عادي

«الراب».. الموسيقى للجميع

20:18 مساء
قراءة 3 دقائق
فن الشارع حكايات عن كتابة الراب والموسيقى

القاهرة: «الخليج»

أصدرت دار صفصافة للنشر والتوزيع كتاب «فن الشارع.. حكايات عن كتابة الراب والموسيقى» لسيد عبد الحميد، والكتاب يبحث في موسيقى الراب، نشأتها وتطورها وعلاقاتها، واشتباكاتها مع الأوساط الموسيقية والاجتماعية والمؤسسات الثقافية، كما يتعرض لأهم نجوم الراب: حكاياتهم الشخصية وإبداعهم، انزواء بعضهم وصمود آخرين، وفي هذا كله يأمل في تغيير رأي الناس في لون موسيقي جديد، داعياً القراء للتمسك بكل ما هو حقيقي داخلهم، والتخلي عن كل ما لا يشبههم، أو يمثلهم.

يسعى سيد عبد الحميد لإيجاد الفكرة القائم عليها مشروع كل مغني راب، من خلال الاستقراء، أي إعادة قراءة كل أغنية باعتبارها قصة قصيرة أو تدوينة مهتمة بشأن ما، ويحتفظ الكتاب بمحليته – على حد تعبير سيد عبد الحميد – ويقارب كل موجة بالتي تبعتها، فمن خلال الموجة الأولى (2003 – 2007) ظهر أوائل المغنين الذين يعتمدون على كتاباتهم، وإمكاناتهم المحدودة في صناعة الموسيقى، ونجحوا في الظهور بشكل خافت، ثم جاءت الموجة الثانية (2009 – 2014) تحمل أفكاراً أكثر حيوية، نجحت في لفت انتباه أكبر مع بدايات صعود المنصات الموسيقية، ومواقع التواصل الاجتماعي، ثم جاءت الموجة الأشهر والأكثر نضجاً بداية من عام 2017.

*أسئلة

يحاول الكتاب طرح الأسئلة حول الأسباب التي أدت إلى ظهور هذا اللون الموسيقي، وتحليل الانتشار الذي بدأ منذ سنوات طويلة ببطء، ثم تصدر المشهد، ويقف الكتاب على عتبة المشاريع الفنية، ويحلل أسباب رواج كل مشروع فني بشكل مستقل، ويتتبع المشهد الاجتماعي.

يصل عبد الحميد إلى هدفه مباشرة حين يقول: «أسعى في كتابي إلى تقريب وجهات النظر، وتحليل الخطاب الفردي الخاص، بكل مؤدٍ، باعتباره صورة مختلفة من صور التعبير عن الذات، وقد بدأت فكرة الكتاب بسؤال: أين اختفت الأغنية الكلاسيكية؟ ومتى ظهر بيننا كل هؤلاء النجوم الذين يعدون المجتمع بإحداث طفرة في هذا المجال بالاعتماد على ما قدمه السابقون في محاولة لتطوير المشهد الغنائي العربي لمجاراة المشهد الغنائي العالمي؟».

يستهدف الكتاب طبقات متعددة من القراء، مهتمين بالشأن الموسيقي أو الاجتماعي، الذي أدى إلى صعود الراب إلى قمة هرم المشهد الموسيقي، بالإضافة إلى تقديم تعريفات مهمة عن الفوارق الفنية في الألوان المتعددة المتفرعة من موسيقى الراب، يستهدف الكتاب أيضاً قراء وكتاباً باعتبار كل (مغني راب) كاتباً في الأساس، لذا فإن قراءة الأغنية ليست شيئاً مختلفاً عن قراءة الأدب.

يرصد عبدالحميد الدوافع لظهور هذا الجيل من الموسيقيين، فبالنسبة لهذا الجيل تعتبر موسيقى الراب الأكثر تعبيراً عنهم، في صورتها المعقدة المحصورة ظاهرياً في هجاء الآخرين، والتفاخر المفرط بالذات، وفي صورة أعمق محاولات الخروج من الاكتئاب، أو نمطية التعبير عن الذات، وهي تعتبر العملية الأكثر تعقيداً لجيل كامل، نشأ في الأزمة، ولم يعرف رفيقاً غير الاكتئاب، ولم يعرف صديقاً أقرب من الهاتف، الذي يعزله عن العالم.

يوضح سيد عبدالحميد أن الراب لا ينفصل عن الحياة الواقعية في أي مجتمع، تنعكس التجربة الحياتية لكل شخص منا على فنه أيا كان نوع هذا الفن، وبما أن الراب يعتمد على الكتابة الذاتية في الأصل، فإن حميمية العلاقة بين النص وصاحبه، تدفع المتلقي للغوص أكثر داخل تفاصيل العالم الموسيقي، أو المرموز له في الأغنية، على سبيل التلصص والتقصي في البداية، وصولاً إلى مرحلة الإعجاب بالمشروع الفني ككل، أو تجاهله ورفضه، إذا لم يكن معبراً بشكل كاف.

الراب كما يقول سيد عبد الحميد، شكل موسيقي متفرع من «الهيب هوب» بدأ في أمريكا ثم انتقل إلى بلدان العالم بالتبعية، قصة النشأة غير موثقة وهي ليست مهمة، البعض يقول إن البدايات أمريكية، ويشير آخرون إلى أماكن أخرى، المهم أن كتابه يخلقون ما يناسب كل بلد من كلمات ومواضيع، فالراب يعتمد على الإيقاع السريع للكلمات والموسيقى.

*الأكثر مشاهدة

يعتمد كاتب الراب على متابعيه بشكل حقيقي وأساسي، فجمهوره هم الأكثر حباً لصاحب المحتوى، يكفي أن يشاركوا، ويشاهدوا المحتوى، فور نشره، ليضعوه في قوائم الأكثر مشاهدة، ولذا هناك تطور دائم وملحوظ بسبب الجمهور، ولعل هذا ما يدفع العلامات التجارية الكبيرة لاستخدام نجوم الراب كواجهة إعلانية.

كما أن كاتب الراب يعتمد على الموسيقى الإلكترونية والمؤثرات الصوتية كعنصر أساسي، واعتماد القافية وسهولة الألفاظ، لتشمل أكبر شريحة من الممكن التعبير عنها، فنحن نعيش حالياً أبرز أوقات انتشار الراب، وتراجع أغلب أنواع الموسيقى، والسبب هو القدرة على الوصول إلى الناس، وعدم عيش أي منهم في برج عاجي، يفصل بينه وبين محبيه، وهذا أحد أسباب نجاحه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"