عادي

قصائد تجلس على الطرقات

14:49 مساء
قراءة دقيقتين
علي الشعالي وإبراهيم الهاشمي وخلود المعلا خلال الجلسة
في لقاء شعري شهد مشاركة كل من خلود المعلا، وعلي الشعالي، وإبراهيم الهاشمي، إلى جانب الكاتبة اليونانية بيرسا كوموتسي، مترجمة الأدب العربي، استضاف جناح الشارقة في معرض سالونيك للكتاب جلسة أدارها الدكتور خالد رؤوف، مترجم أدبي يوناني.
وتناول المشاركون في الجلسة تجربتهم الشعرية والخصائص التي تميز القصيدة العربية، ومدى قدرة الترجمة على إيصال المشاعر والأحاسيس وتجسيد الحالة الانفعالية للشاعر، وليس الاقتصار على المفردات والتراكيب اللغوية والصور البلاغية فقط.
واستهلت الشاعرة خلود المعلا حديثها بالقول: «إن الزائر لمدينة سالونيك لا بد أن يقع في عشقها، فهي مدينة جميلة، وأناسها محبون، ودودون، قريبون من القلب، وينتاب المرء حال لقائهم شعور بأنه يعرفهم منذ زمن طويل».
واختارت أن تفتح للجمهور اليوناني باباً على المفارقات والتأملات الهادئة في قصيدتها، حيث أخذتهم في قصيدة بعنوان «المدن القديمة» من ديوانها «الطريق التي تأخذني» إلى شاعريتها الخاصة في قراءة الأمكنة، وتحويل مبانيها وتاريخها إلى لغة صافية تقول أكثر مما يبدو للعابرين، حيث قرأت:
«أدخل العالم من مدنه القديمة/ ولا ألتفت/ في المدن القديمة/ تجلس القصائد على الطرقات/وبين الحكايا/ تقفز فوق الضلوع وتفتح أحضانها للتائهين/ في المدن القديمة/ تتطاير الفتنة/ وتنفلت أغانٍ مهووسة تختبئ فيها السواحل/ يهبط السحاب منقاداً ويتناسل الشعر/ في المدن القديمة أيضاً، يطير الهواء، تتراقص البيوت/تنفتح الأبواب والنوافذ ويتسع قلب العالم لأمثاله».
من جانبه، شارك علي الشعالي، تجربته في تحول اللحظة الزمنية العابرة إلى مساحة تأمل ممتدة قابلة لحمل مفاهيم عميقة، ولها القدرة على تكثيف الحياة كاملة في لقطة واحدة، تقول ما لا يراه المسرعون والمنشغلون، حيث قرأ قصيدة «نارنج»، قال فيها:
«فنجان داكن/ فنجانان اثنان/ ها هي مسرحية الصباح/ تبدأ من جديد/ قطار يحرث رأسي/ يُفرغ رئتيه بعويل ناعم/ قطار قديم
فاتته المواعيد كله/ وآخر ينتظر العبور/لِخطى عاشقيْن/ تاها عن المرافئ».
بدوره، قال إبراهيم الهاشمي، حول بدايته في كتابة الشعر: «المرأة سيدة الشعر، وأنا أخذت الشعر من أمي على الرغم من أنها لم تكن تكتب الشعر، ولكني تعلمت الشعر منها، وزوجتي شاعرة، ولا شيء أجمل من أن تكون شاعراً وتكون زوجتك شاعرة».
وألقى الهاشمي قصيدة بعنوان «أنتِ» من مجموعته الشعرية «مَسْ»: «أنتِ/ يا أنت/ يا فاتحة الأمكنة/ والمواقيت تيه يديك/ لأجلك جئت أول هذا الرحيل/ كتبت القصائد/ لتستفئ فيك/
تجتبي الوجد منك/ ترنيمتها القادمة/ وخلفت قلبي لديكِ/ موعداً للهوى/ والصبابة».
من جهتها، تطرقت الكاتبة والمترجمة بيرسا كوموتسي إلى تجربة ترجمة قصائد الشعراء المشاركين في الجلسة إلى اللغة اليونانية، لافتة إلى أهمية فهم النص، والإيحاءات، وقراءة ما بين السطور، وتقمّص روح الشاعر، وفهم الأسباب التي تدفعه للكتابة، أما موضوع اللغة، فهو آخر ما يفكر فيه مترجم الشعر.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"