دروس سقوط البطل

02:45 صباحا
قراءة دقيقتين
ضياء الدين علي

** «قدم ليفربول كل ما عنده، وسيطر وحاصر أتليتكو مدريد وهاجم بضراوة وصنع الفرص بالجملة ومع ذلك خسر المباراة المصيرية، وودع البطولة الأوروبية، وفقد لقبه».. العبارة السابقة لخصت المباراة المثيرة التي شهدت سقوط البطل، لكنها تجاهلت أشياء مهمة في كرة القدم:
* أولا: الدرس الخالد فيما يخص جدوى فترات السيادة والسيطرة والفرص، فالعبرة كانت ومازالت بالكيف لا بالكم، ابتداء من الدقائق والسنتيمترات التي بتنا نعدها ونحسبها وانتهاء بالفرص التي منها تأتي الأهداف،.. ربما لم يهاجم أتليتكو بفرص خطرة إلا 4 مرات لكنه سجل منها 3 أهداف، بينما ليفربول الذي كان معظم الوقت في نصف ملعب منافسه وصنع فرصاً بالجملة، لم يسجل سوى هدفين فقط، وتجرع لاعبوه ومدربهم الحسرة حتى الثمالة من تلك الخسارة.
* ثانياً: من دون أن ننحي التوفيق أوالحظ أو«المقدر والمكتوب» (سمّه ماتشاء) من قاموسنا، كانت هناك أسباب بعينها يمكن الوقوف عندها تبرر اتجاه الحظ إلى كفة أتليتكو ليرجحها على حساب كفة ليفربول مثل:
1- كفاءة وامتياز أوبلاك حارس أتليتكو مقابل خيبة وضعف أدريان حارس ليفربول، فالأول أنقذ مرماه من أهداف محققة بينما الثاني كان المتسبب في هدف ومسؤولاً بالمشاركة في هدفين بسوء تمركزه، ولكي ندرك الفرق، دعونا نتخيل الحال لو تبادل الحارسان موقعهما، فأتليتكو حينئذ كان سيخسر «بنصف درزن» من الأهداف!، ولك أن تقول «سبحان مسبب الأسباب» ليصاب أليسون؛ فيلعب ادريان، ويحدث ما حدث، ولك أن تدرك أيضاً إلى أي مدى يمكن أن يكون الحارس سبباً في خسارة مباراة وفقدان لقب.
2 - أهداف أتليتكو كانت عبر هجمات مرتدة، ما يعني أن المساحات كانت أكبر والمهمة أسهل بالنسبة إلى المهاجمين مقارنة «بغابة السيقان» التي كان على مهاجمي ليفربول التسجيل من خلالها،.. هذا صحيح لكن دعونا نتوقف عند الدقة والقوة والمهارة التي تعامل بها ليورنتي وموراتا في تسجيل الأهداف، وننظر في المقابل للفرص التي أهدرها محمد صلاح وحده «مثلاً» فهو كان في مواجهة الشباك 3 مرات وضاعوا الثلاثة، مرة بقلة تركيز ومرة بعدم دقة ومرة بضعف تسديد!.
* ثالثاً: صدق من قال «اللي تغلب به..العب به».. وكلوب لم ينصف سيميوني عندما قال إنه لعب بطريقة سيئة، فالطريقة السيئة كان فيها جمال وإبداع وتركيز عالٍ، وكفلت لمنافسه الفوز ذهاباً وإياباً، وهذا هو المهم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"