عادي
محمد بن راشد طالب الشباب بالقراءة عنها "والخليج" تضيء عليها

الحضارات الإماراتية كنوز ثمينة ترسم ملامح المستقبل

04:09 صباحا
قراءة 12 دقيقة

نحن لسنا أمة طارئة على التاريخ، نحن شعب عريق بنى أمجاداً في الماضي، وسيبنى مستقبلاً مجيداً أيضاً. هكذا وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزارء حاكم دبي، يرعاه الله، حديثه إلى الشباب الإماراتي في تغريدة على تويتر#171;، أمس الأول، وقال أقول لشباب الوطن إن دولة الإمارات ليست قصة عمرها 41 عاماً فقط، نحن شعب تمتد جذوره التاريخية آلاف السنين في هذه الأرض الطيبة، اقرأوا عن حضارة أم النار التي تعود لأكثر من 2000 عام ق .م، أو عن جلفار في القرن الرابع الهجري، أو عن المدينة الإسلامية في جميرا في العصر الأموي.

هدف سموه إلى تعريف جيل الشباب بحضارته الراسخة الضاربة بجذورها العميقة في التاريخ الإنساني، التي ترجع إلى عام 2000 قبل الميلاد، عندما رسمت حضارة أم النار تقاسيمها وملامحها الواضحة على أرض الوطن، تبعتها المدينة الإسلامية في جميرا، وجلفار بالقرن الرابع الهجري (التاسع والعاشر الميلادي )، وشكلت جميعها إلى جانب أخرى من جيرانها مثل حضارة بلاد ما بين الرافدين، وحضارة بلاد السند ملامح المنطقة عبر عصور طويلة .

تاريخ مسطر بأحرف من نور يضاف إلى ما خطه الأجداد الأوائل من فصول ملحمية رائعة في مقاومتهم لكل أشكال الاحتلال التي تكالبت على الأرض الطيبة بدءاً من البرتغاليين العام في ،1506 وحتى البريطانيين بالقرن الماضي .

هذه الفصول المميزة من أشكال الحضارات التي شكلت ملامح الشخصية الإماراتية، كان لابد من التعرف إليها عن قرب، وتقديمها مراراً وتكراراً لجيل الشباب الذي ربما تقتصر معرفته بها على بعض الزيارات الميدانية لآثارها الباقية بمختلف إمارات الدولة، وربما لا يستحضره آخرون باعتباره تاريخاً#171;، وربما اقتصرت معرفة بعضهم به على ما درسه في كتب التربية الوطنية بالمدارس . لكن الأمر الذي لا يختلف عليه اثنان هو ضرورة إلقاء الضوء دوماً على الجذور الضاربة بأصالة وعراقة في الماضي، والتي شاركت في رسم تفاعلات إنسانية راقية مع حضارات مجاورة في مراحل مهمة من التاريخ، لأن التزود من دروسها والتفكر بعبراتها يعد أحد أهم أدوات رسم ملامح طريقنا نحو المستقبل .

ويبقى التأكيد دائماً، أن الإمارات رغم نجاحها في ميادين التحديث والعمران، فإن هذا لم يمنعها من حماية انتمائها إلى إرث غني ومتنوع يعود إلى آلاف السنين، لتحقق بذلك المعادلة الصعبة في التوازن بين الأصالة والمعاصرة .

يقسم تاريخ الإمارات إلى ست مراحل رئيسة عبر العصور المتلاحقة، شهدت جميعها زخماً من الأحداث والتطورات راوحت ما بين السلم والحرب . وفي أوقات السلم كان لسكان المنطقة بخبراتهم البحرية دور كبير في إنعاش التجارة بين الدول المطلة على المحيط الهندي من آسيا وإفريقيا، وبين أوروبا عبر طرق التجارة القديمة، لكنه كان دافعاً كذلك في أوقات أخرى على نشوب صراعات مختلفة .

ولأن المجال لا يتسع هنا لتتبع آثار ومنجزات كل الحضارات التي عاشت على ارض الدولة سنعمل على تقديم ملامح مهمة لأبرزها بحسب كل مرحلة تاريخية، وسنعرض لحضارة أم النار الأشهر بالعصر البرونزي، ثم المدينة الإسلامية بالجميرا في أثناء الخلافة الإسلامية، وجلفار بالقرن الرابع الهجري .

