عادي

تاريخ القاهرة في «الحلواني... ثلاثية الفاطميين»

18:20 مساء
قراءة دقيقتين
تاريخ القاهرة في «الحلواني... ثلاثية الفاطميين»
أبوظبي: عبد الرحمن سعيد
عبر أمسية فريدة امتزج فيها الأدب بالتاريخ بتفاصيل من المجتمع المصري، أطلت الدكتورة ريم بسيوني، على جمهور المعرض للحديث عن روايتها «الحلواني... ثلاثية الفاطميين»، في جلسة نقاشية أدارتها د. أسماء المطوع، مؤسسة ورئيسة صالون الملتقى الأدبي، تطرقت من خلالها إلى كثير من معالم مصر التاريخية والاجتماعية، التي دفعت الكاتبة إلى الشروع في هذا العمل، الذي أهّلها للفوز بجائزة الشيخ زايد للكتاب عن فرع الآداب للعام الجاري.
وقالت ريم، إنها اختارت الحديث عن الفترة الفاطمية في تاريخ مصر، كونها غامضة ولا يُعرف الكثير عنها على الرغم من أنها امتدت نحو 200 عام وتضمنت كثيراً من الإنجازات أهمها تأسيس الأزهر الشريف، فضلاً عن أنها تركت إرثاً غزيراً لا يزال قائماً حتى اليوم في عادات المصريين وتقاليدهم، خاصة ما يتعلق باحتفالات شهر رمضان والأعياد، لافتةً إلى أنها المرة الأولى التي يتصدى فيها عمل أدبي بشكل مفصّل لهذه الفترة المهمة من تاريخ مصر.
وبيّنت أن شخوص الرواية الأساسية جوهر الصقلي، وبدر الدين الجمالي، وصلاح الدين الأيوبي، لم يكونوا مصريين بالأساس، غير أنهم أثبتوا أن من يُطلق عليه مصرياً عبر التاريخ ليس بالضرورة أن يكون مصري العرق، لأن مثلهم كُثر اختاروا مصر لتكون وطناً لهم، فالعرق فكرة أوروبية ظهرت في بدايات القرن الثامن عشر، حيث كان الناس قبل تلك الفترة في منطقتنا العربية وغيرها من بقاع العالم، ينتقلون من مكان إلى آخر بسهولة ويسر من دون حواجز عرقية أو جغرافية.
وأوردت الدكتورة ريم بسيوني، أنه لا يمكن فصل الإرث المصري عن الإرث العربي والإسلامي والإفريقي. ومن المنطقي أن نحتضن هذا الإرث وننطلق منه إلى صيرورتنا الحضارية.
وعن الترابط المحكم بين خيوط ثلاثيتها، شرحت أن الغوص في التاريخ والانتقال بين مراحله المختلفة في ظل تماسك الأحداث والسيطرة على الشخوص ضروري لإنجاح المشروع، إذ إن كل رواية في الثلاثية تعد عملاً في حد ذاته، ويربطه بالآخر خيط رفيع من الهوية المصرية المعتمدة إلى حد بعيد على كتابات المؤرخين العرب عن مصر، خاصة المقريزي.
وفيما يتعلق بحجم التخيل في الثلاثية، قالت إن الرواية حفلت بالتخييل، وهذا وضع طبيعي، لأنها إذا كانت غير ذلك لا بد من أن تعتمد على وقائع تاريخية ومعلومات ثابتة، ولكن الواقع يقول إن كثيراً من كتب التاريخ قد تكون مصدراً غير موثوق.
وتمنت الدكتورة ريم بسيوني، أن تمنح الروايات آفاقاً إنسانية أكثر لتقبُّل الآخر والتعامل مع رؤاهم بشيء من الحكمة، ومع ذلك فالروائي لا يمكن أن يصبح سياسياً، وإنما عمله إنساني محض يسعى من خلاله إلى توصيل رسائل التآخي بين البشر على اختلاف رؤاهم واتجاهاتهم.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ytndauf4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"