عادي

لقب لحسن حسني اكتسبه من دبي وعجمان

20:44 مساء
قراءة 5 دقائق

القاهرة: «الخليج»

ربما لا يعلم كثيرون أن من ألقاب الفنان المصري الراحل حسن حسني هو "الممثل الطائر".
واكتسب الراحل هذا اللقب بسبب الأعمال الكثيرة التي صورها في دبي وعجمان في ثمانينات القرن الماضي.
ووسط انشغال العالم بجائحة «كورونا»، وحساب أعداد المصابين والمتوفين، شيع حسن حسني اليوم السبت الذي رحل إثر تعرضه لأزمة قلبية حادة، نقل على أثرها إلى المستشفى، صباح الأل الجمعة، وظل على مدار 24 ساعة داخل العناية المركزة حتى فارق الحياة فجر السبت، بعد رحلة عطاء تجاوزت النصف قرن.
ولد الفنان الراحل في 19 يونيو/حزيران 1931، في حي القلعة بالقاهرة، لأب مقاول مبانٍ، حيث توفيت والدته وهو في السادسة من عمره، تلقى تعليمه في مدرسة «الرضوانية الابتدائية»، ومثَّل في مسرح المدرسة، وحصل على العديد من الميداليات، مثلما قدم دور «أنطونيو» في أحد الحفلات المدرسية، وحصل من خلاله على كأس التفوق بالمدرسة الخديوية، كما حصل على العديد من ميداليات التقدير من وزارة التربية والتعليم، في تلك الأثناء شارك الفنان الكبير حسين رياض في إحدى لجان التقييم الخاصة بمسابقات التمثيل في المدارس، فلفت حسن حسني الأنظار بمستوى أدائه، الذي أثنى عليه وقتها، فتأكد أنه لن يعمل في شيء آخر غير التمثيل.
بعد حصوله على شهادة التوجيهية التحق بالمسرح العسكري، غير أنه لم ينتبه إلى أنه سوف يكون ممثلاً لشريحة معينة من الجمهور، هم فقط الجنود والضباط وأحياناً عائلاتهم، حيث كان يقدم عروضه على مسرح المتحدين للضباط وأسرهم في شهر رمضان، وكان ما آلمه في تلك الفترة عدم وصوله إلى الجماهير على نطاق واسع، ما سبب له أزمة شاركه فيها الفنان الراحل حسن عابدين، حتى صدر قرار بحل المسرح العسكري، عقب نكسة يونيو عام 1967، وقتها شعر الاثنان بالانفراج، ليبدأ كل منهما رحلة البحث عن فرصة لإظهار الموهبة، ليقدم مع المخرج سمير العصفوري مسرحية «كلام فارغ»، ليكون نجاحه فيها سبباً في انتقاله إلى المسرح القومي ثم المسرح الحديث، الذي حقق من خلاله نجاحاً آخر في حياته المهنية، أهله للعمل في مسارح القطاع الخاص في بداية عقد السبعينات، حين انضم لفرقة تحية كاريوكا، التي عمل فيها لمدة 9 سنوات، قدم خلالها عدداً كبيراً من المسرحيات المميزة في تاريخ المسرح المصري.

