منح الترجمة الإماراتية.. استحقاق وامتيازات

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

لا يتوقف المعنى التكريمي والأدبي والثقافي لجائزة الشيخ زايد للكتاب عند حدّ القيمة المعنوية الرفيعة، والقيمة المادية المحترمة اللتين تذهبان كل عام إلى الفائزين بالجائزة، بل هناك أيضاً قيمة ثقافية ومعنوية وأدبية كبرى تضاف إلى معنى الجائزة الأغلى في الوطن العربي، وتتمثل هذه القيمة مباشرة في منح الترجمة التي تقدمها الجائزة لأعمال فازت بها، وتنقل هذه الأعمال الأدبية العربية الفائزة إلى لغات حية في العالم واسعة المقروئية وواسعة الانتشار: الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، إلى جانب لغات مثل الجورجية، والأوكرانية، حيث تترجم الأعمال العربية الفائزة بالجائزة إلى هذه اللغات وغيرها من لغات العالم، وتتولى الترجمة دور نشر عالمية معروفة وذات سمعة مهنية ونشرية محترمة في العالم.
منح الترجمة لهذا العام حظيت بها أعمال فائزة لعدد من الكتاب والكاتبات العرب: لطيفة بطي، ابتسام بركات، جودت فخر الدين، خليل صويلح، وأسامة العيسى، والمترجمون من العربية إلى لغات العالم هم مترجمون عرب لهم خبرة ميدانية وحياتية باللغات العالمية، الأمر الذي يعني أن المؤلف مطمئن إلى أن روايته أو مجموعته الشعرية ستذهب إلى قارئ لا يجد صعوبة في عملية الترجمة برمّتها، وبخاصة ترجمة الأدب.
أطلقت جائزة الشيخ زايد للكتاب منح الترجمة في عام 2018 «.. لتعزيز انتشار الأدب العربي حول العالم حيث تقدّم - المنحة تمويلاً مالياً يصل إلى 19 ألف دولار..».
دور النشر الأجنبية التي تتولى آليات المنح الترجمانية والاتفاق مع المترجمين العرب هي كما ذكرت قبل قليل دور معروفة وذات خبرة عالمية في صناعة النشر والكتاب والترجمة: «سوجيت فيرلاج» في ألمانيا، «بوكلاند برس» في كندا، «انتلكيتي ببليشينغ» في جورجيا، كما جاء في التفصيل حول منح الترجمة، وسنعرف من خلال هذا التفصيل الذي ينبغي فعلاً أن يهم كل كاتب إماراتي وعربي أن القارئ الأجنبي، وبفضل منح الترجمة الإماراتية قد عرف الرواية العربية وبعض علامات الأدب العربي:.. نجيب محفوظ، إبراهيم الكوني على سبيل المثال لا الحصر.
منح الترجمة الإماراتية على درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة للمؤلف العربي، وبالنسبة للثقافة العربية الأدبية بشكل خاص.
محظوظ الكاتب العربي الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب مرّتين، مرة لأنه حقق تكريم الفوز واستحقه من خلال تحكيم أدبي نزيه، ومرّة لأنه من خلال منحة الترجمة سينقل إلى لغات حية مقروة في العالم.
منح الترجمة امتياز للكاتب العربي، وتقدير مُضاعف للأدب الذي يكتبه، والمنح الترجمانية تعمل بالضرورة على توسيع نطاق انتشار الأدب العربي بين قرّاء في الشرق والغرب معاً، فالكاتب والقارئ يعرفان جيداً مدى انتشار لغتين مهمّتين في العالم هما: الإنجليزية والفرنسية في أوروبا وآسيا وإفريقيا، وهما، أيضاً، اللغتان اللتان تعتمدهما الجائزة في منح الترجمة.
نتحدث دائماً أو يتحدث الكتّاب والمثقفون العرب عن جسور الحوار، وجسور الثقافة بين الحضارات والثقافات والشعوب، ولعلّ الترجمة هي الأساس الجذري والعملي في بناء هذه الجسور.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"