تلعب التربية الفنية دورا كبيرا في صياغة وجدان الاطفال، وتنشئتهم على تذوق الجمال وسمو الأفكار، وهذه هي مكانة الفنون التي تصقل ملكات الأطفال في الرسم والإبداع، ومن خلال الدورات وورش العمل والمرسم الحر والمعارض ينهض الاطفال وتتغير نظرتهم لما حولهم، وعلى هذا الاساس نظم بينالي الشارقة الدولي للأطفال 10 ورش عمل فنية ومرسماً حراً للأطفال شارك فيها بشكل رئيسي أطفال المركز والفتيات، وتنوعت عناوين الورش بين ورشة في تدوير بعض الخامات المصنعة لبناء تشكيلات فنية وأخرى في التعبير بألوان ذات قاعدة مائية، والمزاوجة في بناء العمل الفني وورشة تشكيل بالرمل الملون ورابعة في تشكيل بالكرتون وأسلوب المزاوجة.
الأطفال الذين شاركوا في الورش أكدوا احتياجهم لها، وتقول هنادي عبدالله من مركز الفتيات برقة الشارقة: لدي موهبة الرسم وعززتها بالمشاركة في معارض في ميجا مول وصحارى سنتر وفي الخدمات الإنسانية وحصلت على شهادات تقدير كثيرة من وراء هذه المشاركات الفنية، وأحرص على المشاركة من أجل تحسين مستواي الفني وموهبتي وأزيد من معلوماتي وخبرتي في مجال الرسم والتشكيل الفني وأتعرف الى أشياء ربما لم أكن أعرفها
أما وسادة آل علي فأوضحت أن حلمها أن تكون رسامة محترفة وأنها بدأت موهبتها منذ أن كان عمرها 5 سنوات وعمرها الآن 20 سنة، وأكدت أن ورش العمل تزيد من قدراتها الفنية وخبرتها في الرسم. وأشارت إلى أنها نقلت موهبتها إلى البيت حيث تقوم بتدوير أشياء قديمة لا يحتاجها المنزل، وترسم أحيانا زخارف على جدار بحجرتها.
أما الطفلة علا محمد والطفل محمد يوسف فكانت المرة الأولى لهما ليتعرفا الى دراسة للرسم بعد أن كان مجرد شخابيط على الحائط.
الفنانة الفلسطينية جمانة إميل عبود إحدى القائمات على ورش العمل ولديها ورشة عمل تحت عنوان تدوير بعض الخامات المصنعة لبناء تشكيلات فنية أكدت أن الطفل يتطلب تعاملا خاصا في مجال الفنون قائلة: أنا طفلة بالقلب هذا ما يربطني مع الأطفال وسأبقى كذلك، كنت أدرس للأطفال في مؤسسة المعمل التي أعمل فيها في القدس، ودائما لدينا نشاطات في الرسم والتصوير من داخل المؤسسة ونعطي ورش عمل مستمرة تتراوح مدتها بين 3 و6 اشهر نقدم خلالها افكارا تقليدية يعرفها الطفل ويحاول تطبيقها في شكل ابتكاري جديد.
وفيق عرفات الخطيب مشرف عام الفنون بمراكز الأطفال والفتيات بالشارقة ومشرف عام البينالي قال: البينالي يضم ورشاً منوعة، منها ورش إعادة تصنيع أو تدوير الخامات المستهلكة، وورش اخرى ركزنا فيها على الرسم والتصوير، وورش في الرسم بالرمل الملون وورش ملامسة السطوح بالكرتون، وفيها يستخدم الطفل الرمل الملون كخامة غير تقليدية ليبرز فيها موهبته، ويتعرف إلى معنى الانسجام والتباين والقطاعات ومن خلال اللعب الفني وتكسر حدة الروتين عنده.
وفي ورش الرسم والتصوير يتعلم الطفل التكنيك والمزاوجة بين أكثر من خامة مثل دمج الألوان الشمعية مع الألوان المائية، والأطفال يرون نتائج بعضهم بعضاً، ويحتكون بالجمهور ولدينا ورش الرمل الملون مفتوحة للجمهور ومن خلالها نستقطب الجمهور ليتابع هذه الأنشطة ويشارك فيها.
