هل يصبح تعداد السكان العالمي لا نهائياً؟

22:27 مساء
قراءة 3 دقائق

د. عبدالعظيم حنفي

بداية من عام 1950 تقريباً، وبتعداد سكاني يصل إلى حوالي 2.5 مليار. استقرت الزيادة في معدل نمو السكان العالمي، في حين استمر عدد السكان نفسه في الزيادة بنسبة وصلت إلى حوالي 2 ٪ سنوياً. وفي يوم 15 نوفمبر 2022، بلغ عدد سكان العالم 8 مليارات شخص، ما يعد معلماً بارزاً في تاريخ التنمية البشرية. وفي حين استغرق نمو سكان العالم 12 عاماً، لينتقل من 7 إلى 8 مليارات نسمة، فإنه من المتوقع أن يستغرق ما يقرب من 15 عاماً- حتى عام 2037- ليبلغ عدد 9 مليارات نسمة، ما يدل على أن معدل النمو الإجمالي لسكان العالم في تباطؤ. يُتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 8.5 مليار في عام 2030، وأن يزيد بعد ذلك إلى 9.7 مليار نسمة مع حلول عام 2050 ثم يصل بعد ذلك إلى 10.4 مليار نسمة بحلول عام 2100. وهذه التوقعات- كما هي الحال في كل التوقعات- ليست يقينية تماماً. وتستند النتائج المذكورة على متغير متوسط التقديرات، الذي يفترض انخفاض الخصوبة في البلدان التي لم يزل فيها نمط الأسر الكبيرة سائداً، فضلاً عن زيادة طفيفة في معدل الخصوبة في عديد البلدان التي لكل امرأة فيها طفلين أو أقل في المتوسط.

تبقى الصين (1.4 مليار نسمة) والهند (1.4 مليار نسمة) أكثر دولتين اكتظاظاً في العالم، مع أكثر من مليار شخص، وتمثل كلتاهما نسبة حوالي 18 في المئة من سكان العالم. ومع حلول عام 2023، تجاوزت الهند الصين، لتصبح أكبر بلدان العالم سكاناً، في حين يُتوقع أن ينخفض عدد سكان الصين بنسبة 2.7% (أي 48 مليوناً) بين عامي 2019 و2050.

إذا كان مالتوس محقاً بشأن معظم أو كل فترات التاريخ الإنساني: إذ أدى التقدم التكنولوجي إلى زيادة عدد السكان، وليس إلى ارتفاع مستويات المعيشة. ولكن الآن، حدث شيء ما بكل تأكيد. فعندما قام «أحد الاقتصاديين» بتشغيل نموذجه، كانت متسقة مع التصاعد. وكتب مهندسو الكهرباء معادلة تزايد فيها نمو السكان مع تعداد السكان، وأثبتوا أنه كان مناسباً للبيانات، وأنهوا الأمر عند ذلك. وقد أشارت المعادلة إلى أن تعداد السكان العالمي سيصبح لا نهائياً في 13 نوفمبر 2028، لكن دالة إنتاج بحث ذلك النموذج كانت توحى بأن معدلات نمو السكان ستنخفض حتماً في نهاية الأمر- ليس بسبب المجاعات الضخمة والانهيارات البيئية، لكن لأن الدخل المتزايد سيؤدى إلى انخفاض الخصوبة حول العالم- كما حدث تماماً في الأعوام المئة والخمسين الماضية، بداية من الدول الأغنى.

ولكن، بطبيعة الحال كان العالم القديم ذو الكتلة الأرضية الأعظم، بين خطا الكثافات السكانية الأكبر والمستوى التكنولوجي الأعلى، وتليه الأمريكيتان، بمدنهما، وزراعاتهما الكثيفة وتقويماتهما المعقدة. وكانت أستراليا هي الثالثة في البعد كما كان سكانها يتكونون من مجموعة من الصيادين وجامعي الثمار. أما تسمانيا فلم تكن تتمتع حتى بأقل قدر من التكنولوجيا الأساسية التي تمتعت بها أستراليا، كإيقاد النار، ورمي الرمح وبناء الأدوات. وفي جزر الفلاندر، التي اقتطعت من تسمانيا منذ حوالي ثمانية آلاف وسبعمئة سنة، كان هناك احتمال حدوث تأخر تكنولوجي. وتوفي آخر سكان هذه الجزيرة الصغيرة بعد 4,000 سنة من انقطاعهم عن المجتمع الأكبر، حيث فقدوا القدرة على صناعة الأدوات من العظام؛ إذ إن الأعداد الصغيرة تعني عدم وجود تخصص. إذا كان التحول الديموغرافي هو اللغز. ما هو سبب انخفاض معدلات المواليد في الدول عندما تصل إلى مستوى معين من الدخل؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

​كاتب مصري - أستاذ للعلوم السياسية والاقتصادية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"