قضاة المجالس

02:52 صباحا
قراءة دقيقتين
حسن بن حمودش

* لا جدال في أن المطلوب لتحقيق الطموحات يجب أن يمر بمرحلة صعبة تحفها المخاطر. لكن المزعج في المسألة أن هناك كثيراً من المنظرين والمتربصين ممن يمكن تسميتهم ب «قضاة المجالس» في جميع المناطق والفرجان والمنتديات، صحيح أنهم يهمهم أن تكون كرة الإمارات في القمة ولهم آراء وأحاديث مفيدة أحياناً، لكن الشيء المؤسف أن أغلب أطروحاتهم تكون تنظيراً وحسب من دون منطق أو آلية تسمح بتنفيذ تلك الأطروحات، ما يعني أنها تكون «شطحات» بشكل أو بآخر، وعلى كل حال هم من الجماهير ولا يمكن لأحد أن يلومهم ما دام الكل يهمه النجاح للمنتخبات الوطنية وللأندية ودوري الخليج العربي.
* بخصوص قرار التجنيس الذي شمل لاعبين مؤثرين مثل تيجالي وكايو، أسجل وأذكر بأنني أشرت له سابقاً أكثر من مرة، لأن اللاعبين المؤثرين في منتخبنا الوطني في الفترة الأخيرة أصبحوا معروفين تماماً للمنافسين، فتحديداً عمر عبد الرحمن وعلي مبخوت إذا تمت مراقبتهما جيداً ستضعف حظوظ الفوز إلى حد كبير وهذه هي المشكلة، وكنت دائماً ألمح لكايو وليما وتيجالي وأتخيل دائماً وجود عموري وعلي مبخوت وإسماعيل الحمادي معهم في التشكيلة، وأثق كثيراً أنه في هذه الحالة سيصعب على أي فريق أن يواجه المنتخب في إطار آسيا وتصفياتها، ولذا شعرت بفرح داخلي عندما رأيت أننا في سبيلنا إلى تحقيق تلك المنظومة وهي تجوب بطولات الخليج وآسيا وما تبقى من تصفيات كأس العالم الحالية. وأقترح أيضاً إذا وجدنا لاعباً يشغل مركز اللاعب رقم 6 أن تتم المبادرة إلى تجنيسه بنفس الطريقة، ولمن يتردد في دعم هذه الخطوة، أقول: «انظروا لمنتخبات العالم أجمع فلا يوجد منتخب يحصد بطولات أو راقي المستوى ويعتمد على لاعبيه المحليين وحدهم».
* في جميع المقالات السابقة عبر منبر «الخليج» الذي أفخر بالانتماء إليه، أشرت إلى أن خيار التجنيس ليس الحل الحاسم، لكنه خيار مهم لاستثمار كل ما لدينا من أوراق في لعبة كرة القدم، علاوة على أنه سيخلق حالة من التنافس على المراكز المهمة في المنتخب، فالنجوم، ومن يعتبرون أنفسهم نجوماً، لن يتطور مستواهم إذا لم يشعر كل واحد منهم بأن مركزه مهدد بأن يشغله لاعب آخر، فإن كنت تود الحصول على نتائج مرضية يجب عليك أن تفكر بالطريقة التي سلكها العالم لصنع التغيير والتفوق من خلال وضع إدارات ناجحة، تعرف من أين تؤكل الكتف. وعلينا أن نتعلم من أخطاء الآخرين حتى ولو كان عملنا به بعض العيوب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"