إعداد: محمد عزالدين
في واحدة من أندر الإجراءات التي تتخذها السلطات الصينية، وتحديداً في مقاطعة تشجيانغ شرق الصين، مركز صناعة البث المباشر في البلاد، أصدرت حكمها بالسجن على وانغ، لمدة 15 شهراً، وغرامة مالية قدرها 50 ألف يوان (7000 دولار أمريكي) عن التهمة المسندة إليه «مزاولة مهنة غير قانونية»؛ لاستخدامه 4600 هاتف ذكي، للاحتيال عبر الإنترنت من خلال مضاعفة عدد مشاهديه عبر البث المباشر، حقق من خلالها 3 ملايين يوان (415 ألف دولار أمريكي) خلال أربعة أشهر، علاوة على تقديمه خدمات لأصحاب برامج بث مباشر آخرين، طلبوا ذلك لتعزيز أدائهم عبر الإنترنت.
بدأ وانغ في مزاولة هذه التكتيكات أواخر عام 2022 عندما تعرف إلى الممارسة المربحة المعروفة باسم «brushing»، وهو مصطلح يشير إلى ممارسة احتيالية تستخدم عبر الإنترنت لتزييف الأنشطة، مثل عدد المشاهدين، والتعليقات، والمشاركات في البث المباشر، لجذب تفاعلات المشاهد الحقيقية وتضليل المستهلكين، وتستخدم مثل هذه العمليات بشكل عام في التجارة الإلكترونية، لتعزيز تقييمات المنتجات وظهورها على منصاتها؛ إذ يقوم البائعون بإنشاء طلبات مزيفة عبر الإنترنت، النشاط الذي يترتب عليه عواقب وخيمة على المستهلكين.
ولتنفيذ وانغ هذه العملية الاحتيالية، استخدم 4600 هاتف ذكي يمكن التحكم فيها بواسطة برامج سحابية متخصصة، وفي وقت لاحق، اشترى خدمات الشبكات الافتراضية الخاصة، ومعدات الشبكات، مثل أجهزة التوجيه، والمحولات، من شركة تقنية مقرها في تشانغشا بمقاطعة هونان بوسط الصين، ومع عدد قليل من النقرات على جهاز حاسوبه، يمكن لوانغ تشغيل جميع الهواتف النقالة لتدخل في وقت واحد إلى البث المباشر المعني لمضاعفة عدد المشاهدين والتفاعلات.
كما أنه اشترى حسابات مزيفة، كانت تخضع للرقابة في بعض الأحيان؛ لفشلها في مصادقة الأسماء الحقيقية، ولكنه اعتاد دائماً على استرداد الحسابات؛ لأن عملية إعادة التسجيل كانت بسيطة، وكانت منصة مشاركة الفيديو الشعبية «تيك توك» أحد مصادره الرئيسية للعملاء.
واعترفت السلطات الصينية بوجود بعض الثغرات في إدارة حسابات منصات البث المباشر، وبالإضافة إلى وانغ، يخضع 17 مشتبهاً فيهم آخرون للتحقيق بتهمة «خرق اللوائح الوطنية، ونشر معلومات مزيفة عبر الإنترنت من أجل الربح، وتعطيل نظام السوق».
