عادي
دول آسيا والمحيط الهادئ تسجّل مستويات حرارة قياسية

عشرات الملايين يحتمون تحسباً للإعصار «ساولا» بجنوب الصين

01:29 صباحا
قراءة 3 دقائق
امرأة بجوار الأشجار المتساقطة إثر الرياح الناجمة عن إعصار ساولا بهونغ كونغ. (أ ف ب)

اضطُر عشرات الملايين من سكان هونغ كونغ وشنجن ومدن أخرى، إلى الاحتماء في الأماكن المغلقة مع اقتراب الإعصار العنيف «ساولا»، من جنوب الصين، مع رياح تعدّ الأقوى التي تهب على المنطقة على الإطلاق. في حين أُلغيت مئات الرحلات الجوية في جنوب الصين، وأُرجئ بدء العام الدراسي في هونغ كونغ، وبدت شوارع المدينة مقفرة. فيما كشفت دول في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، أمس الجمعة، عن تسجيل مستويات حرارة قياسية هذا الصيف، ما يتماشى مع بيانات أعلنتها بلدان في مختلف أنحاء العالم هذا العام، في مؤشر إضافي على تأثير التغير المناخي على حرارة الأرض. بينما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنّه سيتوجّه إلى فلوريدا «صباح اليوم السبت»، بعد المرور المدمّر لإعصار إيداليا على أراضي ولاية أحد أشدّ خصومه السياسيّين، الحاكم الجمهوري رون ديسانتيس.

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الصينية أن يصبح الإعصار «ساولا» «أقوى إعصار يضرب دلتا نهر اللؤلؤ منذ 1949»، في إشارة إلى منطقة منخفضة الارتفاع تضمّ هونغ كونغ وماكاو ومحافظة غوانغدونغ. ونحو الثامنة مساء أمس الجمعة (12:15 بتوقيت غرينيتش)، رفعت سلطات هونغ كونغ مستوى الإنذار إلى أعلى درجاته، وحذّر مرصد هونغ كونغ السكان من الخروج، داعياً إياهم إلى «الابتعاد عن النوافذ والأبواب المكشوفة وضمان وجود مكان آمن للاحتماء». ويُتوقّع أن يضرب الإعصار «ساولا»، المصحوب برياح تصل سرعتها إلى 210 كيلومترات في الساعة، مدينة هونغ كونغ بحلول صباح اليوم السبت. ولم يسبق أن أُصدر إنذار من المستوى T10، وهو الأعلى على مقياس من 10 درجات، سوى 16 مرة منذ الحرب العالمية الثانية. وفتحت مدينة شنجن، التي تضم 17.7 مليون نسمة، ملاجئ وقررت تعليق وسائل النقل العام. وعلّقت محافظة غوانغدونغ حركة القطارات فيها حتى السادسة من مساء اليوم السبت، فيما رفعت الوكالة الوطنية للحماية من الفيضانات مستوى استجابتها الطارئة إلى ثاني أعلى مستوى. وقال وو وينلاي (43 عاماً)، الذي اضطر إلى إغلاق مطعمه في إحدى ضواحي شنجن لسوء الأحوال الجوية: «هذا يؤثر في حياتنا... كان ابني البكر يعتزم السفر إلى تشنغدو اليوم ليذهب إلى الجامعة، وها قد أُلغيت رحلته». وقاوم عشرات عمّال التوصيل الرياح القوية والأمطار الغزيرة لتلبية طلبات التوصيل. وقال عامل التوصيل تشاي جيجيي (22 عاماً) لوكالة الصحافة الفرنسية: «سأعمل حتّى أشعر أن الوضع بات خطيراً جداً».

وأضاف: «لا يريد الناس الخروج، لكنهم يريدون تخزين الوجبات الخفيفة والسلع الأخرى. هناك كثير من طلبات التوصيل».

حذّر مرصد هونغ كونغ من ارتفاع مياه البحر إلى مستوى قياسي تاريخياً، ومن «فيضانات خطيرة قد يتجاوز عمقها في بعض المناطق المتر الواحد». وكانت هونغ كونغ قد أصدرت تحذيراً من مستوى T10 عام 2018 حين ضربها الإعصار مانغخوت الذي أدّى إلى تدمير أشجار والتسبب بفيضانات وإصابة أكثر من 300 شخص. وألحق حينها أضراراً بأكثر من 3 ملايين شخص في المحافظات الجنوبية في برّ الصين الرئيسي، ما أدّى إلى مقتل 6 أشخاص. وكثيراً ما يتعرض جنوب الصين للأعاصير التي تتشكل في المحيطات الدافئة شرق الفلبين في الصيف والخريف ثم تتجه غرباً. ويقول الخبراء إن تغير المناخ أدى إلى زيادة شدة العواصف الاستوائية، حيث أدّت زيادة الأمطار وقوة الرياح إلى حدوث فيضانات مفاجئة وخلفت أضراراً في المناطق الساحلية.

ومن جهة أخرى، أعلنت الهند، أكبر دول العالم من حيث تعداد السكان، تسجيل أعلى درجات الحرارة ومعدلات الجفاف لشهر أغسطس 2023 منذ بدء تسجيل البيانات الوطنية قبل أكثر من قرن.

وبدورها، سجلت اليابان بين يونيو وأغسطس متوسط درجات حرارة هو الأعلى منذ بدء تسجيل هذه البيانات عام 1898.

ولا يقتصر ارتفاع الحرارة على الصيف. فقد أفاد مكتب الأرصاد الجوية الأسترالي، أمس الجمعة، أن فصل الشتاء الذي انتهى الخميس، كان الأكثر دفئاً تعرفه البلاد على الإطلاق.

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/cecvefsx

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"