عادي

ولي عهد الشارقة يفتتح مخيم الأمل

05:38 صباحا
قراءة 6 دقائق

توجه سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة بالشكر والتقدير إلى مقام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على دعمه اللامحدود لفئة ذوي الإعاقة من خلال إنشائه للعديد من المؤسسات والدوائر التي تخدم هذه الفئة المهمة والمؤثرة ورعايته الكريمة للعديد من الأنشطة والفعاليات في شتى المجالات التي تخدم المعاق وتوفر له البيئة الإبداعية ومنها مخيم الأمل الذي حرص سموه على رعايته منذ بداية نشأته إلى اليوم وهو دليل على حرص سموه على دمج هذه الفئة في المجتمع وجعلهم عناصر مؤثرة وفعالة في من حولهم .
كما أثنى سموه على جهود الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مديرة عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية التي تحرص على استمرار تنظيم هذه المناسبة وتطويرها مما جعلها من المناسبات الهامة التي نعتز بها ونحرص على حسن انتظامها .
وقال سموه إن مخيم الأمل بالشارقة واحد من ابرز واهم فعاليات وأنشطة إمارة الشارقة التي تحمل في طياتها مضامين ومدلولات عميقة ومتجددة . . ففي كل سنة يطالعنا القائمون على هذه المناسبة والمشاركون فيها بقضية هامة تمس حياة ومستقبل الأشخاص من ذوي الإعاقة وحقهم في الحياة أسوة بباقي فئات المجتمع واليوم نشهد انطلاقة مخيم الأمل الرابع والعشرين الذي تنظمه المدينة تحت شعار "ابتسامتي في صحتي" استمرارا لذات التوجه الجاد ذي المضامين العالية في تبيان حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة والدفاع عنها ومن ثم إنفاذها وجعلها واقعاً ملموساً . . . كون الصحة هي مفتاح الابتسامة والسعادة وهي حق لكل إنسان مهما كان وبغض النظر عن إعاقته من غيرها .
وأكد سموه على أن مخيم الأمل ليس مجرد مناسبة احتفالية تجمع بين الأطفال المعاقين من دول الخليج العربي وأقرانهم من الدول العربية . . ولا مناسبة للتلاقي بين العاملين معهم لتبادل الخبرات والمعارف وحسب . . بل هو مكسب جديد يضاف إلى المكاسب التي استطاع الأشخاص من ذوي الإعاقة تحقيقها هنا في دولة الإمارات وغيرها من الدول العربية والعالم للوصول إلى حقوقهم كاملة كما أقرتها القوانين المحلية والمعاهدات الدولية لحقوق الأشخاص المعاقين .
جاء ذلك خلال حفل افتتاح فعاليات مخيم الأمل الرابع والعشرين "ابتسامتي في صحتي" الذي يقام برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وتنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وذلك صباح أمس في منطقة اليرموك بمشاركة واسعة من وفود دول مجلس التعاون الخليجي ويستمر إلى 20 من ديسمبر الجاري .
حضر حفل الافتتاح الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الانسانية رئيسة اللجان المنظمة لمخيم الأمل الرابع والعشرين والشيخة نوار بنت أحمد بن محمد القاسمي مسؤولة الاتصال والبرامج في مؤسسة الشارقة للفنون وراشد أحمد بن الشيخ رئيس الديوان الأميري واللواء حميد الهديدي قائد عام شرطة الشارقة ومحمد ذياب الموسى المستشار في الديوان الأميري وطارق سلطان بن خادم رئيس دائرة الموارد البشرية واللواء طارش عيد المنصوري مدير الإدارة العامة للموارد البشرية بشرطة دبي وثاني جمعة بالرقاد رئيس مجلس إدارة نادي دبي للمعاقين ورياض عبدالله عيلان مدير عام بلدية مدينة الشارقة وعدنان حمد الحمادي نائب رئيس المجلس الاستشاري في إمارة الشارقة .
واستهلت فعاليات الحفل بالسلام الوطني وتلاوة عطرة من الذكر الحكيم ثم قدمت زينب العقابي من العراق فقرة وقفة مع ابتسامتي في صحتي استعرضت فيها تجربتها مع الإعاقة حيث تسبب خطأ طبي في بتر رجلها في سن السادسة ورغم الإعاقة التي تعانيها لم يمنعها من التميز والإبداع في المجالات المختلفة ومواصلة دراستها العليا في مجال الصيدلة بجامعة الشارقة .
وأكدت زينب أنها لم تستسلم ولم تفقد الأمل يوما بل واظبت على الاهتمام بصحتها وإجراء التحاليل الضرورية كل فترة داعية جميع المعاقين إلى أخذ زمام المبادرة في موضوع الاهتمام بصحتهم لأنها من أهم الأمور التي تكفل لهم مواجهة الصعوبات والتحديات .
وحثت المعاقين بالتحلي بالأمل والابتسامة وعدم الاستهانة بالقدرات التي حباها الله للمعاق وأن الإعاقة لا تمنع الفرد من ممارسة نشاطاته وإبداعاته في المجالات المختلفة . وسردت العقابي تجربتها في تعلم السباحة عندما نصحها أحد الأطباء بعد المعاينة بالقيام برياضة السباحة ولم تمنعها نظرة الناس لرجلها المبتورة من تحقيق الحلم الذي راودها في تعلم السباحة فواظبت على ممارسة السباحة أمام الجميع دون الاكتراث لنظرات الآخرين ومع مرور الزمن حققت إنجازات متميزة في السباحة لمسافات طويلة .