البداية السينمائية

بدأت علاقة حسن حسني بالسينما منذ العام 1963، عندما شارك بدور صغير لأحد الفدائيين المعتقلين في فيلم «الباب المفتوح»، أمام فاتن حمامة وصالح سليم، ثم فيلم «بنت الحتة» أمام شكري سرحان وأحمد رمزي، لتتوالى أعماله السينمائية بأدوار صغيرة، ليتجه بعدها إلى التلفزيون ويشارك في العديد من السهرات والمسلسلات التلفزيونية، ما بين دراما اجتماعية ودينية، غير أنه لم يركز في اتجاه واحد، بل راح يتنقل بين السينما والمسرح والتلفزيون والإذاعة، فقدم عشرات الأعمال في أدوار ثانوية وأدوار ثانية، ليتدرج في مشاركاته مع نجوم جيل الأبيض والأسود، فريد شوقي، رشدي أباظة، شكري سرحان، كمال الشناوي، عماد حمدي، فاتن حمامة، شادية، سعاد حسني، ثم الجيل التالي لهم، محمود ياسين ونور الشريف، حسين فهمي، ومع مطلع عقد الثمانينات فتحت استوديوهات دبي وعجمان أبوابها للنجوم المصريين، وكان من بينهم حسن حسني، الذي صور أعمالاً كثيرة لا يذكر هو نفسه عددها، وعرضت في دول الخليج العربي بكثافة. وقتها أطلق عليه أصدقاؤه لقب «الممثل الطائر»، نظراً لكثرة تنقله بين استوديوهات عجمان ودبي لأجل تصوير العديد من الأعمال الفنية.
بعدها قدم مع عاطف الطيب عدداً من الأفلام، من بينها «البريء، البدروم، الهروب»، كما عمل مع عدد آخر من المخرجين، من بينهم محمد خان في فيلم «زوجة رجل مهم»، ورضوان الكاشف في فيلم «سارق الفرح»، والذي حصل على شخصية «ركبة» القرداتي، التي جسدها فيه ونال عليها 5 جوائز، كما نال جائزة أحسن ممثل من مهرجان الأفلام الروائية عن فيلم «دماء على الأسفلت»، ليكون العام 1993 عاماً مميزاً في تاريخ حسن حسني الفني، ففي الوقت الذي سافر فيه إلى سوريا ولبنان لعرض مسرحية «جوز ولوز»، التي كان يشارك في بطولتها، كانت لجنة تحكيم مهرجان السينما الروائي في القاهرة برئاسة لطفي الخولي تعلن عن فوزه بجائزة أحسن ممثل، ليلتقطه الزعيم عادل إمام؛ فقدم معه عدداً كبيراً من الأفلام، ليلمع نجمه بشكل كبير.

طفرة الجيل الجديد

حدثت طفرة في نوعية الأفلام الكوميدية بظهور جيل الكوميديانات الجدد في منتصف تسعينات القرن الماضي، فاستعان به كل نجوم هذا الجيل، محمد سعد، علاء ولي الدين، محمد هنيدي، كريم عبد العزيز، أحمد حلمي، أحمد السقا، حتى النجمات النساء ياسمين عبد العزيز، منى زكي، منة شلبي، وغيرهن، بل راح جميع نجوم ونجمات هذا الجيل يتسابقون للاستعانة به وبخبرته كفنان قدير، بل استعان به الجيل التالي لهم، عندما تصدوا للبطولة المطلقة في أعماله، ليشارك الراحل مع أغلب أجيال السينما المصرية، ولم يتأخر عن أي منهم في مساندته من أجل تحقيق نجوميته، وقام بالعديد من البطولات المسرحية منها «حزمني يا، قشطة وعسل، جوز ولوز، أولاد ريا وسكينة، على الرصيف، سكر زيادة، المحبة الحمراء»، كما شارك في العديد من المسلسلات، التي تعد علامات في تاريخ الدراما المصرية، مثل «أبنائي الأعزاء شكراً، السبنسة، جواري بلا قيود، رأفت الهجان، بوابة الحلواني، المال والبنون»، من أكثر الممثلين نشاطاً وحضوراً في العقدين الأخيرين، حيث قام بتمثيل كل الأدوار من الكوميدي إلى التراجيدية، فقدم الموظف المطحون، والرجل البسيط، والفلاح، ورجل الأعمال، وأدوار الشر والعصابات، لتستمر رحلة عطاء الراحل حتى هذا الموسم، في مسلسل «سلطانة المعز» مع غادة عبد الرازق، والذي عرض في موسم دراما رمضان المنقضي، ومن قبلها شارك في مسلسل «أبو جبل»، للنجم مصطفى شعبان، والذي عرض في موسم دراما رمضان 2019، كما شارك في موسم عيد الأضحى السينمائي الماضي، بفيلم «خيال مآتة»، مع النجم أحمد حلمي، والنجوم منة شلبي وخالد الصاوي وبيومي فؤاد، كما نال عبر رحلته العديد من الجوائز والتكريمات، خلال رحلته الطويلة التي قدم خلالها ما يقرب من 500 عمل فني بين السينما والتلفزيون والمسرح والإذاعة وأعمال دبلجة لأفلام ومسلسلات الرسوم المتحركة، وهو ما جعل الحزن يخيم على كل نجوم وفناني الوسط الفني وينعونه بكلمات مؤثرة، بقدر عطائه الكبير للجميع، الذين لقبونه بلقب «العم حسن».
وخلال العامين الماضيين كذَّب حسني شائعة وفاته أكثر من مرة، آخرها العام الماضي، والمفارقة أن الظهور الأخير له كان أيضاً قبل عيد الفطر الماضي، وهو قريب من التاريخ الذي توفي فيه هذا العام، وطلب وقتها من المواطنين عدم الانسياق وراء شائعة وفاته، وقال: «عايز أعيد بالكحك مش بالإشاعة ديه».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"