بين التجديد والرحيل

03:05 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي
تعيش معظم إدارات أنديتنا بعد انتهاء موسمها الرياضي، وبخاصة وكلاء اللاعبين، سباقاً مع الزمن في عمليات التفاوض بشأن اللاعبين، سواء لتعزيز صفوف فرقها أو لتأكيد استمرارهم بعقود جديدة، والتعاقدات محطة حيوية مع اللاعبين الأجانب والمحليين، في حال لم يظهروا بالشكل والمستوى المطلوب الذي يرضي الطموحات، قبل التوجه إلى المعسكرات والرحلة السنوية المعتادة، ويأتي سوق الانتقالات في تحد كبير لهذه الإدارات، في قدرتها على استقطاب أميز اللاعبين، وتحركها في ضمان أسماء وعناصر متمرسة ذات خبرة، وهو ما يعد غاية في الصعوبة، في ظل التنافس المحموم ما بين الأندية لخطب ود اللاعبين.
والإشكالية تكمن في نهاية كل موسم، من خلال نماذج معينة من اللاعبين في الأندية، تقوم بممارسة الضغوط على الإدارات، إما بالمزايدة منهم أو من وكلائهم، بالترويج لأنفسهم بأنهم تحت أعين ومجهر مدربي أندية أخرى، أو بالادعاء أنه لم يتم فتقوم الإدارة بإنصافه وتقديره بالشكل المناسب، بما يوازي عطاءاته داخل الملعب، واللجوء إلى لي الذراع والتمرد على أنديتهم والتهرب، أو في الإغراءات المادية والحوافز المعروضة من أندية أخرى، فتعجل بالرحيل والتفريط فيهم، أو يتم العمل للتجديد لمن شارف على نهاية التعاقد بعام أو أقل، على حساب اللاعبين الشباب، الذين من المفترض الاعتماد عليهم مستقبلاً.
وعلى الجانب الآخر يوجد ما يسهل هذا الأمر ويعززه، من خلال غياب اللجان الفنية أو لجان التعاقدات في الأندية، المختصة بصلاحيات تامة من الإدارة، ويوعز بتكليف ملف التعاقدات لمدير أو إداري الفريق، أو عضو غير مناسب لعملية التفاوض، الذي قد يكون سبباً في انتقال اللاعب إلى ناد آخر، بحكم المواقف الشخصية وسوء التعامل، وعدم القدرة على التفاوض المناسب، أو اللجوء لأسلوب الضغط من باب الإخلاص والولاء لناديه الذي احتواه منذ الصغر.
ويبدو أن قضايا انتقالات اللاعبين بدأت فصولها مبكراً، باعتراض اتحاد كلباء الوافد الجديد على دورينا، على ما ورد في وسائل الإعلام من تعاقد الأهلي، مع الحارس محمد عبدالرحمن البيرق لمدة 3 سنوات، المتواجد حالياً في معسكر الخدمة الوطنية، استناداً للمادة 21 من لائحة أوضاع اللاعبين، رغم أن عقد اللاعب ينتهي بعد 9 شهور، خصوصاً أن فريق كلباء يسعى لتثبيت أقدامه في دوري المحترفين الموسم المقبل.
والأسابيع المقبلة ستكون مليئة بالأخذ والرد والعرض والطلب، وقد تحمل في طياتها العديد من المفاجآت الكبيرة والتعاقدات المثيرة، سواء على مستوى الأجانب أو المحليين، وسنرى وجوهاً قد تألقت مع فرقها، ستغير جلدها في الموسم القادم، وتنتقل للعب في أندية أخرى، تماشياً مع عصر ومنظومة الاحتراف، وسعياً وراء تحسين الظروف المعيشية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"