الاستثمار في المعرفة

04:57 صباحا
قراءة دقيقتين

ابن الديرة
تدرك دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، القيمة الحقيقية للعلم والعلماء، وتركز ضمن استراتيجياتها الأساسية على بناء الإنسان بالعلم والمعرفة، والاستثمار في العنصر البشري باعتباره محقق كل تقدم تنشده المجتمعات حالياً ومستقبلاً، بالارتقاء بملكاته وقدراته إلى الدرجة التي يستطيع فيها الوفاء بمتطلبات البناء والتنمية، ومواكبة التغيرات العلمية المتلاحقة على مستوى العالم، بما يتطلب التوسع بلا حدود في مجالات الاستثمار في المعرفة، طريق المجتمع إلى غد كله ثقة وتفاؤل وإيمان بالقدرة على أن تكون الإمارات صانعة للتاريخ المستقبلي ضمن صناع آخرين، وليست رقماً هامشياً كمعظم دول العالم.
وبدءاً من الاهتمام بدور الحضانة النموذجية التي تؤهل الطفل وتوسع مداركه، مروراً بالمدارس الحديثة القائمة على استثارة دافعية التفكير والبحث لدى اليافعين والطلاب، واكتشاف ميولهم ومواهبهم وتنمية الإيجابية منها وتعزيزها، وخلق مشاريع علماء صغار يتحدثون لغتهم العربية بطلاقة وحب، ويهتمون باللغات الأخرى باعتبارها السبيل الأوثق لتحقيق التقارب المطلوب بين شعوب الأرض ودولها، والجامعات على تنوع كلياتها وقادة الفكر والرأي والعلم فيها الذين يرفدون مؤسسات المجتمع الأهلية والرسمية بكل جديد تحتاجه مستخدمة أدوات البحث العلمي والاستقصاء والابتكار للوصول إلى ما يفيد مسيرة البناء والتحديث والتنمية المستمرة، كلها مراحل مسيرة علمية طويلة وطليعية تستحق من المجتمع أن تكون في مقدمة أولوياته، ويضخ فيها أعلى أرقام استثماراته.
وتأتي معارض الكتب الدولية التي تهتم الإمارات بتنظيمها منذ سنوات طويلة، وفي الطليعة منها معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي انطلق منذ نحو خمسة وثلاثين عاماً، ومعرض أبوظبي للكتاب، وجائزة الشيخ زايد للكتاب، ومعرض دبي، وغيرها من المعارض المتخصصة المرتبطة ببعض الجهات كالشرطة والدوائر الاقتصادية على سبيل المثال لا الحصر، خير تعبير عن مدى الاهتمام بالعلم والمعرفة في الإمارات، والتشجيع منقطع النظير على صداقة الكتاب، باعتباره خير جليس في الزمان، والصديق الذي يعطي ولا يأخذ، ويشكل القاعدة الصلبة لكل الانطلاقات الناجحة نحو المستقبل.
الإمارات تدعم المفكرين والباحثين وطلاب المعرفة والعلم باعتبارهم قوتها غير العسكرية التي تحارب بها الجهل والمرض والفقر وقوى الظلام والتطرف والجاهلية والعبودية، ليس على مستوى المنطقة المحيطة والقريبة فقط، ولكن على مستوى دول العالم كلها، وتشجع العديد من المؤسسات العلمية في كثير من دول العالم، لإيمانها الذي لا يلين بأن إثراء الفكر العالمي وثقافات الشعوب يخدم تقارب الإنسانية على تباعد شعوبها وأجناسها ولغاتها وعاداتها ومعتقداتها، وهو الهدف السامي الذي نجحت في تجسيده على أرضها باستيعابها عمالاً وموظفين ومستثمرين من كل دول العالم تقريباً.
ولعل ذلك يشير بوضوح فائق إلى القوة التي تتمتع بها الإمارات، والمكانة المتقدمة على مستوى دول العالم، بسبب سياستها المنفتحة فكرياً وثقافياً على الإنسانية جمعاء، لا تفرق بين لون ولا مذهب ولا لغة أو حتى جغرافيا.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"