الكتاب يحتفي بحب زايد

03:06 صباحا
قراءة 3 دقائق
محمد عبدالله البريكي
لماذا نقرأ؟ ربما يتبادر هذا السؤال إلى ذهن بعض من لا يعنيهم أمر الكتاب، ويرون أن تنظيم معارض للكتب مضيعة للوقت وهدر للمال، وربما يكون لهذه النظرة امتداد طويل يرتبط بمرحلة عمرية متقدمة، فمرحلة الصغر أو الطفولة هي من المراحل المهمة والخطرة في آن، وعليها يعول كثيراً في التربية، فهذه المرحلة تشبه الأرض البكر التي تقبل البذرة أياً كان شكلها لتتشكل معها، فإن تشكلت على أساس سليم وبرعاية أمينة وحريصة على أن تكون الثمار طيبة، فإن هذه الأرض ستكبر بالجمال، وستؤتي أكل الخير النافع للفرد وللمجتمع، وهذا يأخذنا إلى التساؤل الأول وهو لماذا نقرأ؟ وهو ما يشير إليه بعض الباحثين .
شاركت مؤخراً في جلسة حوارية تتحدث عن أدب الطفل، وكان نتاجها تساؤلات عديدة تركز بعضها على القراءة باعتبارها بؤرة الانطلاقة في الأدب، وما أشير إليه حول ماهية القراءة وتقسيمها إلى ثلاثة أقسام وهي قراءة لتعلم القراءة وقراءة للمتعة وقراءة لخدمة الآخرين، وربط كل هذا بالبدايات وبالطفولة والطريقة التي تمكننا من مساعدة أبنائنا في الصغر على حب القراءة، فالقراءة تكتسب أهمية كبيرة عند الأمم، وعند العرب لها خصوصية، فأول ما نزل من السماء كلمة "اقرأ" لما تحويه هذه الكلمة من دلالات عظيمة تمنح القراءة أولوية في الحياة وتصدراً لكل ما يأتي بعدها من نتاجات معرفية وإنسانية تخدم المجتمعات .
تنظم عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة أبوظبي دورة أخرى من دورات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وهي إذ تبرز شعار "أبوظبي تقرأ" وتحتفي في هذه الدورة بالمؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله فإنها تواصل هذا الاهتمام الذي توليه الإمارات للكتاب، وللاحتفاء بالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله دلالة وارتباط بما كان له من عطاء كبير في مجال المعرفة والعلم، فقد أدرك رحمه الله أن الشباب هم الثروة الحقيقية للأمم، ولذلك حرص أشد الحرص على التعليم لينشأ جيل متسلح بالمعرفة قادر على القيام بمسؤولياته تجاه مجتمعه وخدمة وطنه، وحرص رحمه الله على تطوير التعليم في جميع المراحل وللجنسين، وهذا ما كان يريده زايد، وهو ما يعيدنا إلى تلك الكلمة المؤثرة جداً والعميقة جداً في معانيها لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي اختار محطات تلك الكلمة بعناية، فهو حين أشار إلى الآباء وطلب منهم أن يجلسوا أبناءهم ويحدثوهم، كانت هذه الفقرة في حد ذاتها علم مستقل، فهو هنا أشار إلى أهمية هذه المرحلة العظيمة، ثم أشار إلى ماكان يريده زايد ويحبه زايد، ومن محبة زايد لشعبه أن حثهم على العلم والمعرفة، ولا يأتي العلم ولا يستقى من فراغ، فالكتاب هو القادر على حفظ المعارف، وهو الذي يستطيع أن يقدم للباحث وللمتعلم وللتاريخ ما يريدون .
وليس هنالك من مشهد في معارض الكتب أجمل من مشهد رجل يصطحب ابنه أو أم تأخذ ولدها أو ابنتها معها وهم يتجولون بين أجنحة ودور النشر، واستمرارية معرض أبوظبي الدولي للكتاب بهذه الأهمية هي نتاج ما أسسه زايد رحمه الله وغرسه في نفوس أبنائه وشعبه، ليكون هذا المعرض تظاهرة ثقافية لافتة .

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"