عادي

بعد تعليق شحنة أسلحة.. هل تصل العلاقات الأمريكية الإسرائيلية إلى نقطة الانهيار؟

22:46 مساء
قراءة 3 دقائق
بعد تعليق شحنة أسلحة.. هل تصل العلاقات الأمريكية الإسرائيلية إلى نقطة الانهيار؟

واشنطن - وكالات

تتزايد المخاوف  في الأوساط السياسية في تل أبيب وواشنطن من وصول العلاقات بين الطرفين إلى نقطة الانهيار، بعدما أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الأربعاء، أن قرار الرئيس جو بايدن، تعليق شحنة ذخائر شديدة الانفجار إلى إسرائيل اتُّخذ في سياق خطط تل أبيب شن هجوم في رفح تعارضه واشنطن، من دون ضمانات جديدة لحماية المدنيين، فيما أكدت الخارجية الأمريكية أنها تعكف على مراجعة عمليات أخرى، بينما أبدت تل أبيب خيبة أمل جراء القرار الذي وصفته ب«المحبط»، واعتبرته قد يقوّض محادثات الرهائن.

وأوستن هو أول مسؤول كبير في إدارة بايدن يوضح علناً، ما يبدو أنه تحوّل محتمل في السياسة الأمريكية تجاه تسليح إسرائيل، بعدما أرسل إلى الأخيرة أسلحة قيمتها مليارات الدولارات منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وشدد أوستن على أن التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن إسرائيل لا يزال «صارماً»، وأن قرار تعليق شحنة الذخائر ليس نهائياً.

ومع ذلك، قال إن الولايات المتحدة تفضل «عدم حدوث قتال كبير في رفح، وإن أي عملية إسرائيلية يجب، على الأقل، أن تحمي أرواح المدنيين.

وأضاف أوستن خلال جلسة في مجلس الشيوخ: «كنا في غاية الوضوح. منذ البداية أن إسرائيل يجب ألا تشن هجوماً كبيراً في رفح من دون وضع المدنيين في محيط تلك المعركة، وحمايتهم، في الاعتبار. ومن جديد، وبعد تقييمنا للوضع، علّقنا شحنة واحدة من الذخائر شديدة الانفجار». وتابع: لم نتخذ قراراً نهائياً بشأن كيفية المضي قدماً في ما يخص تلك الشحنة.

وتهدد إسرائيل باجتياح رفح من أجل هزيمة آلاف من مقاتلي «حماس» تقول إنهم يتحصنون هناك، لكن دولاً غربية والأمم المتحدة ترى أن الهجوم سيتسبب بكارثة إنسانية في القطاع الذي قتل فيه أكثر من 34 ألفاً من المدنيين.

  • ضغوط

ترك الصراع الكثير من سكان غزة وعددهم 2.3 مليون نسمة على شفا المجاعة، وأثار احتجاجات في الولايات المتحدة تطالب الجامعات وبايدن بسحب الدعم لإسرائيل، بما في ذلك المتعلق بتوفير الأسلحة. كما يتعرض بايدن لضغوط من أعضاء الكونغرس، بمن فيهم مشرعون من حزبه، لممارسة الضغط على إسرائيل.

وقال مسؤول أمريكي كبير، تحدث، الثلاثاء، شريطة عدم كشف هويته، إن واشنطن راجعت بعناية تسليم الأسلحة التي قد تستخدم في رفح، ونتيجة لذلك أوقفت مؤقتاً، شحنة تتكون من 1800 قنبلة تزن الواحدة منها 2000 رطل، و1700 قنبلة تزن الواحدة منها 500 رطل.

وكان السيناتور الجمهوري، ليندسي جراهام، من بين الجمهوريين الذين وبّخوا إدارة بايدن بشأن القرار.

وقال جراهام: «هذا فحش. أمر سخيف. أعط إسرائيل ما تحتاجه».

ودعت السيناتور الجمهورية أيضاً، ديب فيشر، عضوة لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، بايدن إلى التراجع عن «تعليقه الذي جاء لدوافع سياسية».

  • الأبواب المغلقة

من جانبه، حاول الجيش الإسرائيلي التقليل، الأربعاء، من شأن تعليق شحنة الأسلحة، قائلاً إن الحليفين يحلان أي خلافات خلف الأبواب مغلقة».

وذكر موقع «أكسيوس»، الأربعاء، نقلاً عن مصدرين مطّلعين لم يسمّهما أن مسؤولين إسرائيليين كباراً حذروا نظراءهم الأمريكيين من أن قرار إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تعليق بعض شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، قد يقوض مفاوضات الرهائن.

ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين، أنهم أخبروا إدارة بايدن أنها بحاجة إلى الضغط على حماس، وليس على تل أبيب. قائلين: «قلقون من أن حماس لن تتخلى من مواقفها عندما ترى مستوى الضغوط الأمريكية على إسرائيل».

  • الخط الأحمر

وبحسب الموقع، فإن إسرائيل أبلغت إدارة بايدن أنها منزعجة ليس من قرار تعليق الشحنة فقط، ولكن أيضاً من قرار تسريبها إلى وسائل الإعلام.

ويرى المسؤولون الأمريكيون أن تعليق شحنات الأسلحة وسيلة تعبير عن القلق بشأن خطط إسرائيل لاجتياح رفح، معتبرين أن العملية العسكرية الحالية في المدينة «محدودة حتى الآن، وأن إسرائيل لم تتجاوز «الخط الأحمر».

وقال مسؤولون أمريكيون: «إذا اتسعت عملية إسرائيل في رفح، أو خرجت عن نطاق السيطرة فسيكون ذلك بمثابة «نقطة انهيار» للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية».

من جهته، قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، الأربعاء، إنه لا يعتقد بأن الولايات المتحدة ستتوقف عن إمداد إسرائيل بالأسلحة، لكنه وصف قرار واشنطن وقف بعض شحنات الأسلحة بأنه «مخيب للآمال للغاية»، بل و«محبط».

وأضاف إردان في مقابلة مع إعلام إسرائيلي، أن «الرئيس الأمريكي لا يمكنه القول إنه شريكنا في هدف تدمير حماس (في حرب غزة)، بينما يؤخر من ناحية أخرى الوسائل المراد بها تدمير حماس».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/7xdbrswr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"