* * *

نموذج فريد من العصر البرونزي

أم النار حضارة قبل 4000 عام

تبدأ أولى الحضارات الضاربة في القدم من العصر البرونزي وتحديداً خلال الفترة الممتدة بين 3200 و1300 قبل الميلاد، والقليل فقط هو المعروف عن هذه المرحلة التي يمكن تقسيمها إلى ثلاث فترات :

الأولى فترة حفيت وتقع بين 3200 و2700 قبل الميلاد، وتم التعرف إليها بعد العثور على أدوات حجرية متعددة، ورؤوس سيوف حادة، ورقائق وصفائح معدنية، وأنصال، ومقابر جماعية مشيدة من حجارة غير مصقولة في جبل حفيت وجبل أملح .

الفترة الثانية من العصر البرونزي ما بين عامي 2700 و2000 قبل الميلاد وهى الأكثر شهرة وتعرف باسم أم النارنسبة إلى الجزيرة التي تحمل نفس الاسم وتقع بالخليج العربي على بعد 20 كيلومتراً من العاصمة أبوظبي، وتشير إلى حضارة عريقة كانت على اتصال مع الحضارات المجاورة حيث اكتشفت أوانٍ فخارية ملونة استوردت منها، كما تم اكتشاف نماذج من قلاع بمواقع هيلى والبدية وتل أبرق وكلبا وأم القيوين .

وأسهم اكتشافها بالعام 1959 على إثر حفريات قامت بها بعثة آثار دنماركية، بالتعاون مع المسوحات التي قام بها علماء آثار من الإمارات والعراق، في تسليط الضوء على ثقافة السكان الأوائل، ونمط حياتهم حيث عملوا بالصيد وصهر النحاس، ومارسوا التجارة ليصلوا إلى بلاد ما بين الرافدين ووادي السند . وشمل ذلك أدوات الزينة الشخصية على غرار القلائد والمجوهرات ودبابيس الشعر الذهبية، والأسلحة النحاسية والأدوات الفخارية الحمراء المستوردة المصنعة بمهارة كبيرة ومزخرفة بتصميمات دقيقة . كما بينت صنارات الصيد وشِباك الغطاسين اعتماد سكان الجزيرة الأوائل على البحر كمصدر للغذاء . ويبدو أن الأطومأو عجل البحر، كان من المكونات الأساسية في نظامهم الغذائي إلى جانب استعمال جلده وزيته . وتجدر الإشارة إلى أنه أصبح اليوم من الأنواع المحمية .

دلت هذه الآثار أيضا على الطراز المعماري الفريد الذي مكنهم من إقامة مستوطنات ممتدة نسبياً، حيث اكتشف علماء الآثار مقبرة تضم 50 مدفناً مبنياً فوق سطح الأرض . بعضها دائري الشكل بلغ قطره 6 إلى 12 متراً وعلوها بضعة أمتار، ومقسمة إلى غرف يتم الدخول إليها من خلال مداخل صغيرة شبه منحرفة الشكل . وتم تصميم كل غرفة لإيواء عدد من الموتى، ومن الصعب تحديد العدد لأن بقايا الهياكل كانت مبعثرة مع تغيرات الزمن إضافة إلى تعرضها لنبش لصوص القبور في الأزمنة الغابرة .

وكانت المدافن على شكل قبب، وتم بناؤها بواسطة حجارة مهندمة تم استعمال بعضها في ترميم عدد من هذه المدافن خلال السبعينات . وزينت الجدران الداخلية للمباني الكبيرة بنقوش تمثل حيوانات المها والثيران والثعابين والجمال .

ومن المؤكد أن المنطقة تعرضت لتغيرات مناخية مهمة، بسبب غياب أية أدلة أثرية للمباني الحجرية الكبيرة على امتداد ساحل أبوظبي وجزرها بعد 2000 سنة قبل الميلاد . ويوحي ذلك بأن سكان العصر البرونزي لم يتمكنوا من الاستمرار في العيش وسط بيئة يتزايد جفافها باستمرار، فطوروا نمط حياة يميل إلى البداوة والترحال، مع العودة إلى الجزر خلال موسم الشتاء البارد فقط . كما أن الرأي القائم على فكرة ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدلات سقوط الأمطار تعززه الدراسات العلمية التي أجريت على عظام الطيور الأصلية التي كانت تعيش في المنطقة، مثل طائر الزقةالذي لا نجده اليوم سوى في مستنقعات دجلة والفرات، وكذا هو الحال بالنسبة إلى الحمام الأخضر الذي نجده اليوم في منطقة ظفار في سلطنة عمان .

