حبيب الصايغ والأمانة العامة

23:50 مساء
قراءة 3 دقائق
إن انتخاب الشاعر حبيب الصايغ أميناً عاماً للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب يعبر عن المكانة التي تحظى بها دولة الإمارات العربية المتحدة في الأوساط العربية، فالدولة قدمت العديد من المشاريع الثقافية ودعمتها بشكل مباشر إيماناً منها بعروبتها وانتمائها، فالحضارة ثقافة يجب أن تدعم بشتى الوسائل في ظل ما يحيط بها من أحداث جسام تحاول أن تطمس هويتها وتمس من عروبتها، وهو ما تجلى من اهتمام رفيع المستوى بهذا الحدث من خلال تهنئة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الفخري لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات والتي أتى فيها: إن انتخاب الصايغ أميناً عاماً للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب تقدير رفيع للثقافة الإماراتية وتعبير عن الموقع المتقدم لهذه الثقافة فضلاً عن أنه تعبير عن مكانة الصايغ كواحد من أبرز الأدباء العرب.
كذلك ما أكده الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في كلمته في افتتاح أعمال المؤتمر بقوله: «ونحن دولة واعية تتسم مسيرتها، منذ تأسست وحتى الآن، بالحكمة وبُعد النظر، دولة تذكركم جميعاً بأن الأمة العربية اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، بحاجة ماسة إلى (الحكمة) لدى الكتاب والأدباء والقراء».

وهذا الجهد الجميل جعل الإمارات أكثر حظاً في أن يحوز مرشحها الفوز، وهو ما تم بالفعل، أضف إلى ذلك ما يقوم به اتحاد كتاب وأدباء الإمارات من جهود، وما يقدمه من أنشطة كثيرة ومتنوعة من أجل أن يكون دائم الحضور في المشهدين الداخلي والخارجي، ومن خلال هذا التراكم الثقافي الجميل المتناغم مع الأنشطة التي تدعمها الدولة المضيافة المعتزة بكل من يأتي إليها، كانت فرحة الوسط الثقافي الإماراتي والخليجي كبيرة، وكذلك مباركة العديد من الدول العربية بهذا الحدث المهم.

وفي الوقت الذي كنت أفكر فيه في الكتابة عن الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والأدباء العرب وانتخاب أمينها العام حبيب الصايغ، لا أدري لماذا حضر المتنبي ببهائه وكأنه يقول لي:

وللنفس أخلاق تدل على الفتى

                      أكان سخاءً ما أتى أم تساخيا

كنت أتفحص وجوه الحاضرين، وكان البحث أكثر عن بعض الأسماء الثقافية الجميلة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي قدمت الكثير للمشهد الثقافي الإماراتي وتحظى باحترام وتقدير نظير ما قامت به من عمل وخدمة للمشهد في مدة عطائها، لكني افتقدت بعضهم مع ضيوف المؤتمر وهم بالتالي ضيوف دولة الإمارات العربية المتحدة، وربما يكون غياب البعض ناتجاً عن ظرف ما وهو أمر وارد، لكني كنت آملاً أن يتواجد العدد الأكبر منهم، لأن هذا المؤتمر الذي انتخب فيه الشاعر حبيب الصايغ رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ليكون الأمين العام خلفاً للأمين السابق المصري محمد سلماوي، وعلى أنه انتخاب لشخصية تقود المشهد في المرحلة الحالية، إلا أننا لا نستطيع أن نفصله عن الدولة لثقتنا في أن هذا الفوز سيحظى بدعم منها للأنشطة القادمة والتي نتمناها أنشطة نوعية تخدم المشهد الثقافي العربي كله بعين تنتصر للجمال والإبداع وحده، وتقوم بدور واع وحذر من أجل الإنسانية ووحدتها وأمنها في ظل هذا الغليان والصراع الذي انتشر كالوباء الذي يريد أن يقضي على الأخضر واليابس، وقد يختلف البعض مع الشخص في وجهة نظر ما وهو أمر طبيعي جداً، لكن هذا الاختلاف يجب أن يقربنا لنتحاور من أجل أن نصحح مساراً أو نعدل في رؤية، وهنا أشير إلى عمل جماعي مؤسسي لا إلى عمل فردي، مع أن الفرد قد يؤثر بقيادته على المؤسسة والمجموعة.


محمد عبدالله البريكي
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"