للطفل في شارقة سلطان، أولوية، في الرعاية، والاهتمام، والحماية، وحتى في مجالس الشورى ثم البرلمان، وليس أخيراً الكتاب والقراءة؛ «فالطفل إنسان المستقبل ومنه تبدأ صناعة أثمن رأس مال».
هذه فلسفة صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يولي بيارق المستقبل كل رعاية واهتمام بالتعليم والتحصين والإعداد، وهو الذي وجه منذ سنوات طوال هيئة الشارقة للكتاب، بتنظيم مهرجان خاص للقراءة للأطفال، سنوياً؛ ففي الأمس الأول، افتتح سموّه الدورة 15 من «مهرجان الشارقة القرائي للطفل»، تحت شعار «كن بطل قصتك».
المهرجان الذي تشارك فيه 186 دار نشر عربية وأجنبية من 20 دولة، ينظم 1500 فعالية، هدفها تعزيز دور القراءة أساساً رئيسياً، لتكوين جيل يدرك أهميتها، وسيلةً فعّالةً للتطور وتكريمه الفائزين بجوائز المهرجان، وإطلاق مسابقة «فارس الشعر» الهادفة إلى تشجيع الأطفال واليافعين على قراءة الشعر العربي وحفظه وإلقائه.
هذا كله يحدث في شارقة سلطان الذي حرص على مدى 15 عاماً على تنظيم هذا المهرجان، إيماناً منه بأن إعداد أفلاذ الأكباد يضمن لهم مستقبلاً مشرقاً، ليكونوا لبنة قوية لبناء مجتمع صالح، قوامه الإنسان المعدّ والمستعدّ لكل المتغيرات .
اهتمام الشارقة بالأطفال واليافعين، يعود لمطلع خمسينات القرن الماضي، حين أسّست أول فرقة كشافة، ثم أطلقت عام 1973 أول حركة كشفية للمرشدات، ثم مفوضية مرشدات الشارقة.
احتواء سموّه للصغار، لم يقتصر على الرعاية الصحية، والتعليمية، بل شمل تعزيز وعيهم الفكري، وتكوين شخصياتهم، حيث أطلق عام 1997 برلمان أطفال الشارقة، وعام 2005 أطلق الدورة الأولى من مجلس شورى الشباب.
انشغال سموّه بالأطفال ممتد إلى أسرته بأكملها، حيث أنشأت سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، مؤسسة «ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين» في سبتمبر 2016. واهتمامها الكبير بصحة الأطفال، ثمّ افتتحت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، ومؤسسة ورئيسة مؤسسة كلمات، أمام الأطفال المكفوفين وضعاف البصر، نافذة واسعة للحصول على مصادر معرفة متجددة وكبيرة، تناسب احتياجاتهم.
الشارقة رعت الأطفال، ولاتزال، وهذا كله أثمر فوزها بجائزة «اليونيسيف» للمدن الصديقة للطفل. وهي صديقة قولاً وفعلاً.
