عادي
فضاءات إنسانية رحبة في أصبوحة إبداعية

مبدعـون يتأملـون دفاتـر الأيـام فـي «مهرجـان الشعـر العربـي»

00:29 صباحا
قراءة 3 دقائق
عبدالله العويس ومحمد القصير ومحمد البريكي يتوسطون حضور الأمسية
المنصف المزغني

الشارقة - «الخليج»
ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للشعر العربي، أقيمت الأمسية الشعرية الرابعة مساء أمس الأول الجمعة في قصر الثقافة بالشارقة، شارك فيها سبعة شعراء هم: د. محمد النجار من تونس، شريهان الطيب / السودان، سيد أحمد العلوي / البحرين، إبراهيم توري / السنغال، زيد صالح الجبوري / العراق، د. محمود حسن / مصر، وهارون عمري / الجزائر، بحضور عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية، والشاعر محمد البريكى مدير بيت الشعر، وحشد من الشعراء والمثقفين والاعلاميين والمهتمين.
تناولت قصائد الشعراء هموم الذات والوطن وقضايا الأمة، متخذين من اللغة وسيلة للتعبير والتوثيق، ومن الصورة والمجاز باباً يعرجون منه إلى سماوات الدهشة والجمال.
قدم الأمسية الشاعر والإعلامي أحمد الصويري معرفاً بأهمية المهرجان ومكانته ومثمناً مبادرات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، واهتمامه بالشأن الثقافي ودعمه.

