عادي

إبداع فلسطيني على رؤوس أقلام الرصاص

03:36 صباحا
قراءة دقيقتين
غزة: رائد لافي

يجلس الشاب الفلسطيني فراس أبوزور ساعات طويلة على طاولة صغيرة وسط منزله في غزة، يصنع تحفاً فنية صغيرة متقنة ومثيرة للاهتمام على رؤوس أقلام الرصاص، وهو فن حديث ومعاصر عالمياً يعتمد على الموهبة والمثابرة.
ويبدع أبوزور (19 عاماً)، الذي يدرس القانون بإحدى جامعات غزة، في تشكيل الأقلام الخشبية بأفكار متنوعة، بعدما تعرف إلى فن النحت على رؤوس أقلام الرصاص من خلال فيديوهات على «يوتيوب» ومواقع التواصل الاجتماعي.
ويمارس أبوزور هذا النوع من الفن منذ قرابة عامين، وكان بدأ باستخدام مشرط عريض، ثم بعد مدة من البحث وجد شفرات خاصة بنحت المصغرات، مما ساعده على مزيد من الدقة والإتقان. وقال إنه بدأ النحت أولاً على أصابع الطباشير نظراً لكبر حجمها، ومن ثم انتقل للنحت على رؤوس أقلام الرصاص، التي تستخدم في الكتابة والرسم خصوصاً على الورق.
وفي غزة لا يعرف الكثيرون استخدام آخر لقلم الرصاص غير الكتابة، وهو ما يخالفه أبوزور، والذي يعتبر نفسه الأول على مستوى فلسطين في مجال إتقان النحت على رؤوس الأقلام. وبدقة نظر وتركيز كبيرين يشكل أبوزور الرسومات المختلفة لتحويلها للشكل الفني على قلم الرصاص حتى يصبح القلم تحفة فنية صغيرة متقنة. وتتنوع مواضيع منحوتات أبوزور بين الحب والسلام والوطن ورموز شهيرة عالمياً، ومن أبرز أعماله الفنية خريطة فلسطين ومفتاح العودة الذي يرمز إلى قضية اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من مدنهم وبلداتهم إبان النكبة في العام 1948، كما نحت برج الساعة الشهير في لندن، ومجسمات طيور وشعارات فنية متنوعة.
ومهمة أبوزور ليست باليسيرة في ظل حاجة أعماله لدقة وتركيز شديدين، كما أنه يعاني مصاعب أبرزها أزمة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة في قطاع غزة. ويفتقد الشاب امتلاك عدسة مكبرة (مجهر) لتسهيل عمله، خاصة أن بعض المنحوتات مثل الوجوه تحتاج إلى عدسة مكبرة لإنجاز التفاصيل الصغيرة مثل العيون والرموش وتعرجات الوجه.
ويمتلك أبوزور ما يقارب الأربعين منحوتة على رؤوس أقلام الرصاص، ويستخدم أقلام الفحم الخاصة بالرسم وأقلام الرصاص الرفيعة التي يستخدمها طلاب المدارس، بالإضافة إلى بعض أقلام التلوين الخشبية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"