيون، وأحياناً يكون الراكب نفسه واقفاً في مكان خطأ في الشارع لا يجب التوقف فيه، وبالتالي وقوف السائق سيكون فيه مخالفة وخطورة من السيارات التي خلفه أو أن يقف الراكب في مكان ممنوع فيه الانتظار.

وعن الركاب الذين يتعامل معهم يقول: أفضل العمل في الفترات المسائية لأن حالة الجو تكون جيدة، كما أن الزحام يكون أقل بالإضافة إلى أن زبائن فترة المساء أكثر سخاء في البقشيش في حين أن زبائن الفترة الصباحية أغلبهم من الموظفين والعمال محدودي الدخل.

السائق حسام محمد قال: أسلوب السائق مع الزبون يفرض عليه احترامه فالهدوء والابتسامة يجعلان الراكب مهما كان حاداً أو عصبياً يستجيب أما مواجهة العصبية بعصبية فسوف تؤدي إلى المزيد من المشاكل.

وعن عدم تفهم بعض الركاب لطبيعة مهنة سائق التاكسي قال: عمل سائق التاكسي 24 ساعة يومياً ولكن كإنسان لي أوقات راحة لتناول الغداء والصلاة لذا يجب أن يتفهم الجمهور هذا ولا يسيء الظن بالسائقين فنحن في كثير من الأوقات نتنازل عن أوقات راحتنا من أجل خدمة الركاب.

وعن السلوكيات الخاطئة لبعض الركاب قال: يعاني معظم السائقين حالياً من سلوك بدأ ينتشر بين بعض الركاب وأطلق عليه الشير إذ يتفق عدد من الأشخاص على ركوب تاكسي على أنهم أصدقاء أو أقارب ليتقاسموا الأجرة سوياً وهذا التصرف قد يؤدي إلى مخالفة السائق من قبل المرور وحدث لي هذا الأمر وغرمت 500 درهم لتحميل ركاب بالمشاركة. ويقول أنيس صلاح (سائق): أغلب المشاكل التي يواجهها سائق التاكسي والنظرة السلبية التي يعاني منها السبب فيها قلة من السائقين غير الملتزمين ولكي تتضح الأمور أكثر علينا تقسيم السائقين إلى فئتين، الأولى تعمل بالنهار والثانية في الليل وهذه يعمل فيها البعض ممن لا يبحثون عن العمل الجاد وإنما عن الأماكن والأعمال المشبوهة وهؤلاء من يجب مراقبتهم.

وحدث في موقف في إحدى المرات عندما كنت سائراً براكب وأشار لي شخص بالوقول وطبعاً تخطيته لأن معي راكب وبعد مسافة صغيرة أغلقت الإشارة وتوقفت وإذا بالزبون يلحق بي ليعنفني لعدم وقوفي متصوراً أن السيارة فارغة ولكنه تراجع عندما وجد شخصاً يجلس بالكرسي الخلفي.

مهنة البحث عن المشاكل

محمد الحداد المدير التنفيذي لإحدى شركات التاكسي قال: أية مهنة تتعلق بالجمهور هي مهنة المتاعب خاصة أن ثقافة المجتمع عن سائق التاكسي هي السبب في ذلك فالبعض ينظر له على أنه شخص قليل القيمة ويتعامل معه من هذا المنطلق ولا يقدر ظروفه وطبيعة مهنته بل ويزيد عليه المعاناة من خلال سلوكياته الخاطئة لذا فالأمر يحتاج إلى شيء من التثقيف بالطريقة الصحيحة للتعامل مع سيارات الأجرة فالغالبية ليست لديهم معرفة مثلاً بقواعد المرور والأماكن الصحيحة للركوب والنزول ويطلبون من السائق تجاوزها معتقدين أن هذا من حقهم وتصلنا شكاوى كثيرة من زبائن يشكون من أمور غريبة كطلب الراكب من السائق أن يرفع السرعة إلى 160 كيلومتراً في الساعة في حين أن السرعة المسموحة هي 120 كيلومتراً وحين يرفض السائق يشكوه الراكب على غير علم والبعض يدعي في شكواه تعمد السائق اطالة الطريق لزيادة الأجرة ثم يثبت أن الراكب طلب النزول في مكان غير مسموح فيه بالوقوف وأمثلة كثيرة لذلك والراكب دائماً متصور أنه على حق.

وعن حالات الخطأ من جانب السائق والإجراءات التي تتخذ ضده قال: الرقابة على سائق التاكسي تكون من عدة جهات: المواصلات، المرور، الشركة ومن الجمهور نفسه الذي لا يتردد في تقديم الشكاوى وإذا ثبت خطأ السائق تتخذ ضده 3 إجراءات طبقاً للائحة التوجيه والاصلاح للسائقين وهذه المخالفات اما حضورية بدفع الغرامة فوراً أو غيابية وهنا تلزمه الشركة بها، وتخصم من راتبه إذا ثبت خطأه وإذا تكررت المخالفات تصل الجزاءات إلى انهاء الخدمة والغاء التصريح.

وعن التدريبات والاختبارات التي توقع عن السائقين قبل نزولهم للشارع قال: بمجرد قدوم السائق يخضع لتدريب مدته 15 يوماً من قبل الشركة ليس في السواقة فقط وإنما في معرفة الشوارع وقواعد المرور والسير بعدها يتقدم للحصول على تصريح من مؤسسة المواصلات لقيادة الأجرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"