كما تبدو تكون

في جلسة مصارحة بين موظف ناجح وزميل له يدعى «مايلور» يعملان لصالح شركة معروفة على نطاق محلي وعالمي أخبر الأول نظيره أنه كلما نظر إليه شعر برغبة في الضحك، لأنه لا يحسن اختيار الثياب.
ولم يكتف الصديق بالتصريح السابق فحسب، بل أردف قائلاً من باب النقد البناء: «أنت تترك شعرك ينمو أكثر مما ينبغي، فلماذا لا تقصه مثلما يفعل رجال الأعمال؟» قصه أسبوعياً ليبدو على الدوام بصورة حسنة، وانتبه إلى تناسق لون ربطة عنقك مع ألوان ملابسك، لأنها تبدو متنافرة بشكل يثير الضحك. نصيحتي لك: «ضع نفسك بين يدي خبير يعلمك كيف تظهر بمظهر متكامل».
احتج «مايلور» قائلاً: «لكنني لا أملك المال الكافي لفعل ما تطلبه». فأجاب صديقه: لن يكلفك الأمر سنتاً واحداً، بل ستوفر بفضل ذلك أموالاً كثيرة. اذهب إلى «جوسكوت» وأخبره بأنني أرسلتك إليه، وصارحه بعدم قدرتك على دفع المال لقاء الثياب بيد أنك تريد أن تتعلم كيف تغدو أنيقاً، وأنك مقابل مساعدته لك فإن أي مبلغ تنفقه على الثياب سيكون في متجره حصراً. وتأكد تماماً أنه سيحب الفكرة وسيوليك اهتماماً شخصياً ويعلمك ما يجب ارتداؤه، وسيوفر عليك الكثير من الوقت والمال، وسيزيد ربحك، لأن ثقة الناس بك ستقوى، وبالتالي ستتمكن من عقد صفقات أكثر بكثير مما تفعل الآن.
بالفعل، طبّق مايلور نصيحة زميله، فكانت خير مشورة تلقاها في حياته على الإطلاق. خصوصاً بعدما وضع نفسه أيضاً بين يدي حلاق ماهر يقص له شعره كل أسبوع، بحيث يبدو كرجل أعمال ناجح.
صحيح أن كل هذا التغيير تطلب تخصيص جزء لا بأس به مما يكسبه شهرياً للاعتناء بمظهره الخارجي، لكنه في المقابل عاد على الرجل بعشرات الصفقات الناجحة مع عملاء وثقوا به بسبب مظهره الذي يوحي بالثقة والقوة والمصداقية.
تقول العبارة المأثورة: «إن الثياب لا تصنع الرجل، ولكنها تكوّن تسعين في المائة مما تراه منه». فإن لم يكن المرء أنيقاً في مظهره الخارجي لم يؤمن الناس به، كما أنك حين تشعر بأناقتك فإن هذا الإحساس يزيد من تقديرك لذاتك، ويعزز من ثقتك بنفسك.
الأمر لا يتطلب أموالاً طائلة وبهرجة لا جدوى منها، فكل ما عليك فعله هو أن تعتني بتناسق ألوان ثيابك، وترتدي ملابس نظيفة وأنيقة حتى لو كانت بسيطة، المهم أن يعكس ما تلبسه صورة شخص جدير بالثقة والاحترام. أما أغلى نصيحة في هذا الصدد فهي أن تضع نفسك بين يدي خبراء يعلمونك كيف تظهر في أفضل صورة ممكنة.
[email protected]