ورغم صغر هذه الجزيرة، فإن المميزات الخاصة لتاريخها القديم جعل من عبارة حضارة أم النارعبارة معتمدة على المستوى العالمي للإشارة إلى الحضارة التي سادت في الخليج العربي وجنوب شرقي الجزيرة العربية قبل أربعة آلاف عام .

أما الفترة الثالثة من العصر البرونزي فهي فترة وادي سوق وامتدت من 2000 إلى 1300 قبل الميلاد، وازدهرت معتمدة على إرث سابقتها، ويدل عليها مدفن القطارة بالعين، ومنطقة شمل برأس الخيمة التي تعد مركزاً مهماً بهذه الحقبة الزمنية، وأهم آثارها قصر من قصور القرون الوسطى يعرف بقصر الملكة زباء#171;، بالرغم من أنها عاشت في الفترة التي سبقت بناء هذا القصر بكثير .

* * *

دبي مركز عالمي للملاحة منذ عهد الدولة الإسلامية

الجميرا الإسلامية شاهد على الماضي العريق

عاشت منطقة الخليج في ظل الإسلام فترة من الاستقرار والازدهار، وأصبحت بدءاً من عصر الدولة الأموية مركزاً عالمياً للملاحة والتجارة البحرية كما ازدهرت فيها صناعة السفن، وتعد المدينة الإسلامية بالجميرا أفضل الأدلة على ذلك، وتضم معالم المدينة أطلال سبع مبان وبقايا سوق تجاري صغير يتكون من عدة حوانيت ومخزن، إضافة إلى مرافق سكنية، وكمية من القطع الجصية ذات التصميمات الهندسية الجميلة التي يغلب عليه الطابع الشرقي . كما عثر على عدد من الأواني الفخارية المزججة منها الجرار والأطباق، وعشرات من العملات البرونزية والأواني النحاسية . ويمتاز الموقع بطرازه المعماري الفريد الذي يعكس تطور العمارة الإسلامية التي تميزت بالأقواس والزخارف التي تزين الواجهات السكنية، والنوافذ والجدران، كما يبدو أن الميناء التجاري كان محصناً بشكل جيد وتدل على ذلك الأبراج العسكرية الدائرية التي تعطي الموقع أهميته، وتشير إلى ثراء سكانه وارتفاع مستوى معيشتهم بتلك الفترة .

وعلى بعد 12 كيلومتراً شمال غربي دبي وبمسافة تزيد على كيلومترين من الشاطىء، وبارتفاع 4 أمتار عن مستوى سطح البحر، تقف جميرا الأثرية شاهدة على عصر ذهبي لتلك المنطقة، فوجودها على الخليج العربي وقربها من مصادر النحاس في جبال عمان هيأها للسيطرة على الطرق التجارية البحرية مابين بلاد فارس والرافدين وجنوب شرقي آسيا، وصولاً إلى الصين .

ويعود اكتشاف موقع جميرا الأثري إلى عام 1969 عندما اكتشفه فريق آثار أمريكي، ثم عثر فريق آخر عراقي عام 1974 على حفريات مهمة لتتواصل عمليات التنقيب . وبالعام 1993 نجح فريق آثار محلي من اكتشاف المباني الأثرية وبعض المصنوعات اليدوية .

وتعد السوق الأثرية المكتشفة في جميرا دليلاً على تطور نمط الحياة وازدهار النشاط التجاري، كما عثر على مخزن لتجميع السلع قبل توزيعها على التجار، إضافة إلى بناء سكني مستطيل الشكل على مساحة 480 متراً مربعاً، ويبدو أن البناء تم على مرحلتين حيث يتكون من العديد من الغرف السكنية ومدخل رئيس يزينه برجان . كما دلت كثرة المباني السكنية على كثافة عدد السكان وزيادة نشاطهم التجاري، وعثر على بناء كبير يعتقد أنه خانأو استراحة للمسافرين كانت تبيت فيه القوافل التجارية . ويعد موقع الجميرا الأثري من أهم الآثار الإسلامية المكتشفة، ويعطي دلالة واضحة على حضارة المنطقة وماضيها العريق .

