من المعلوم أن الله تعالى خلق بعض الأعضاء مزدوجة في جسم الإنسان، ليتعاونا معاً في أداء رسالتهما، كالعينين واليدين والرجلين والقدمين والأذنين والمنخرين وهكذا .
ولعل تسمية اليد الأخرى باليسرى، تدل على هذا المعنى، لذلك فإن الإمام القرطبي في تفسيره، يذكر بأن اليد اليسرى سميت باليسرى تفاؤلاً، أو لأنه يسهل له الأمر بمعاونتها لليمنى (انظر التفسير ج2 ص301) .
ويبالغ بعض الناس كثيراً عندما يقول: لا يجوز التسبيح باليد اليسرى، في حين أن الأحاديث الواردة لا تدل على المنع، وإن كان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن في شؤونه كلها .
ولا يقاس التسبيح على الأكل بالطبع، حيث أمرنا بأن نأكل باليمنى، والسبب أن اليسرى أمرنا بأن نستخدمها في أشياء أخرى، والفرق بين الأكل والتسبيح أن الطعام يدخل الجوف، فاليد التي تلمس الطعام ينبغي أن تكون طاهرة .
ورغم ذلك نجد في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم استعمل يده اليسرى في عدّ آيات القرآن الكريم، والقرآن أفضل الذكر، وقد بوّب لذلك الحافظ أبو عمرو الداني في كتابه "البيان في عد آي القرآن" فقال: "باب ذكر من رأى العقد باليسار" (انظر الكتاب ص66) .
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الشهر كذا وكذا وكذا، وصفق بيديه مرتين بكل أصابعهما، ونقص في الصفقة الثالثة إبهام اليمنى أو اليسرى" (متفق عليه) .
وفي الحديث أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للنساء: "عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس، واعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات مستنطقات، ولا تغفلن فتنسين الرحمة" (رواه أبو داوود والترمذي) .
ويقول علماء الحديث: إن الأمر في هذا الحديث أطلق الأنامل، ولم يخصها بإحدى اليدين من دون الأخرى .
أضف إلى هذا أن في العبادات مواقف أو كيفيات أخرى، استعملت فيها اليد اليسرى كاليد اليمنى، ومنها رفع اليدين في الدعاء، واعتبار اليدين معاً من الأعضاء السبعة التي أمرنا بأن نسجد بها .
كذلك وضع اليدين على الركبتين في حال الركوع، وعند قراءة القرآن الكريم والنفث فيهما معاً ومسح البدن بهما .
وبناء على ذلك فإن اليدين معاً وسيلة لضبط العدّ، فكيف لا يجوز التسبيح باليسرى؟ يجوز ولكن القول بالجواز لا يعني أن نقول بأنهما تتساويان، وفي الأحاديث بل والآيات ما يدل على فضل اليمنى على اليسرى .
بل المراد أنه يجوز أن تستخدم اليسرى بجانب اليمنى، لا أن تعطل اليمنى وتسبح باليسرى بحجة أنه يجوز ذلك، فالجواز لا يعني المساواة، والتسبيح باليمنى هو الأصل، وقس على التسبيح أشياء أخرى تستخدم فيها اليسرى إما من باب أنهما يتعاونان كما قلنا، أو من باب أن اليسرى عند البعض تكون الأقوى .
وقد يكون استخدام اليدين من قبيل المحافظة على التوازن، أو المحافظة على الشكل أو الآداب العامة، ففي كثير من المواقف يتطلب الأمر أن تستخدم اليدين مراعاة للتقاليد كما لو كنت في بلد لا يصافح فيه أحد أحداً باليد الواحدة حتى لو كانت اليمنى .
ولعل تسمية اليد الأخرى باليسرى، تدل على هذا المعنى، لذلك فإن الإمام القرطبي في تفسيره، يذكر بأن اليد اليسرى سميت باليسرى تفاؤلاً، أو لأنه يسهل له الأمر بمعاونتها لليمنى (انظر التفسير ج2 ص301) .
ويبالغ بعض الناس كثيراً عندما يقول: لا يجوز التسبيح باليد اليسرى، في حين أن الأحاديث الواردة لا تدل على المنع، وإن كان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن في شؤونه كلها .
ولا يقاس التسبيح على الأكل بالطبع، حيث أمرنا بأن نأكل باليمنى، والسبب أن اليسرى أمرنا بأن نستخدمها في أشياء أخرى، والفرق بين الأكل والتسبيح أن الطعام يدخل الجوف، فاليد التي تلمس الطعام ينبغي أن تكون طاهرة .
ورغم ذلك نجد في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم استعمل يده اليسرى في عدّ آيات القرآن الكريم، والقرآن أفضل الذكر، وقد بوّب لذلك الحافظ أبو عمرو الداني في كتابه "البيان في عد آي القرآن" فقال: "باب ذكر من رأى العقد باليسار" (انظر الكتاب ص66) .
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الشهر كذا وكذا وكذا، وصفق بيديه مرتين بكل أصابعهما، ونقص في الصفقة الثالثة إبهام اليمنى أو اليسرى" (متفق عليه) .
وفي الحديث أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للنساء: "عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس، واعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات مستنطقات، ولا تغفلن فتنسين الرحمة" (رواه أبو داوود والترمذي) .
ويقول علماء الحديث: إن الأمر في هذا الحديث أطلق الأنامل، ولم يخصها بإحدى اليدين من دون الأخرى .
أضف إلى هذا أن في العبادات مواقف أو كيفيات أخرى، استعملت فيها اليد اليسرى كاليد اليمنى، ومنها رفع اليدين في الدعاء، واعتبار اليدين معاً من الأعضاء السبعة التي أمرنا بأن نسجد بها .
كذلك وضع اليدين على الركبتين في حال الركوع، وعند قراءة القرآن الكريم والنفث فيهما معاً ومسح البدن بهما .
وبناء على ذلك فإن اليدين معاً وسيلة لضبط العدّ، فكيف لا يجوز التسبيح باليسرى؟ يجوز ولكن القول بالجواز لا يعني أن نقول بأنهما تتساويان، وفي الأحاديث بل والآيات ما يدل على فضل اليمنى على اليسرى .
بل المراد أنه يجوز أن تستخدم اليسرى بجانب اليمنى، لا أن تعطل اليمنى وتسبح باليسرى بحجة أنه يجوز ذلك، فالجواز لا يعني المساواة، والتسبيح باليمنى هو الأصل، وقس على التسبيح أشياء أخرى تستخدم فيها اليسرى إما من باب أنهما يتعاونان كما قلنا، أو من باب أن اليسرى عند البعض تكون الأقوى .
وقد يكون استخدام اليدين من قبيل المحافظة على التوازن، أو المحافظة على الشكل أو الآداب العامة، ففي كثير من المواقف يتطلب الأمر أن تستخدم اليدين مراعاة للتقاليد كما لو كنت في بلد لا يصافح فيه أحد أحداً باليد الواحدة حتى لو كانت اليمنى .
د . عارف الشيخ
