عادي
سلوكيات مرفوضة..

أطباء مدخنون يطالبون مرضاهم بالإقلاع عن التدخين

02:20 صباحا
قراءة 3 دقائق
أبوظبي: دانه شعبان

لا أحد يختلف على مدى الأضرار الصحية والأمراض الخطيرة التي يتسبب بها التدخين، وعلى الرغم من ذلك فإن نسبة لا بأس بها من الكادر الطبي من الأطباء والفنيين مدمنة على التدخين، وفي الوقت ذاته يطلب هؤلاء الأطباء المدخنون من مرضاهم الإقلاع عن التدخين لأضراره التي لا تعد ولا تحصى.
مثل هذا السلوك المرفوض من قبل الأطباء المدخنين، يحتاج إلى تدخل الإدارات الصحية والقطاع الصحي المعني للحد منه.
منع التدخين في المنشآت الصحية جيد ولكن يحتاج إلى إجراءات رادعة تجاه المدخنين من الكادر الطبي، فالزائر إلى المنشآت الصحية، وعلى وجه الخصوص المستشفيات يشاهد بالقرب من المداخل الجانبية الخارجية أطباء اختلسوا بعض الوقت لممارسة عادتهم الضارة في التدخين.

يرفضون الحديث عن المشكلة

«الخليج» رصدت بعدستها طبيبا «بمريوله» الأبيض عند مدخل أحد المستشفيات، وهو يدخن سيجارته، قبل أن يتوجه إلى مرضاه لينصحهم بالابتعاد عن التدخين، والتقت مع عدد من الأطباء للحديث عن هذا السلوك المرفوض، والذي يجب الحد منه بأي شكل من الأشكال، فأكد مدير إحدى المنشآت الصحية طلب عدم ذكر اسمه، أن نسبة كبيرة من الكادر الطبي يدخن، وبالتالي لم يسمح لنا بمقابلة أي من الكادر الطبي، وفي منشآت صحية أخرى أكد أطباء أنهم من المدخنين وبالتالي لن يستطيعوا الحديث عن هذا السلوك.
بعض الأطباء من المدخنين يرى أن التدخين أصبح عنده عادة من الصعب الابتعاد عنها، والبعض الآخر يرى أنها بسبب ضغوط عملهم أو حياتهم أو حتى للترفيه عن أنفسهم، والمشكلة انهم ينصحون مرضاهم بالإقلاع عن التدخين، وبالتالي ليس من السهل على المرضى تقبل نصائحهم، خاصةً إذا اشتم المريض رائحة الدخان تنبعث من الطبيب نفسه، وفكرة الإقلاع عن التدخين عند أغلبية هؤلاء الأطباء بحد ذاته أمر ليس بالسهل، إذ إن التخلص من بقايا النيكوتين الذي تشربه الجسد لسنوات طويلة أمر صعب، حيث يبدأ بمرحلة الدعم النفسى للمدخن حتى يقدم على خطوة الإقلاع بجرأة، ولكنهم اجتمعوا جميعاً على رأي واحد، إذ اعتبروا أن تقديم النصيحة في الإقلاع عن التدخين للمرضى، وهم أطباء مدخنون، أمر خاطئ كلياً.

نسبة الأطباء المدخنين قليلة

الدكتور سعيد عبدالله بن إسحاق، طبيب وأستاذ في علم الأورام، قال إن نسبة الأطباء المدخنين قليلة، لعلمهم بمضار التدخين، بينما نسبة المدخنين من أصدقائه الأطباء لا تتعدى ال 20%، مشيراً إلى أنه كان يدخن قبل 45 سنة بسبب الضغوط النفسية وتقليداً لزملائه في الدراسة، كما أن نسبة الضغوط النفسية التي تؤدي إلى التدخين لا تتعدى 20% أما المحيط مثل الأصدقاء والزملاء في الدراسة 80%.
وأضاف بأن الطبيب إنسان ويتعرض للانحراف عن المسار الصحيح، ولكن كونه على علم فهو ينتبه ويقلل من اتجاهه نحو هذا المسار، والعلم بالشيء والمعرفة بالخطر لا يؤدي إلى السلوك المرفوض، لهذا فمن الطبيعي أن يكون هناك أطباء مدخنون، خاصةً وأنهم يمرون بضغوط عديدة.
لهذا، نحن كأطباء يجب علينا خلق محيط وأعراف غير مشجعة للتدخين، كما أتمنى أن يكون الطبيب قدوة بسلوكه عندما يقدم النصيحة للمرضى.
الدكتور صالح فهمي استشاري ورئيس قسم التخدير والعناية المركزة، في أحد المستشفيات الخاصة، قال: أنا أدخن رغم أني أعرف ومقتنع بمضاره التي قد تؤدي إلى مرض السرطان وأمراض في الرئتين وقد تصل إلى حد الموت، وبالنسبة لي أعتبر أنه من الخاطئ وأمر غير مقبول أن أنصح المرضى بالتوقف عن التدخين وأنا أدخن لمعرفتي المسبقة بصعوبة هذا الأمر.
أما الدكتور محمد زياد، طبيب عام في أحد المستشفيات الخاصة فقال: أعتبر التدخين عادة سيئة بالنسبة لي وسلوكا مرفوضا، وأجد التوقف عنه أمراً صعباً جداً، رغم محاولاتي العديدة والكثيفة للتخلص منه، حيث أني أدخن في وقت عملي، لهذا في وقت استراحتي أبتعد عن المستشفى مسافة جيدة ثم أدخن، علماً أنني أحاول أن أمارس الرياضة، وأعلم أنه من الخاطئ أن أنصح المرضى بالإقلاع عن التدخين وأنا مدخن، لأنني أعتبر قدوة لهم، ولكن لا أستطيع ذلك، فهو بالنسبة لي إدمان، فأحاول أن أتجنب إخبارهم بأني مدخن، هذا إن سألني أحد المرضى إذا كنت أدخن أم لا.
وأكد الدكتور «محمد. ع»، مختص تخدير، في أحد المستشفيات، أنه مدخن، ولا يدخن أثناء عمله إلا حين عودته إلى منزله، رغم معرفته بمضار التدخين، وقال، أعتبر التدخين سلوكاً خاطئاً ومرفوضاً، وبالنسبة لي لا أعتبره إدماناً؛ لأني في رمضان لا أشتكي من التدخين أبداً، كما أني أحاول مساعدة المرضى في الإقلاع عنه عن طريق النصيحة، خاصةً قبل العملية ب 24 ساعة لما له من أضرار قد تؤثر في العملية، إلا أن البعض لا يتقبل النصيحة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"