العلاج بالخروج من الجسد

01:31 صباحا
قراءة 4 دقائق
د. عارف الشيخ

الخروج من الجسد، مصطلح له أكثر من معنى مثل: هو الرؤية عن بعد أو التجاوب القريبة من الموت أو إدراج الحلم الواعي أو الإسقاط النجمي أو حالة الوعي أثناء النوم، ولا أعتقد أن القارئ فهم شيئاً من هذه المصطلحات، لأنها رغم أنها مترادفات؛ إلاّ أن بعضها يختلف عن بعض.
والواقع أن علماء المسلمين في الماضي لم يتطرقوا إلى هذا النوع من العلاج، لأنهم ينطلقون من خلال الآية الكريمة: «ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً» (الآية ٨٥ من سورة الإسراء).
فخروج الروح إذن من الجسد يكون بأمر الله تعالى، وليس لأي بشر أن يتحكم به لأنه من المغيبات، اللهم إلاّ إذا أردنا به خروج الروح بشكل إرادي، كأن تريد أن تخرج من جسدك بالروح الأثيرية وهذه لا علاقة لها بالروح التي تحدث عنها رب العالمين.
والذين تحدثوا عن خروج الروح من الجسد قالوا بأن الممارسين لمثل هذا يشعرون باهتزازات ذات طاقة عالية بالإضافة إلى الشعور بالشلل أثناء انفصال الجسم الأثيري عن الجسد المادي، ومثل هذه الممارسات لا تمت إلى الإسلام بشيء؛ لذلك فإنها تروى عن البريطانيين والشرق آسيويين والهنود وغيرهم.
نعم... في الإسلام عندنا ما يحدث عند النوم حيث تنفصل النفس عن الجسد، وتقوم برحلات إلى هنا وهناك، ثم تعود إلى الجسد كما كانت، والقرآن الكريم أشار إلى ذلك فقال: «الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون» (الآية ٤٢ من سورة الزمر).
والفرق بين النوم وبين الخروج من الجسد، أننا عندما ننام لا ندرك الوعي، أمّا في حال الخروج من الجسد؛ فتخرج النفس مصطحبة معها الوعي والعقل إلى عالم الأحلام.
يظن من لا علم له بممارسة الخروج من الجسد، بأنه ضرب من السحر والشعوذة لكن أهل الاختصاص يقولون بأن الخروج من الجسد أمرٌ، لا لبس فيه بل حقيقة.
يقال: إن أول من اهتم بمثل هذا هو العالم السويدي روبرت كندي، عن طريق جهاز اخترعه للاستشعار الحراري بجسم الإنسان عن بعد.
وبالمناسبة فإن الشيخ أحمد ديدات ذهب إلى هذا العالم وقال له: إنني على نور من ربي، لأن الله شرح صدري للإسلام، فأتى العالم السويدي بجهازه وهو عبارة عن حجرة مستطيلة يجلس الإنسان في وسطها وحوله ٨ كاميرات في ضلع المستطيل الطويل، و٨ أخريات في ضلع المستطيل الموازي له.
وفي الضلع القصير للمستطيل توجد ٦ كاميرات تقابلها ست أخرى، ويجلس الإنسان بملابسه والجهاز يقيس الانبعاث الحراري في جسمه ويحلله، فيجد ٣٧ مليون لون تتحول في النهاية إلى ٧ ألوان موزعة توزيعاً عشوائياً.
وحينما تم تصوير الشيخ أحمد ديدات، وجد أن الألوان السبعة واضحة المعالم، وأنها اتحدت وكونت ضوءاً غير مرئي له قدرة على السفر، لأن طول الموجة الخاص به قصير، وبالتالي فقدرته على النفاذ كبيرة وتساوي ١٢٠٠ ميل.
وحينما دهش العالم السويدي من ذلك قال ديدات: لا تندهش فسوف أطيل لك الجسم الأثيري الخاص بي، أي أجعله أكثر نقاوة، فقال له: كيف؟
قال ديدات: اتركني اغتسل الاغتسال الإسلامي، فبدأ الجسم الأثيري له أكثر وضوحاً، فسأله العالم السويدي: كيف عرفت ذلك؟ قال ديدات: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «إذا توضأ العبد، خرجت ذنوبه من بين عينيه ومن بينه يديه، ومن بين رجليه ومن بين أذنيه».
ثم قال ديدات: بل سأجعل الجسم الأثيري الخاص بي يصل إلى أبعد مدى.
قال العالم السويدي: كيف؟ قال ديدات: دعني أصلي فصوره العالم السويدي أثناء الصلاة، فوجد أن الجسم الأثيري الخاص به، يتعاظم حتى إن أجهزته لم تعد قادرة على قياسه، فسأله العالم السويدي: كيف عرفت أن ما ستفعله يكون له مردود مادي في الأجهزة الخاصة بي؟
فقال ديدات: يقول الرسول: «جعلت قرة عيني في الصلاة»، ومن هنا فإن الإنسان في عالم الملك الذي هو عالم الحواس الخمس، من الممكن أن يدخل عالم الملكوت في حالات السجود، ومن الممكن التحكم في الجسد الأثيري لأي شخص بوصوله إلى حالة النوم المتيقظ.
وإلى هذا أشار الصينيون؛ حيث قسموا النوم إلى ثلاث مراحل:
١- حالة الجيزما، أي: الغفلة البسيطة وهي من غير أحلام.
٢- حالة السيتا، وهي النوم المبدئي الذي يشعر فيه النائم بأي صوت قريب منه، فيحلم به ويجده حقيقة إذا استيقظ.
٣- حالة البيتا، وهي الحالة التي تخرج فيها الروح ويعيش في حالة الأحلام، وهذه المرحلة خطرة لأنها قابلة للتحكم فيها، فما ينبغي أن يتحكم فيها إلاّ الممارس الخبير الذي يقوم بعملية الإسقاط النجمي.
هذا والإسقاط النجمي عند علماء الشريعة بين أخذ وردّ، فمن الذين قالوا بالجواز، استدلوا بشواهد مثل قول عمر رضى الله تعالى عنه لسارية: ياسارية الجبل الجبل، وهي قصة معروفة عن عمر، أنه كان يخطب على المنبر في المدينة فرأى سارية وهو في بلاد فارس قريباً من أن ينهزم، فوجّهه عمر وهو في المدينة وسارية في فارس.
ومنها أيضاً حادثة الإسراء والمعراج عند من يقول بأنها كانت منامية فقط، فالخروج عند هؤلاء حقيقي وليس نوعاً من التأمل والخيال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مؤلف وشاعر وخطيب. صاحب كلمات النشيد الوطني الإماراتي، ومن الأعضاء المؤسسين لجائزة دبي للقرآن الكريم. شارك في تأليف كتب التربية الإسلامية لصفوف المرحلتين الابتدائية والإعدادية. يمتلك أكثر من 75 مؤلفا، فضلا عن كتابة 9 مسرحيات وأوبريتات وطنية واجتماعية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"