هروب يخفي ما هو أكبر

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

ألم يمر بك من قبل عندما تكون هناك مهمة بين يديك وتتطلب الإنجاز، أو مشروع ينتظر منك إتمامه، أن تتصفح مواقع، أو تراجع ملفات قديمة في جهازك، أو تبحث عن ملف قديم دون مبرر، ونحوها من مثل هذه المهام غير الضرورية، التي ليس وقتها ولا أوانها. هذه الحالة ببساطة متناهية تسمى الهروب، حيث تمر بنا حالات تشبه هذه الحالة، تشبه حالة الهروب من المهام أو الواجبات المنوطة بنا. يمكننا أن نسقط هذا المثال على مختلف الواجبات الاجتماعية، التي تنتظر منا الإتمام والإنجاز، حتى المهام الملحة والضرورية، قد تجد منا بعض الإهمال في مرحلة ما، أو تجد منا عدم تركيز ودقة خلال تنفيذها، هذا يسمى أيضاً سأماً، أو حالة من الطفش، من تكرار المهمة والعمل عليها.

يمكن ملاحظة جوانب من مثل هذه الحالات داخل منازلنا، أو في مقار العمل، حيث يحدث إهمال غير مبرر، ولا يفهم سببه، هذه الحالة إذا تطورت واستفحلت قد تسبب أخطاء مؤلمة، وقد تعيق تقدمنا، وتحد من إنجازنا، بل قد توجه رسالة للآخرين بأننا لسنا على قدر المسؤولية، والحقيقة أنها حالة نفسية تمر وهي اعتيادية، إن بقيت في حدودها الدنيا.

نحتاج للتغلب على تلك المشاعر غير المبالية، أو المشاعر التي تبلدت، إلى بعض التغيير، لتبديل الأدوار، أو لإجازة لبعض الوقت، لاستعادة الحماسة، والحيوية، نحتاج إلى التوقف، والمراجعة، نحتاج إلى الهدوء، والخروج من الموقف، والنظر للموضوع بعيداً عنه، حتى نتمكن من الحكم وتصويب طريقتنا وآلية عملنا.

وتبقى حالة الهروب من العمل الذي بين أيدينا، حالة متواجدة وقد تكون مرت بنا جميعاً، لكن ما يجب ملاحظته أن لها أسبابها، فهي إما بسبب الضغط وتكالب المهام والأعمال، أو أنها نتيجة للإرهاق والتعب والحاجة للراحة، أو نحوها من الأسباب.

وفي المجمل، فإن الهروب من مثل هذه المهام يعطي مؤشراً على الحاجة لتنظيم الوقت، وتنظيم تدفق المعاملات وتوزيعها، أو أنه يؤشر للحاجة لتعلم مهارة الإنجاز والتنظيم، وإدارة الوقت، وفي كلتا الحالتين، فإنها تؤشر للحاجة إلى التوقف والتقاط الأنفاس، والبحث عن السبب، ثم البدء في العلاج. وما ينصح به هو عدم إهمال أو تجاهل تلك الحالة، التي تسبب لنا كل هذا الهروب، وتجنب المهام والواجبات الحياتية، المنوطة بنا، بل مواجهتها، وإيجاد الحلول، لأن هذا إن تُرك دون علاج وحلول، فإنه سيؤثر في حيويتنا، وفي إنجازنا وفي فاعليتنا.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/m942pnex

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"