سامي الثقفي


استهل القراءات د. محمد النجار بقصيدة رسم من من خلالها صوراً بانورامية لرؤى الشاعر تجاه الحياة والأوهام التي تسافر إلى فضاءات الروح
«تُرى أيُّ رؤيـــا الآن تجْلو بصيرتي؟
أرى مُهْرَةَ الأوهــام تَأْخُذها البيـــدُ
أَكنْتُ إذنْ أهفو إلى المــــاء؟ أم تُرى
تجَلّيْتُ إذ فــــــاضتْ بقلبــي المواعيدُ؟
أُحَدِّقُ فـــي لـيْلٍ وقدْ أَحْـدَقـتْ بـه
طيــوفٌ تَدلَّتْ حوْلَه وعنــاقيـــدُ
ثم قرأت شريهان الطيب، مجموعة قصائد ولأنها شاعرة وطبيبة، فقد جعلت من لغتها علاجاً للروح، ودواءً للأوجاع وطافت بها في مدن السودان التي تعاني انكساراتها، و«على إيقاعِ المَاء» قالت:
أنصِتْ عميقاً لصوتِ الغاب، واقتِفهِ
إنَّ الفَرَاشَ على وردِ الهوى صَلَّى
واهبطْ على شفةِ المصباحِ، كن لغةً
تراوغُ الضوءَ، كي لا تَجْرَحَ الظِلَّا
وقرأ سيد أحمد العلوي مجموعة من القصائد المتوهجة بلغتها وصورها وأخيلتها، ومن قصيدة له:
مُذْ جِئتَ تخبزُ لِلأطفَالِ لعْبـَـتَهم
قدْ لوَّحتْ في فَمِ التنورِ أرْغِـفَــةُ
تلــــــمُّ قمْحاً عُيونُ الليْلِ تذرِفُهُ
في شارِعٍ كُـلُّ شيْءٍ فيهِ أرْصِفةُ
بدوره قرأ إبراهيم توري قصائد اتسمت بنفس صوفي، وموسيقى عالية من اللغة والخيال، وقرأ «سيرة ناقصة للخيام» عطرها بحس مرهف وفكر متأمل:
كَمَا مِنْ مُرُوجِ اللَّهْوِ أَنْبَتَ ذَاتَهُ
سَيُهْدِي إِلَى مَاءِ الْحُمَيَّا حَيَاتَهُ
سَيُطْرَدُ مِنْ دَيْرِ «السَّمَاءِ» لِأَنَّهُ
مَتَى ما دَعَتْهُ «الْأَرْضُ» خَانَ صَلَاتَهُ
وبلغة أنيقة قرأ زيد الجبوري قصائد استرجعها من الذاكرة، ومن «في مديح النسيان» يقول:
أشــرعــتُ للصـحــراء سـيـرتـيَ التي
لـلــرمــــل أرويـهــا كـتـابــاً مــفــردا
ما عــــادت الأسـمـاء تـغـري وجهتي
ما عدت أقترفُ الرحيل إلى السـدى
للقرية الأولى مشيتُ مسافراً
كانت خطاي النهر تبتكر الندى
وأهدى د. محمود حسن الشارقة في مستهل قراءته بوحاً شفيفاً وحساً رهيفاً، ثمن عبره دورها ودور حاكمها في خدمة الأدب والفنون الإنسانية واللغة والشعر، ثم قرأ قصيدة «وشم» وقال:
يقول الفتى المنسيُّ تحتَ سمائهِ
تَعِبْتُ.... وَلَم يعبَأْ طبيبٌ بدائِهِ
وكم زرع المعنى وُرُودا بهِيَّةً
إذا ظَمِئَتْ تُسقَى بماءِ بكائهِ
يحاولُ كسرَ الرُّوحِ حزنٌ مُسلَّطٌ
فيكسرُ سيفَ الحزنِ طيفُ إبائِهِ
اختتم القراءات هارون عمري، وقرأ «رماد البحر»:
أحرّك معنى الصّمتْ، فنجانُ صحوةِ
وأضربّ عرّافا ينامُ بجبّتي
عنيفٌ كشك الأرضّ تقرأ خطو من
يتيهون في ليلٍ لتأويل نجمةِ
أفوّض صحراءً لتطويق صرخةٍ
تفسرني غيمًا وأضغاث فكرةِ
في ختام الأمسية تم توقيع ديوان الشاعر المكرم علي الشعالي من الإمارات.
وضمن فعاليات المهرجان، أقيمت صباح يوم أمس السبت، قراءة شعرية في بيت الشعر بالشارقة، بمشاركة المبدعين: د. سامي الثقفي/ السعودية، العباس محمد/ موريتانيا، علاء زهير/ الأردن، نوفل السعيدي/ المغرب، المنصف المزغني/ تونس، بحضور عبد الله العويس، رئيس دائرة الثقافة، والشاعر محمد عبد الله البريكي، مدير بيت الشعر، وقدمها الشاعر حسين القباحي الذي أشاد بدور المهرجان في مد الجسور بين الشعراء، واستخراج كنوزهم الإبداعية في فضاء إمارة الشارقة التي لطالما احتضنت التجارب الشعرية، واستثمرت إنجازاتها في تجديد الخطاب الشعري.
حلقت قصائد الشعراء في فضاءات إنسانية ووطنية عبرت عن الهم الذاتي، وانطلقت نحو تجسيد الصور الوجدانية.
افتتح القراءات د. سامي الثقفي، بقصيدة «أميرة القلب»، وقرأ من «عزف على قيثارة الشعر»:
أنا وأنتِ وهذا الليلُ والتَّرفُ
والشِّعرُ والعطرُ والأنغامُ والتُّحفُ
وشامة في جبينِ. الحسنِ آسرة
حكايةٌ عندَ هذا الحدِ لا تقفُ
ثم قرأ العباس محمد أولى قصائده وحملت عنوان «عبيرُ الأبْجدِيَّة» ومن قصيدة «وصايا» يقول:
دعْ ما يُرِيبُكَ خُذْ بِالقلبِ أبْيَاتِي
خُذْ عَقْلَكَ المَحْضَ خُذْ حُزْنِي وأنَّاتِي
خُذْنِي إذَا اللَّيْلُ عَمَّ الكَوْنَ بوْصَلَةً
مَا أقدسَ الضوءَ في بحْرِ المَتَاهَاتِ
وقرأ علاء زهير قصيدة بعنوان «قُصاصات» فيقول:
كيفَ انتَصَرْتَ لِهذا الحبِّ يا رجلاً
يُقاومُ اليأسَ في عَتمِ المساءاتِ
يَستحضِرُ الغيمةَ الكبُرى ويُمْطِرُهَا
عَلَّ السنابلَ تنمُو في الفضاءاتِ
واختتم القراءات المنصف المزغني الذي أنشد مقاطع من قصيدة «الوردة والأسمنت» الـــتي رســـم من خلالها صوراً بلاغية ممزوجة بالمتعة الوجدانية، فهي أيضاً مسكونة بالوجازة والأسلوب التوليدي البديع، فيقول:
الحدِيقَة / حَلُمَتْ دَوْماً بِأَنْ تَبْقَى حديقَة / تَنْشُر الوَرْدَ وَتُهْدِي الرَّائِحَة / لِعَشِيقٍ وَعَشِيقَة / وَالحَدِيقَة / حَلُمَتْ يَوْماً بأن تَلْقَى صَدِيقَة / زَارَهَا العُشَّاقُ يَوْماً: صَارَ للورْدَةِ مَعْنَى / فَصَّلَ العُصْفُورُ لَحْنَا / للْفَرَاشَات الرَّشِيقَة.

علاء زهير
العباس محمد
نوفل السعيدي
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/y54weu77

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"