راشد محمد النعيمي
في الإمارات كل ما كان يصنف تحت بند الأحلام، يتحول وحسب خطط مدروسة ومبرمجة إلى واقع، لذلك فإن مستوى الثقة في الوعود لامس حدوده العليا في المصداقية التي تغلبت على كل العوائق، وذللت الصعاب وتحدت المستحيل وعالجت كل صغيرة وكبيرة من أجل تحقيق الهدف الأسمى.
القضاء على البيروقراطية كان أحد تلك التحديات التي تصدت لها حكومة الإمارات، وقطعت شوطاً طويلاً ومميزاً حفل بالابتكارات في الأداء الحكومي، وتوظيف التقنيات والبرمجيات وتقصير فترات الإنجاز، وإعادة جدولة المعاملات بما نجده جميعاً مرضياً إلى درجة كبيرة لكن الطموح لم يرض بذلك، والهدف الأكبر الذي تتحد الجهود من أجل تحقيقه حالياً هو تصفير البيروقراطية، تمهيداً للقضاء على هذا المصطلح في الإمارات.
مبعث ذلك، والحافز من أجله يستحق كل هذا العمل، والجهد والعطاء والسهر واستنفار فرق العمل، فهو كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يرتبط بتسهيل حياة الناس التي تمثل الغاية الأساسية والهدف الأسمى لعمل حكومة دولة الإمارات، والمهمة الأولى للوزارات والجهات الحكومية في الدولة، هي تطوير خدماتها وإجراءاتها.
إذاً نحن أمام مرحلة جديدة كما أشار سموه، تعمل على تبني نماذج عمل ذات كفاءة عالية محورها تصفير البيروقراطية في الإجراءات، وتقديم جيل مستقبلي من الخدمات المتكاملة الاستباقية، لتكون خدمات حكومة الإمارات الأفضل عالمياً، حيث ستعمل الجهات الحكومية على إلغاء 2000 إجراء حكومي خلال عام، وتقليل مدة الخدمات الحكومية بنسبة 50%، وإعادة هندسة مئات الخدمات الحكومية.
كل ذلك يجري وسط عملية محفزة، حيث تم وضع حوافز لفرق العمل التي تقلل من إجراءاتها، وتخصيص مكافآت تحفيزية تصل إلى مليون درهم، للموظف أو لفريق العمل الذي يتفوق في تقليل وشطب الإجراءات غير الضرورية، وهو مناخ مثالي من أجل إنجاز هذا الملف، وتشجيع الجميع على المشاركة والعطاء والابتكار.
في الإمارات يتم مواجهة التحديات بصورة مختلفة تتسم بالشراكة والتحفيز والمتابعة، والبحث عن الحلول المبتكرة والعمل الجماعي، وتعزيز الريادة في توفير أفضل تجارب المتعاملين، والارتقاء بالخدمات على أسس مستقبلية، وتسريع جهود التطوير، بالتركيز على تسهيل رحلة المتعامل وتطوير حلول خدمية رقمية، وخدمات شخصية مخصصة ترتقي بتجربة المتعامل، وصولاً إلى تحقيق أفضل خدمات حكومية بالعالم.
ستختفي البيروقراطية قريباً، وتحل محلها مصطلحات إماراتية جديدة، تشكل الأنموذج في الخدمات المتطورة التي تسهل حياة الناس أكثر من أي وقت مضى.
