الشارقة: عائشة خمبول الظهوري
يقع وادي فالتيلينا الإيطالي بين جبال الألب الأوروبية، ويشتهر في أوروبا بتفاحه المميز، ويعرف الاتحاد الأوروبي بالفواكه المزروعة على المنحدرات المدرجة كمنتجات ذات مؤشر جغرافي محمي، وذلك بسبب قوامها المقرمش المميز ونكهتها العطرة، ولكن في الأسابيع الأخيرة، قام مزارعو فالتيلينا بتجميد أشجار التفاح المغطاة بالزهور عمداً وتغليفها بالجليد.
بعد طقس دافئ على غير العادة في مارس، اندفع هواء القطب الشمالي إلى جنوب أوروبا، ما أدى إلى انخفاض درجات الحرارة في إبريل إلى أقل بكثير من المتوسط الشهري، إذ هرع المزارعون في جميع أنحاء فرنسا وإيطاليا وإسبانيا للدفاع عن محاصيلهم من البرد.
من ناحية أخرى، لجأ منتجو التفاح في فالتيلينا إلى حليف غير متوقع لمحاربة البرد، وهو الثلج، وقال جاكوبو فونتانيتو، المتحدث باسم الفرع المحلي لجمعية حقوق المزارعين الإيطالية في بيان صحفي: «هرع المزارعون إلى الجبال لتغطية أشجار التفاح بطبقة رقيقة من الماء، وبهذه الطريقة تمكنوا من تجميد النباتات وإنقاذها من الصقيع» حوالي 25% من بساتين التفاح في فالتيلينا مجهزة بأنظمة الري المضادة للصقيع، وتقوم الرشاشات العملاقة برش الأشجار بالماء بحيث تتجمد الأشجار عندما يصل الهواء إلى درجة حرارة معينة.
وتبدو الأشجار في الصور وكأنها منحوتات جليدية تتلألأ في ضوء شمس شهر إبريل، ويتناقض طلاؤها الجليدي بشكل حاد مع الجبال الخالية من الثلوج في الخلفية، وتحت الجليد الرقيق تبدو أزهار التفاح وكأنها تجمدت في الوقت المناسب.
مهما كانت درجات الحرارة الباردة تشكل أحساساً رائعاً، إلا أنها تعيث فساداً في المحاصيل الزراعية وخاصة الزهور الرقيقة، ولكن بدلاً من تدمير الأشجار أو البراعم يقوم الجليد بحمايتها فعلياً، وأوضح جاكوبو فونتانيتو أنه عندما يذوب الجليد، ستكون أشجار التفاح قادرة على استئناف التفتح، وقال «أزهار التفاح يمكنها البقاء على قيد الحياة حتى درجات حرارة تصل إلى -1.5 درجة مئوية [29.3 درجة فهرنهايت]»، «من خلال رش الماء عندما لا تزال درجات الحرارة بين 0.5 و1 درجة مئوية [حوالي 32 درجة فهرنهايت]، فإننا نوفر طبقة رقيقة من الجليد تحافظ على الزهور عند درجة الحرارة تلك» وينطبق نفس العلم على الأكواخ الثلجية، إذ تظل مباني الإنويت الشهيرة هذه دافئة في الداخل بفضل الخصائص العازلة لجدرانها الثلجية، نظراً لأن الجليد يتمتع بموصلية حرارية.
