راشد محمد النعيمي
دائماً ما تُستلهم الدروس من الأزمات وتُصنع الحلول ويُعالج الخلل ويُستفاد من الدروس في قادم الأيام، وهو الأمر الذي دأبنا عليه ففي عاصفة العين المحمّلة بالبَرَد الكثير من الدروس والعبر، خاصة أننا أمام حدث تاريخي لا يتكرر كثيراً وحالة جوية غير مسبوقة من ناحية قوتها وتأثيرها على المدينة الخضراء الجميلة، التي تكاتفت لتطويق كل ضرر أصابها واتحدت جهاتها للعمل لإعادة الحياة لطبيعتها رغم فداحة الضرر.
من يرى تلك الأشجار العملاقة التي سقطت والأخرى التي تجردت من كل أوراقها، يعرف حجم الجهد المبذول للتعامل مع العاصفة إضافة إلى كميات المياه القياسية التي هطلت، لكن ما نعوّل عليه هو الإبداع في ابتكار الحلول لكثير من الإشكالات ومواجهتها بشكل أفضل خلال الفترات القادمة، والعمل على معالجة أي خلل تكشف خلال تلك الحالة وهو أمر لن تغفل عنه الجهات المختصة.
من الأمور المهمة ما يتعلق بتعاملنا نحن كأفراد خلال الحالات الجوية، وأهمية الحرص على السلامة والتعامل مع حالات الطوارئ والسعي لتقليل المخاطر بأي صورة كانت خاصة عند دخول المياه إلى المنازل أو حالات التسريب التي تلامس الأجهزة الكهربائية، حيث ينبغي الحذر وفصل التيار الكهربائي بدلاً من الانشغال بالتصوير لأن السيناريوهات المتوقعة قد تشمل ماساً كهربائياً قد ينتج عنه حالات صعق أو حرائق، كما ينبغي أن نملك أدوات الطوارئ اللازمة لمثل تلك الحالات وتدريباً كافياً للتعامل معها.
وثمة أمور أخرى تتعلق بالحفاظ على الملكية الخاصة خلال أوقات الحالات الجوية وتأمين المركبات في أماكن تحفظها حيث تعرضت مئات المركبات لتلفيات كبيرة وأضرار جسيمة شملت زجاجها وبدنها، ووقعت على أصحابها خسائر كبيرة خاصة أصحاب معارض السيارات الجديدة والمستعملة التي كانت خسائرهم لا توصف، نظراً لعدم وجود تأمين يغطي السيارات غير المسجلة في المرور.
من الدروس المستفادة أهمية وجود غطاء تأميني للمركبات من الحالات الجوية؛ فالمعلوم أن التأمين الشامل هو الذي يغطي تلك الأضرار فقط لذلك فلا بد من العمل على تصميم منتج تأميني يشمل أصحاب تأمين الطرف الثالث، وطرحه كخيار يشمل الظواهر الطبيعية إضافة إلى منتج لأصحاب معارض السيارات يغطي مركباتهم الموجودة في ساحات مكشوفة أمام معارضهم.
في الأزمات دروس لا تُحصى، لكنها بحاجة لمن يستفيد منها للخروج بأقل الخسائر في أزمات مماثلة قد تقع مستقبلاً إضافة إلى مراجعة كل صغيرة وكبيرة على المستوى العام والخاص من شأنها أن تعالج أي ضرر متوقّع مستقبلاً وتحفظ حياته وممتلكاته.
