“عقدة الخواجة” مرض عربي مزمن

انتقلت من المأكل والملبس إلى السلوك
12:18 مساء
قراءة 4 دقائق

تدفق المعلومة جعل العالم قرية صغيرة فكيف يواجه العرب هذا التدفق والتسارع في ايقاع الحياة للحفاظ على الهوية العربية بعيدا عن عقدة الخواجة وفوبيا المؤامرة الغربية على كل ما هو عربي بحيث يواكب الشباب آخر تطورات العصر والموضة من مأكل وملبس بعيدا عن الانسياق الأعمى حتى لا تصبح سلوكياتهم غربية خالية من النكهة العربية، وهل علينا ان نغلق أبوابنا في مواجهة هذ التدفق وما يسميه البعض بالغزو الغربي والاكتفاء فقط بكل ما هو عربي لتلبية احتياجاتنا اليومية.

الآراء تباينت ووجهات النظر اختلفت وهو ما حاولنا رصده عبر التحقيق التالي:

تقول ايمان السوم (موظفة) تتطغى العادات الغربية - الخاصة بالمأكل، والملبس، والممارسات السلبية- على العادات العربية بشكل كبير وذلك بسبب تشبث العرب بالغرب واعتمادهم عليهم، فإذا نظرنا للمواد الغذائية مثلا نلاحظ أن معظم العرب يشترون ويشجعون المنتجات الأوروبية، حتى في أنظمتهم الغذائية نلاحظ انتشار الوجبات السريعة التي لم تكن موجودة في الدول العربية، بالرغم من علمهم بأضرارها، وإذا أمعنا النظر في الملابس الموجودة في أسواقنا، سنكتشف أيضا أن معظمها أوروبية صممها الغرب ولبسها العرب حتى لو كانت لا تناسبهم، فنلاحظ لهفة الشباب العرب من الجنسين عليها، لأنها أحدث خطوط الموضة الغربية، حتى وإن لم تعجبهم. قصات وتسريحات غريبة للشعر قد تكون مظهرا خارجيا يزرع الثقة بنفس المقلد، لأنه إذا لم يتبع هذا الركب الحضاري قد ينعت بالمتخلف.

وأضاف: أعتقد أن الغرب نجحوا في غزو العرب فكريا، ونستطيع الاستدلال على ذلك من خلال البرامج التي تعرض على قنواتنا العربية فمعظمها عبارة عن برامج معلبة اشتهرت كبرامج غربية، ونجحت في أوروبا، وقام العرب باستنساخها ووضعوا لبعضها أسماء عربية.

يقول غازي الصبيحي (موظف) كاجوال. برجر. اسبايكي وهاي باي مصطلحات غريبة ما كنا نسمع بها وحقيقة نأسف عندما نجد كثيراً من شبابنا ينجرفون وراء تيار التبعية غير الواعية في تقليد الغرب سواء في الملبس والمأكل (برجر) وتصفيف الشعر (سبايكي). حتى وصل الامر إلى تغيير التحية بالسلام عليكم إلى (هاي) وصار الوداع (باي) وغيرها الكثير الكثير.

ولا شك أن الإنسان عندما ينشأ في بيئة معينة فإن ثقافتها وحضارتها وانتماءها الفكري يسهم إسهاما كبيرا في تكوين شخصيته ونمط حياته، وانه اذا جالس أشخاصا أو مجتمعات أخرى سيتأثر بهم. والشباب هم الأكثر تأثرا وقدرة على التكيف. ولذا من الواجب أن نتنبه لمثل هذه الأمور وان نقف على أحداثها موقف الدفاع عن قضية من أهم قضايا المجتمع، للحفاظ على مقوماتنا الثقافية والفكرية والاجتماعية وغيرها كأمة لها حضاراتها وخصائصها بين الأمم. ولا يوجد متسع كاف للتطرق إلى خصائص ومميزات امتنا العربية والإسلامية. ولكن بما انه لدينا العلم الكافي بذلك فيجب ان نحافظ على شخصيتنا وتراثنا وحضاراتنا بكل الإمكانات المتاحة وان نكون في موقف المؤثر لا المتأثر. لأن الحقيقة اما ان تكون مؤثراً أو متأثراً أو تابعاً أو متبوعاً.

