النتائج التاريخية لمؤتمر «COP28» الذي استضافته دولة الإمارات أواخر عام 2023 في مدينة إكسبو دبي، وحقق نتائج إيجابية أجمع عليها العالم، بدأت تُلمس بشكل حقيقي، من خلال استضافة العاصمة أبوظبي مؤخراً، الاجتماع الأول لمجلس إدارة الصندوق العالمي المختص بالمناخ ومعالجة تداعياته، بهدف توفير التمويل للحلول المبتكرة التي تمخّض عنها المؤتمر، وما تضمنه «اتفاق الإمارات» التاريخي.
خلال اجتماع أبوظبي الذي عقد خلال الفترة ما بين 28 إبريل و2 مايو الجاري، أجمع المشاركون فيه على أن مؤتمر الأطراف أسهم في كتابة التاريخ منذ اليوم الأول لانطلاقة «COP28» بإعلان الاتفاق على تفعيل وترتيبات تمويل الصندوق العالمي المختص بالمناخ، وأسهمت استضافة دولة الإمارات الاجتماع الأول لمجلس إدارة الصندوق، في تفعيله وتأكيد جديتها في الإمساك بزمام المبادرة، بما يعكس تكاتف العالم لدعم البلدان النامية الأشد تضرراً من تداعيات تغير المناخ.
الأهمية الكبرى لاتفاق الإمارات التاريخي نبعت من كون أنه وطوال أكثر من 30 عاماً واجهت الدول النامية معارضة قوية من الدول الغنية، التي خشيت الاضطرار إلى دفع تعويضات عن الانبعاثات الضارة، لكن العالم اتفق في «COP27» الذي عقد بشرم الشيخ بجمهورية مصر العربية، على إنشاء صندوق لدعم الدول النامية، وجاءت رئاسة الإمارات لدورة «COP28»، ومساهمتها في تمويل الصندوق بمبلغ 100 مليون دولار، كحافز حقيقي لدول الاتحاد الأوروبي وأمريكا وأطراف أخرى لتقديم تعهدات سريعة للتعامل مع التأثيرات المدمرة لتغير المناخ.
مؤتمر الأطراف «COP28»، شهد إنجازاً تاريخياً تمثَّل في تحقيق توافق بين الدول كافة على تفعيل عمل وآليات تمويل الصندوق، بعد أن ظلت فكرة دعم الدول الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ مدار نقاش لنحو ثلاثة عقود، منذ طرحها لأول مرة على جدول أعمال مؤتمرات الأطراف؛ حيث يمثل الصندوق خطوة حاسمة نحو تعزيز التضامن الدولي لمواجهة هذه الأزمة، بسبب معاناة مختلف مناطق العالم من العواصف والفيضانات وحرائق الغابات وارتفاع مستوى سطح البحر والظواهر الجوية الحادة وموجات الجفاف وغيرها من الآثار السلبية.
الإمارات، ومن خلال استضافتها للاجتماع الأول للصندوق، تؤكد كما هو عهدها أن أي مبادرة تنبع من أرضها ستكون محل متابعة واهتمام، ولن تبقى حبراً على ورق، وها هي باكورة نتائج «COP28»، تنطلق من أبوظبي مجدداً، لتؤكد أن معالجة تداعيات المناخ أصبحت أمراً واجباً لا مفر منه.
