عادي

رفح تحت القصف المكثف ونزوح الآلاف مجدداً.. إلى أين المفر؟

18:33 مساء
قراءة 4 دقائق
رفح تحت القصف المكثف ونزوح الآلاف مجدداً.. إلى أين المفر؟
رفح تحت القصف المكثف ونزوح الآلاف مجدداً.. إلى أين المفر؟
«الخليج» - وكالات
كثفت إسرائيل ضرباتها على قطاع غزة الجمعة، خصوصاً على مدينة رفح المكتظة بالسكان والنازحين والتي فر منها أكثر من 110 آلاف شخص بحسب الأمم المتحدة المتحدة إثر أمر الإخلاء الذي أصدره الجيش الإسرائيلي، إلي أماكن مدمرة أصلاً ولكنها تبقى المفر الوحيد أمامهم في الوقت الراهن بعيداً عن حمم القصف.
الخميس، انتهت جلسة مفاوضات غير مباشرة في القاهرة من دون التوصل إلى اتفاق هدنة بين إسرائيل وحركة حماس بعد سبعة شهور من الحرب.
وقد هدد الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل ذلك للمرة الأولى بوقف إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل التي تعد الولايات المتحدة أبرز داعم عسكري لها، في حال نفذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تهديده بشن هجوم على رفح، لكن نتانياهو رد بقوله مساء الخميس: «إذا اضطررنا للوقوف وحدنا سنقف وحدنا».
من جهته، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة، من أنّ الهجوم البري على رفح سيؤدي إلى «كارثة إنسانية هائلة».
وقال: «نبذل جهوداً مع جميع الأطراف المعنية من أجل استئناف إدخال الإمدادات المنقذة للحياة - بما في ذلك الوقود الذي تشتد الحاجة إليه - عبر معبري رفح وكرم أبو سالم»، فيما يخيم شبه المجاعة على القطاع المحاصر.
في الساعات الأولى من الجمعة، أفادت وكالة الأنباء الفرنسية بحصول قصف مدفعي إسرائيلي باتجاه رفح على الحدود المصرية، بينما تحدث شهود عن غارات جوية على منطقة جباليا في شمال القطاع، إضافةً الى غارات جوية مماثلة ومعارك في مدينة غزة.
وقالت الأمم المتحدة: إنّ نحو 30 ألف شخص يفرون «كل يوم» من رفح المهددة بهجوم إسرائيلي واسع النطاق إلى أماكن أخرى يسودها الدمار.
«لا تصلح للعيش»
وكان مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في غزة، سكوت أندرسون، أكّد منذ أيام أنّ «المنطقة الإنسانية الموسعة حديثاً في المواصي- حيث وجه الجيش الإسرائيلي آلاف الأشخاص من شرق مدينة رفح للإخلاء إليها- ليست مناسبة تماماً للعيش».
وقال في تصريحات نقلتها «سي إن إن»: «إنّ الجانب الساحلي الغربي من قطاع غزة منطقة رملية فيها الكثير من الشواطئ، إنّه ليس مكاناً مناسباً للناس ليقيموا خيامهم ويكونوا قادرين على المكوث ومحاولة العيش وتلبية احتياجاتهم الأساسية كل يوم».
وتابع: «أعلم أنّهم وسعوا المنطقة (الإنسانية) مؤخراً، ولكن الكثير منها (المنطقة) تقع في خان يونس، التي ما زلنا نحاول أن نجعلها تتعافى من عملية حدثت هناك، كان هناك الكثير من الدمار، والكثير من التأثير في المرافق، وحقاً ما يفعلونه هو الانتقال من منطقة واحدة إلى أخرى من المفترض أن تكون أكثر أماناً».
وقال رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في غزة جورجيوس بتروبولوس: «تأثّر بأمر الإخلاء الأخير الذي أصدرته الحكومة الإسرائيلية والمرتبط بالعملية العسكرية في غزة حتى الآن نحو 110 آلاف شخص أو أكثر نزحوا شمالاً».