* * *

عدها بعض المؤرخين محطة مهمة لنشر الإسلام

جلفار مركز تجاري رئيس وموطن أسد البحار

تعود جلفار في رأس الخيمة والقريبة من مدخل الخليج العربي إلى صدر الإسلام، وعدّها بعض المؤرخين محطة منها انطلقت الجيوش الإسلامية نحو بلاد فارس لنشر الدين الإسلامي . وأثبتت عمليات التنقيب التي جرت بأحد التلال الأثرية بالقرب من مدينة رأس الخيمة، على أن جلفار كانت تقع في ذلك المكان حين نشأت أول مرة، ولا بد من الإشارة هنا إلى أن هناك من يعتبر جلفار إقليماً كان يشمل كل منطقة رأس الخيمة المطلة على الخليج العربي وليس المدينة فقط .

ويذكر أن تنقيبات سابقة كانت حددت جلفار في عصورها المتأخرة بمنطقتي المطاف والدربحانية الواقعتين على امتداد ساحل الخليج شمال مدينة رأس الخيمة .

وبرزت جلفار مركزاً تجارياً رئيساً في الجزء الأدنى من الخليج العربي، وعرفت بتجارتها الواسعة والمزدهرة مع الصين والدول العربية والأوروبية كما اعتبرت موطناً للتجارة، وموطن أشهر البحارة العرب وهو أحمد بن ماجد الملقب بأسد البحار . كما اشتهرت جلفار بجودة فخارها الذي يصنع في منطقتي شمل ووادي حقيل، وهي من المراكز الرئيسة في إنتاج الأواني الفخارية التي كانت توزع على دول الخليج لأكثر من 500 عام .

ومع مطلع القرن الرابع الهجري زادت الأهمية الكبرى للإمبراطورية الإسلامية الموحدة، مع زيادة حجم التبادل التجاري مع شرق آسيا ومنح ذلك مواقع معينة بمنطقة الخليج العربي أهمية خاصة، على رأسها رأس الخيمة التي عدت أكثر معرفة بطرق التجارة والبضائع في القرون الإسلامية الأولى .

وكان أهم موقعين برأس الخيمة هما الكوش وهو قلعة ساسانية تخلوا عنها بعد المد الإسلامي لهذه المنطقة وأعيد استخدامها من قبل السكان وعاشوا بها لفترة (700) سنة تالية . أما الموقع الآخر فيقع في جزيرة حليلة وهو عبارة عن مبانٍ صنعت من سعف النخيل (العريش) والآثار الباقية منها قليلة وغير مرئية ولكنها تعد بقايا مهمة . وكلا الموقعين عُرف ضمن منطقة جلفار وهي مدينة قديمة معروفة للرحالة والجغرافيين المسلمين مثل المقدسي في القرن العاشر، والإدريسي بالقرن الثاني عشر .

عثر في الموقعين على الخزف الصيني والفخاريات العباسية المستوردة من العراق ومناطق أخرى، وتعكس مدى اهتمام أهل جلفار بالتجارة بشكل كبير . وفي الكوش تم العثور على أقدم حبة قهوة في العالم خلال القرن الثاني عشر وهذا الاكتشاف يسبق المصادر التاريخية التي كانت تحدد استخدام وتجارة القهوة بقرنين كاملين .

وفي منتصف القرن الرابع عشر هُجرت الكوش، وجزيرة حليلة واستقر الناس في ذلك الوقت على الشاطئ الرملي أمام الساحل . وسميت هذه المنطقة بجلفار واكتشفت من قبل عالم الآثار بياترس دي كاردي عام ،1968 وتوافدت على المنطقة عدة بعثات للآثار من فرنسا وبريطانيا واليابان، وألمانيا حيث برهن الجميع بأن جلفار كانت منطقة كبيرة ومأهولة بالسكان مابين القرن الرابع عشر وحتى السابع عشرميلادية . بنيت المدينة من القرميد، وحميت بجدار ضخم من الطين بسمك 5 .2 متر وارتفاع 4 أمتار، وعدت مركزاً تجارياً رئيساً في الجزء الأدنى من الخليج .