محمد علي الظهوري (موظف) يشير إلى أهمية معايشتنا للثقافة الغربية والتفاعل معها وهي محاولة مهمة للارتقاء بالحالة الانسانية والحياتية للمجتمع العربي لكن هذا التوجه يواجه عدة معوقات منها: النظرة التصادمية لكثير من قادة الفكر والرأي العربي لكل غربي بجانب النظرة التشاؤمية للواقع العربي المتخلف وهو ما يقود إلى التبعية الحضارية والأيديولوجية والثقافية للغرب ثم النظرة المتعالية من الغرب إلى باقي الحضارات، والحضارة الغربية والمنتجات الغربية بما تملكه من تأثيرات جعل العرب يواصلون الانبهار بها ومطلوب منا نحن كعرب ايجاد مخارج لإشكاليات التجاذب الحضاري والتجاري وان يأخذ العرب من الغرب المفيد لهم بعيدا عن التبعية والتقليد المضر الذي يجعلنا نتخلى عن عاداتنا وتقاليدنا العربية والإسلامية.

عبدالله النقبي (طالب) يقول ان العالم اليوم أصبح قرية مفتوحة ومتاحة للجميع وما عاد التقوقع في مكان واحد بعيدا عن تأثيرات العالم مفيداً فالأمة العربية جزء من الحراك العالمي والعولمة وتأثيرها في كل العالم وفق توجهات النظام العالمي الجديد وعليه فإن ما يدور في بلادنا العربية ليس تقليداً للغرب بقدر ما يكون مواكبة للأحداث العالمية فليس هناك عيب في ان نحاول ملاحقة الغرب المتطور، فهل من العيب ان نستخدم احدث ما توصل إليه الغرب في كافة مناحي الحياة اليومية؟ فهم تطوروا وتركونا خلفهم وهذه حقائق مؤلمة ينغي الا نهرب منها وندفن رؤوسنا في رمال ما يسمى بالعادات والتقاليد العربية لنخفي تخلفنا عن الغرب المتطور الذي استمد تطوره من الحضارة العربية الإسلامية واليوم لا ضير في أن نستفيد من علمهم لنلحق بهم.

يقول راشد سعيد (طالب) ان عقدة الخواجة والمنتج الغربي متجذرة في كثير من البلدان العربية والبعض يهاجم الشباب اليوم لا لشيء إلا لأنهم يرتدون احدث الماركات العالمية ويتحدثون اللغة الانجليزية بطلاقة ويستخدمون المنتجات الغربية، فهل هؤلاء يريدون لنا ان نغيب عقولنا ونعيش في العصور الوسطى والعالم من حولنا يتطور ويتقدم، وهناك تساؤل هل المنتجات العربية افضل من الغربية لنكتفي بها وهل لدينا خبرات كافية نستعين بها في كافة مشاريعنا لنقاطع كل غربي ونعيش في جلباب عروبتنا؟

أحمد بدوان (موظف) يرى أن الموضوع اكبر من مجرد غزو ثقافي أو تدفق منتجات غربية على البلاد العربية بل مؤامرات يخطط لها بدقة اعداء الإسلام والأمة العربية لإبعادنا عن عاداتنا وتقاليدنا الإسلامية والعربية، وذلك باستخدام وسائل الاعلام المختلفة لدرجة ان شباب اليوم اصبح غريباً في الديار العربية وهو يعيش وسط أهله بأفكار وسلوكيات غربية.

نور محمد راشد (طالب) يقول علينا ان نسلم بأن الغرب افضل منا ونحن مهما قدمنا سنظل خلفهم ونكون عبارة عن صدى لما يقدمونه ولو رفضنا كل غربي من اختراعات ومنتجات وحتي ملابس واكسسوارات سنكون عبارة عن صفر على الشمال وللأسف هي حقيقة مؤلمة لكن علاجها ليس برفض المنتجات الغربية كما يفعل البعض.

محمد حسن هارون (موظف) يقول علينا أولاً إيجاد البدائل للمنتجات الغربية قبل مهاجمة الغرب واتهام الشباب العربي باللهث خلف الحضارة الغربية فهل ذنب الشباب اليوم انه يبحث عن كل ما هو جديد ومتطور ويواكب التطورات العالمية وهل يريدون للشباب وللعرب الانغلاق في عالم تتدفق فيه المعلومات والعلوم والمعارف؟

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"