وأضاف خلال المؤتمر الصحفي الدوري للأمم المتحدة في جنيف أنّ «معظم هؤلاء الأشخاص اضطروا للنزوح خمس أو ست مرات» منذ بداية الحرب، بعضهم توجه إلى خان يونس المدمرة على بعد كيلومترات قليلة إلى الشمال، بينما كان آخرون يتساءلون إلى أين يذهبون.
وقال النازح عبد الرحمن لفرانس برس: «الدبابات والمدفعية ودوي القصف لا ينقطع، الناس خائفون ويبحثون عن مكان آمن».
«دبابات في كل مكان»
يهدد نتانياهو منذ أشهر باجتياح رفح التي يعتبرها آخر معاقل حماس، ويتكدس فيها بسبب الحرب 1,4 مليون فلسطيني غالبيتهم نازحون.
في وقت سابق من الأسبوع وفي تحدٍ للتحذيرات الدولية، توغلت دبابات الجيش في المدينة وسيطرت على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي مع مصر الذي تمر عبره قوافل المساعدات.
وأعلن الجيش الجمعة، أنّه يواصل عملياته في شرق رفح، متحدثاً عن «تصفية خلايا خلال معارك جرت عن قرب وضربات جوية من الجانب الغزي للمعبر الحدودي».
«الوضع مريع»
رغم إعادة فتح معبر كرم أبو سالم الأربعاء، بعد إغلاقه ثلاثة أيام بسبب إطلاق صواريخ وفقاً لإسرائيل، لا يزال إيصال المساعدات «صعباً جداً» بحسب ما قال أندريا دي دومينيكو رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأراضي الفلسطينية لوكالة فرانس برس.
أضاف: «إنذه جنون» فالإسرائيليون «لديهم دبابات في كل مكان، قوات على الأرض، إنّهم يقصفون المنطقة الواقعة إلى شرق رفح ويريدون منا الذهاب لجلب الوقود أو سلع أساسية» من مناطق الحرب هذه عندما «يعرفون أنّنا لا نستطيع الذهاب إلى هناك».
من جهتها، قالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل: إنّ «الوضع مريع»، مشددةً على أنّه إذا لم يُسمح بدخول الوقود «فلن يتم توفير آلات الإنعاش للأطفال الذين ولدوا قبل أوانهم، وسيعاني الأطفال والأسر التجفاف أو سيشربون مياهاً غير صالحة، وستفيض المجاري؛ ما سيؤدي إلى نشر الأمراض، باختصار، الوقت الضائع سيصبح قريباً أرواحاً ضائعة».
دعوة إلى «المرونة»
ودعت مصر حماس وإسرائيل إلى إبداء «مرونة» للتوصل إلى اتفاق بشأن الهدنة وتبادل الرهائن الإسرائيليين بمعتقلين فلسطينيين.
وتحدث وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن مع نظيره المصري سامح شكري لكي يكرر معارضة الولايات المتحدة «لعملية عسكرية كبرى في رفح».
لكن بعد تهديدات بايدن، أكّد المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري أنّ الجيش «يملك أسلحة كافية لإنجاز مهمته في رفح».
الكرة في ملعب من ؟
انتهت الخميس، جلسة محادثات غير مباشرة في القاهرة بمغادرة ممثلي إسرائيل وحماس حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية.
ونقلت القناة عن مصدر مصري رفيع المستوى أنّ «الجهود المصرية وجهود الوسطاء مستمرة في تقريب وجهات النظر بين الطرفين».
في غضون ذلك بعثت حماس برسالة إلى الفصائل الفلسطينية لشرح وجهة نظرها، قالت فيها: «عملياً رفض المقترح المقدم من الوسطاء ووضع عليه اعتراضات في عدة قضايا مركزية، موقفنا هو التمسك بالموقف الوطني الذي وافق على مقترح الوسطاء الأخير، بناءً عليه فالكرة الآن لديهم بشكل كامل».
ووافقت حماس الاثنين، على مقترح هدنة عرضه الوسطاء، إلّا أنّ إسرائيل أكّدت أنّ هذا الطرح «بعيد جداً» عن مطالبها وكررت معارضتها وقفاً نهائياً لإطلاق النار طالما «لم تُهزم» حماس.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"