كثفت روسيا ضرباتها على شبكة السكك الحديد الأوكرانية بهدف عرقلة الإمدادات العسكرية الغربية، وقال الجيش الروسي، أمس الجمعة: إنه قصف قطاراً في منطقة دونيتسك الأوكرانية (شرق) كان يحمل أسلحة غربية إلى كييف، في وقت طلب فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من الحلفاء الغربيين المزيد من أنظمة الدفاع الجوي، بينما قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو: إن روسيا تدافع عن شعبها في أراضيها التاريخية ولا خطط لديها لمهاجمة حلف شمال الأطلسي «الناتو».
وقال المسؤول الأوكراني، الذي لم يشأ كشف هويته، تعليقاً على استهداف سكك الحديد: «إنها إجراءات تقليدية قبل شن هجوم» كبير متوقع خلال الأسابيع المقبلة، مؤكداً أن الهدف منه «شل الإمدادات ونقل الشحنات العسكرية»، فيما أكد الجيش الروسي، أنه قصف «قطاراً يحمل أسلحة غربية ومعدات عسكرية» في بلدة أوداتشنيه في منطقة دونيتسك الأوكرانية (شرق) بالإضافة إلى «قوات ومعدات» عسكرية في بالاكليا، ولم يحدد الجيش الروسي تاريخ هذه الضربات، وتُسلّم الدول الغربية الأسلحة وذخيرة المدفعية بسرية تامة من خلال الدول المجاورة، وخصوصاً بولندا.
ويمر الجيش الأوكراني بمرحلة حساسة إذ يواجه نقصاً في المجندين الجدد والذخيرة بسبب التأخير الكبير في تسلم المساعدات الغربية ولا سيما الأمريكية.
بدوره، طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الجمعة، إرسال المزيد من أنظمة الدفاع الجوي إلى كييف لمساعدتها على التصدي للهجمات الروسية، وأضاف أن تعثر التمويل الأمريكي ساعد موسكو على المضي في أعمالها العسكرية.
وقال زيلينسكي في بداية اجتماع عبر الإنترنت بقيادة واشنطن بشأن المساعدة على تسليح أوكرانيا: «استخدمت الطائرات الروسية أكثر من 9000 قنبلة جوية موجهة ضد أوكرانيا خلال هذا العام، ونحن بحاجة إلى قدرات دفاعية لإسقاط الطائرات المقاتلة كي لا تقترب من مواقعنا وحدودنا».
على صعيد متصل، نقلت صحيفة الباييس الإسبانية عن مصادر لم تسمها قولها: إن إسبانيا سترسل عدداً محدوداً من صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا. لكن الصحيفة استبعدت تسليم كييف قاذفات للصواريخ المضادة للطائرات لكنها ستزودها بقذائف.
وفي المقابل، قال رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس: إن بلاده لا يمكنها تقديم أنظمة دفاع جوي مثل باتريوت أو إس-300 لأوكرانيا استجابة لضغوط الحلفاء في الاتحاد الأوروبي. وذكر أن «اليونان لن ترسل أنظمة إس-300 أو باتريوت إلى أوكرانيا»، وأضاف «سُئلنا وشرحنا لماذا لا نستطيع القيام بذلك»، مضيفاً أن هذه الأنظمة «حيوية لقدرتنا على الردع».
من جهة أخرى، قال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو: إن روسيا تدافع عن شعبها في أراضيها التاريخية ولا خطط لديها لمهاجمة حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وقال شويغو، في اجتماع لوزراء دفاع منظمة شنغهاي أمس الجمعة، في أستانا: «لم نهدّد «الناتو» أبداً وليس لدينا مصالح جيوسياسية أو عسكرية لمهاجمة دوله»، لافتاً إلى، أنّ «واشنطن هي التي خلقت الصراع في أوكرانيا في البداية وهي الآن تطيل أمده عمداً».
وأشار شويغو إلى، أنّ «قوات «الناتو» المتمركزة بالقرب من حدود روسيا شكلت تهديدات إضافية للأمن العسكري»، وأوضح، «هم من اقتربوا منا وهذا يظهر مرة أخرى أننا لا نستطيع أن نثق بالغربيين الذين شرعوا في التخوييف من روسيا، ويزعمون أنه إن لم يتم وقفها في أوكرانيا، ستهاجم دول الحلف».
وشدد على أن روسيا، «تلتزم بسياسة عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى»، ولفت إلى، أنه «بعد تفكك الاتحاد السوفييتي يستمر الأطلسي بالتوسع شرقاً، علماً أنهم قطعوا الوعود لروسيا بعدم التوسع شرقاً، فيما نفذوا 6 موجات من التوسع اقتراباً من روسيا». (وكالات)
