الواقع المر

02:56 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي

حارت الأفكار، وتاهت الأقدام، وخارت الأبدان، ولم تقو على الصمود، عند المواجهة الأولى، تلك هي الحقيقة الصادمة، وذلك هو الواقع المر، الذي تعيشه منتخباتنا العربية، حين تواجهه أعتى المنتخبات، وأشد الخصوم، في إطار المنافسة العالمية، حين نكتشف مستوياتها المتهلهلة، التي لا تزال بعيدة كل البعد، عند مقارعة كبار القوم، وعند قول كلمة الفصل، فلا زالت الفوارق بينة وجلية، وحين تبحث عن المعادلة الصعبة، تجد أن الفارق الزمني، والبون الشاسع، بين زمننا وأزمانهم، وتعاطينا وتعاطيهم، قد ردمتّ كل الفرص، لإيجاد الحلول، والرد على الأسئلة، وصياغة الإجابات المناسبة.
خيبات الهزائم، لن تشفع للأداء المشرف قولا، وتعثر البدايات، لن يلغي للتاريخ فصلا، بأن منتخباتنا قد هزمت، وعلى الميدان قد سقطت، ولن يكون الوصول، للمحفل المونديالي الأبرز، والمحك الأقوى، هو الغاية والسبيل، بل كان قمة الطموح، بعد كل تلك العقود، وتلك الجهود والميزانيات، أن تكون لفرقنا العربية الكلمة، بالأفعال لا الأقوال، وأن لا يكون شأننا وحظوظنا، كما هي العادات السابقة، توهان للعقول، وتشتت خططي، وتجمد للسيقان، والخروج المبكر، من الأدوار الإقصائية، دون بصمات واضحة تذكر، أو إثبات للرهان، في أعتى وأقوى المسابقات.
النتائج التي آلت إليها، المباريات الافتتاحية، لمنتخباتنا العربية، أثبتت الفرق، في أمور كثيرة، بين كرتنا وكرتهم، حتى أصبحت وأنت تشاهد، تضع يدك على قلبك، من ثقل النتيجة المتوقعة، أو من الأهداف التي قد يسجلها، لاعبو منتخباتنا، ضد مرماهم، وأثبتت جودة وحسن تطبيق، نظام الاحتراف لديهم، عن احترافنا المنقوص، والطريقة العشوائية، الغير مدروسة، والكفاءة البشرية المؤهلة، والخبرات الإدارية، المدروسة لديهم، وعديد المواهب، والمهارات التقنية، التي يمتلكونها، في القوة والأداء، من البداية وحتى النهاية، وهذا ما نفتقده وينقصنا، في لاعبينا العرب، حتى في تعاطينا وتعاملنا، مع ثقافة الفوز والخسارة.
لن تكفي الأمنيات ولا الرغبات، بل العمل الجاد الدؤوب، ونحن لازلنا نبحث، عن الاحتراف الحقيقي، في منطقتنا العربية، كلنا يتابع كيف تدار، البطولات الأوروبية، وعدد المباريات التي يخوضونها، ولا يوجد من يشكو، من ضغط المسابقات، بل إنهم يقاتلون، لارتداء فانلة منتخباتهم، بينما نجد في البطولات العربية، قلة المباريات، وتدني المستويات، وضعف الأداء، مع التذمر من الجهد البدني، واختفاء الجماهير من الملاعب، ولكي نصل لما وصل له الغرب، علينا بإتقان الاحتراف الفكري أولاً، قبل الاحتراف الكروي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"