مهمة الإنقاذ

02:11 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي

} حين تتذكر فريق الشارقة، تتراءى أمامك وجوه، لطالما خلّدت وسطّرت، بصمتها في سجلات تاريخ كرة القدم الإماراتية، سواء على صعيد النادي أو المنتخب، أسماء امتزجت، بالروح والعطاء، وأثرت دورينا بسجل لا ينتهي من الانتصارات والبطولات؛ لكن ما يحل الآن بالتاج الملكي، لا يرضي المتيّمين به، ولا حتى المتتبعين والمراقبين، فيما يتعرض له في كل موسم، من مسلسل عدم الاستقرار الفني، وكم الإقالات لمدربيه، الذين يتم التعاقد معهم، ومع الجولات الأولى، على مدار المواسم الثلاثة الأخيرة، والسؤال المهم المطروح، متى سيشعر عشاق، ومحبو الملك، أن فريقهم، ليس في خطر المراكز الأخيرة، وليس عليهم المعاناة كل مرة، من خطر الهبوط، والهزائم المتتالية، ومتى سيعود لمكانته وألقابه؟.
} في مشاكلنا الكروية، نعاني في المقام الأول، من قدرة وكفاءة الإداريين، في إجادة اتخاذ القرارات الجوهرية والمصيرية، واتخاذها في الوقت المناسب؛ ليتضمن لهم رشد القرار وفاعليته، أو يسمح لهم، بالتدخل في شؤون اللجان، وتكرار مثل هذه الإقالات، يعني أن من أنيطت بهم المسؤولية، ليسوا بالكفاءة والثقة المطلوبة؛ ولأن الفريق يعاني نزيف النقاط، وهو مقبل على مواجهة شباب الأهلي، والعين على التوالي، فليس من الحكمة التغيير في هذه الظروف، والقرار سيسهم بشكل كبير، في دخول مرحلة الشك، خصوصاً إذا ساءت الأمور أكثر، وهذا مالا نتمناه بالطبع.
} لا يطمح «الشرجاويون» كثيراً، وليس في أمانيهم ومطالبهم، البطولات والمراكز المتقدمة حالياً، وإنما فقط الفريق القادر على الانسجام والأداء، والعودة ليقدم مستوى متوازناً؛ بما يملكه من تاريخ، وجودة لاعبين متميزين، يتمناهم أي فريق، خاصة بعد ميلاد الكيان الجديد، الذي كان المؤمل منه، أن تتوحد الجهود والمساعي، لا أن تتنازع السلطات، بين إدارات ورجالات، لا يزال بعضها، يعيش في جلبابه وماضيه القديم، ولا يستطيع أن يتنازل عن فكره، فالدمج أصبح حقيقة واقعة، والعمل يحتاج، إلى تضافر الجهود، ومن لا يقوى على تحمل الواقع، عليه ترك المجال، وإفساحه لآخرين، يستوعبون كل متطلباته، وهذه الحقيقة، بتكاتف جماهيره، بعيداً عن كل تلك الألوان والشعارات.
} الوفاء والشجاعة، والعزيمة وروح التحدي، لا تأتي إلا من المخلصين الأوفياء، وقبول المدرب عبدالعزيز العنبري، بالمهمة الصعبة مجدداً، يؤكد معدنه النفيس، فالضغوط كبيرة، لكنه قادر على تجاوزها مثلما فعل من قبل بعد إقالة المدرب بوناميغو في 2015.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"