محمد أحمد الكيت:

سكان جلفار عاصروا مختلف الحضارات القديمة

عن حضارة جلفار التي تختصر حقبة تاريخية رئيسة من تاريخ الإمارات ومنطقة الخليج، يقول محمد أحمد الكيت، مدير إدارة الآثار والمتاحف في رأس الخيمة#171;: لحضارة جلفار تاريخ قديم ومعروف للرحالة والجغرافيين المسلمين، مثل المقدسي في القرن العاشر والإدريسي في القرن الثاني عشر، وتبدأ هذه الحضارة في مجملها مع بداية عصر الإسلام، حيث كانت جلفار معمورة بسكانها العرب الأصليين الذين عاصروا مختلف الفترات والحضارات والعصور المتعاقبة، وتمكنوا في تلك الحقب التاريخية من أن يجعلوها مركزاً تجارياً نشطاً في الجزء الأدنى من الخليج العربي، ارتبط مع شرقي آسيا والصين والحضارات العربية والإسلامية، كما أنها كانت أحد أهم طرق تجارة البضائع في القرون الإسلامية . ومن خلال توثيق العديد من فرق التنقيب التي كشفت أن مختلف مناطق إمارة رأس الخيمة كانت مهداً لحضارة تجارية نشطت قبل 5000 سنة ق .م شهدتها مناطق عرفت قديماً ضمن منطقة جلفار التاريخية، وهي راسخة تروي عبق الماضي من خلال الجزيرة الحمراء، وخت، والكوش، ووادي البيح، ووادي القور، وشمل، ووادي المنيعي، وغليلة، والقرم، والرمس، وقرن الحرف، وأذن، وفشغا، ووعب، وجزر الحليلة والفلية وضاية، حيث بدأت هذه الحضارة تتوافد على رأس الخيمة ابتداء من فترة العبيد التي استمرت خلال الفترة من 5000 3800 ق .م وهي أقدم فترة عرفت في رأس الخيمة، وكانت بالقرب من الجزيرة الحمراء، ثم فترة حفيت من 3200 2600ق .م في منطقة خت ووادي البيح ووادي القور . وفترة حضارة أم النار من 2600 2000 ق .م التي ظهرت في الألفية الثالثة قبل الميلاد، وعثر على مقتنياتها في مناطق شمل ووادي المنيعي وأعسمة . وفترة وادي سوق من 2000 1600ق .م في غليلة والقرم والرمس، وقرن الحرف، وخت وأذن، ثم فترة العصر الحديدي من 1250 300 ق .م حيث عرف العصر الحديدي في الجزء الجنوبي لرأس الخيمة خصوصاً في وادي القور ووادي المنيعي وفشغا ووعب، والفترة الهيلينية والفارسية من 300ق .م 300م وجدت في الجزء الشمالي والجنوبي لإمارة رأس الخيمة، من خلال عدة مواقع عثر عليها في مناطق شمل وأعسمة ووعب ووادي المنيعي، وفي فترة الاحتلال الساساني 300 م 632 م عثرت بعثة آثار على موقع صغير في جزيرة الحليلة، وعلى موقعين في خت، ثم تم الكشف عن موقع كوش الذي جعل منها أهمية أكبر في معرفة طرق التجارة والبضائع في القرون الإسلامية الأولى، ومن أقدم المباني الأثرية التي مازالت شاهداً على تاريخ هذه الحضارة آثار موطن أشهر البحارة العرب، أحمد بن ماجد الملقب بأسد البحار، وقصر الزباءالذي يعود تاريخه إلى القرون الوسطى القديمة، ويطل على منطقة شمل الحديثة الواقعة شمال إمارة رأس الخيمة، حيث يعد القصر القديم الوحيد الذي عرف في دولة الإمارات .