بعد ذلك ألقى كلمة الوفود المشاركة صالح الشاوي من وفد المملكة العربية السعودية تقدم بالشكر والامتنان لكل متطوع في هذا المخيم على حسن الضيافة وكرم الاستقبال . . وتمنى استمرار الأمل المشرق من مدينة كالشارقة كان لها السبق والمبادرة في إسعاد أبنائنا من ذوي الإعاقة في وطننا العربي الكبير وخليجنا الواحد .
وأضاف بهذه المناسبة نتوجه بالشكر والتقدير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على رعايته الكريمة لهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعا وهي فرصة سانحة نتوجه فيها بالتهنئة إلى سموه بمناسبة اختيار إمارة الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية .
واختتم كلمته بكلمات شاعرية ارتجلها للمناسبة قال فيها: يا بسمة المطر تعالي وابتسمي لها من بين ملايين البشر اكتبي يا مخيم الأمل وإن فقدت كل شيء فتعلمي تعلمي الضحكة تعلمي البسمة من أجل سعادة الآخرين يابسمة المطر عيشي معانا على أرض مخيم الأمل 24 نوري سمانا فن وإبداع وابتسامة .
بعدها تفضل سمو ولي عهد الشارقة بتكريم الرعاة والداعمين والمساهمين من الجهات الحكومية والخاصة وهم: بلدية الشارقة والقيادة العامة لشرطة الشارقة وغرفة تجارة وصناعة الشارقة والأمانة العامة للأوقاف بإمارة الشارقة والقيادة العامة لشرطة دبي ومؤسسة الشارقة لتسييل الغاز "شالكو" وجمعية الشارقة التعاونية ومجموعة شركات جيبيكا وشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" ومركز ميغامول وشركة سفن ستارز ايفنت، بالإضافة إلى مؤسسة الشارقة للإعلام الراعي الإعلامي .
وحصل على وسام المدينة كل من المهندسة أمل الخميس وكلثم عبيد المطروشي تقديراً لإسهاماتهما في مناصرة وتمكين الأشخاص المعاقين في الدولة والوطن العربي ودعمهما المتواصل لبرامج مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية .
بعدها استأذن نائب قائد المخيم عبد اللطيف القاضي سمو ولي العهد برفع الأعلام للبلدان المشاركة في مخيم الأمل الرابع والعشرين ضمن البروتوكول المعمول به في المخيم .
ثم قام سمو ولي عهد الشارقة بتفقد الورش المصاحبة لحفل الافتتاح والتعرف إلى الوفود المشاركة في المخيم وتحفيزهم على العطاء والاستمرار في خدمة هذه الفئة والتي ضمت ورشة السيراميك الملون ورشة المجوهرات الإسلامية التي أقيمت بالتعاون مع إدارة متاحف الشارقة لتعليم أطفال المخيم المشاركين فيها كيفية صنع هذه المجوهرات ووضع النقوش عليها .
ومن الورش أيضا ورشة الرسم على الصناديق وتزيينها بالرسومات وورشة صنع بعض المجسمات بالأسلاك الملونة في خطوة لإعادة تدوير المواد غير المستخدمة بالإضافة إلى ورشة أرض الكتاب اعتمدت على تسخير عناصر الأرض في تشكيل اللوحات الفنية من خلال مزج التراب مع الألوان .
وبدورها أكدت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية رئيسة اللجان المنظمة للمخيم أن من أهداف مخيم الأمل بالشارقة منذ انطلاقته الأولى في يناير 1986 هي إسعاد الأطفال من ذوي الإعاقة ورسم الابتسامة على وجوههم والكشف عن مواهبهم والتعبير عما يختزنونه من طاقات خلاقة طوال أيام انعقاده .
ولفتت إلى أنه قد سبق لمخيم الأمل بالشارقة أن سلط الضوء على الكثير من القضايا التي تمس حياة ومستقبل الأشخاص من ذوي الإعاقة واستطاع أن يحرز تقدماً هنا وإنجازاً هناك ونجح في نقل هذه القضايا إلى حد الممارسة والتطبيق ومن هذه القضايا الحق في التعليم والحث على تحمل المسؤولية المجتمعية وحفظ كرامة الأشخاص من ذوي الإعاقة وممارسة حقهم في اختيار القرار الذي يمس حياتهم، . . وحقهم في الأمن والأمان والعيش بسلام وسعادة . . وغيرها من القضايا التي طرحها مخيم الأمل بالشارقة وتبنتها إمارة الشارقة كجزء من توجهها الأصيل نحو بناء الإنسان كقيمة عليا تنتج عنها كل القيم الثقافية والمادية التي نعرفها . .
واختتمت الشيخة جميلة حديثها قائلة: إن شعار المخيم وإن كان لا يخلو من صياغة شاعرية إلا أنه واقعي إلى أبعد الحدود ويستمد واقعيته من العلاقة بين الرضا والابتسام والصحة كشرط لابد منه لتحقيق سعادة الإنسان بغض النظر عن إعاقته . . فلنعمل جميعاً بإخلاص وتفان من أجل رسم الابتسامة على وجوه أطفالنا من ذوي الإعاقة كحق لهم لا إحسان .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"