ويعرف في علم الأساطير بقصر الملكة الزباء، ويتكون من جدران دفاعية، وخزانات مياه على الهضبة الموجودة في المنطقة، كما يتألف من عدة غرف، مازالت محتفظة بأسقفها الأصلية، إضافة إلى قلعة ضايةوهي قلعة عسكرية استراتيجية بالغة الأهمية في تاريخ رأس الخيمة، وتقع شمال مدينة الرمس، شيدت في القرن السادس عشر على تل مربع يواجه الخليج، وقلعة سورالممتدة من منطقة قصر الزباء في أعلى الجبل، إلى منطقة البحر بطول 7 كم .

حسين لوتاه:

حضارة جميرا ملامح عريقة وشواهد راسخة

دبي - باسل عبدالكريم:

يقول المهندس حسين ناصر لوتاه المدير العام لبلدية دبي: إن الحضارة الإسلامية في منطقة جميرا في دبي تحمل ملامح عريقة وشواهد راسخة إلى يومنا هذا، وهي تعود إلى بديات العهد الإسلامي الأول، تقع جغرافياً على بعد 15 كم جنوب غرب إمارة دبي وتغطي مساحة 80 ألف متر مربع في ما ترتفع بمعدل 4 أمتار عن مستوى سطح البحر، وتتألف المدينة الأثرية من مجموعة من التلال المتناثرة بأحجام وارتفاعات مختلفة تحتوي على أساسات ومبان بعضها مطمور وبعضها فوق سطح الأرض، تبقى منها ثلاثة أجزاء متفرقة تمت المحافظة عليها وحمايتها، وبالرغم من أن الموقع تم اكتشافه في عام 1969على يد فريق آثار أمريكي، وتطورت الاكتشافات على يد فريق عراقي عام ،1974 حيث كشفت عن حفريات مهمة، إلا أن فريقاً محلياً واصل عمليات التنقيب إلى عام ،1993 حيث اكتشفوا مباني أثرية ومصنوعات يدوية جديدة، وتضم أطلال سبعة مبان وبقايا سوق تجاري يتكون من سبعة حوانيت ومخزن، بينما بقية أجزاء المدينة لاتزال مطمورة . وهي من أكبر وأهم المواقع الإسلامية المكتشفة في منطقة الخليج، حيث تشمل الاكتشافات منازل للسكن والمسجد والخان والعديد من الأبواب والنوافذ والأواني الفخارية والعملات البرونزية والنحاسية والحجرية والزجاجية، تبدي في مجملها تشكيلاً معمارياً على نمط المدن الإسلامية بخصوصيتها ودلالاتها وملاءمتها للبيئة والمناخ، واستخدامها الفنون الزخرفية العربية الإسلامية، إلى جانب العقود والأقواس والأعمدة، ومن أهم تلك المباني وأجملها صر الوالي#171;، ويتكون من وحدتين سكنيتين لكل منهما مدخل مستقل مغاير للآخر أحيطتا بساحتين كبيرتين شمالية وجنوبية، تحتويان على مواقد للنيران ومرافق خدمية، وغرف للخدم وحمامات مزودة بمصارف المياه، أقيمت في زوايا الساحتين بشكل متناظر، كما زخرفت واجهات المداخل الرئيسة للوحدتين ومداخل الغرف الداخلية بالزخارف الهندسية والنباتية، بجانب منه مبنى ثانٍ، يعد أثراً لسوق قديم، يتشكل من دكاكين صغيرة الحجم، وتوجد أمام كل دكان مصطبة لعرض البضائع، كما يوجد المخزن العام للسوق، حيث يلحق بأحد المباني الموجودة . أما المبنى الثالث فيكشف عن زيادة عدد السكان، والرابع يتميز بوجود مصاطب داخل الغرف الداخلية للمنزل، مشيراً إلى أن شواهد امتداد للحضارة الإسلامية وحضارات جديدة بدأت بالظهور في منطقة القصيص، حيث اكتشف فريق للتنقيب عن الآثار، مجموعة من المقابر القديمة التي تعود في تاريخها إلى عصر ما قبل الإسلام، إلى جانب مجموعة من المقتنيات الأثرية موجودة في متحف الفهيدي . وهناك عدة مناطق أخرى يتم التنقيب فيها حالياً ولم يتم الإعلان عن أي اكتشافات حتى الآن، إلا أن كل المنطقة عبارة عن سلسلة من التاريخ والحضارة الدالة على عراقة دولة الإمارات، وتاريخها الموغل في القدم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"