أيها العرب.. عودوا إلى المربع الأول

02:54 صباحا
قراءة 3 دقائق
محمد خالد

الوطن العربي بحر متلاطم من السياسات والمواقف والزلازل يتدرج من الهدوء الذي يسبق العاصفة، إلى تسونامي قاتل يأكل الأخضر واليابس.
بعض الأمثلة توضح:
- العين بالعين، والسن بالسن، والدبابة بالحجر.(طفل حمورابي فلسطيني)
إن أمة تعدادها ٤٥٠ مليون نسمة هي خزان شهداء لا ينضب، قادر على دفع ضريبة تاريخية بملايين الشهداء ثمناً لتحررها من السرطان الصهيوني الزاحف إلى غرف نوم العرب .
ليس أمام العرب سوى واحد من اثنين لا ثالث لهما (النصر أو النصر).
نقول لحماس ما قاله محمود درويش لجميع المتخاذلين: (خذوا حصتكم من دمنا وارحلوا).
رفض القاضي (عمرو بن عبيد الباب) طلب الخليفة العباسي (أبو جعفر المنصور) باني الدولة العباسية أن يتولى الوزارة قائلاً: «ارفع علم الحق يتبعك أهله».
سيف الإرهابي يقطع الطربوش، وسيف الثوري يقطع الجذور، وسيف السلطة يقطع الأرزاق، وسيف الوقت يقطع سانحة الفرص، وسيف العسكر يقطع شعرة معاوية.
خطط وقتك حسب أحلامك لا حسب ساعتك.
نصيحة ثمينة: «لا تعادي ستة أشخاص إذا كان مسدسك لا يسع سوى خمس رصاصات فقط».
من لا يتعلم من أخطائه، يعاقب بتكرارها.
إذا كان القلب قوياً فهناك ألف طريقة، أما إذا كان القلب ضعيفاً فهناك ألف عذر.
مثل قديم يقول: «الطفل أبو الرجل»، تعلموا من أطفالكم عدم المساومة على ذرة من تراب الوطن الفلسطيني.
أيها العرب: لكي تغيروا يجب أن تتغيروا.
نحن أمام إنسان مسحور ضائع مسلوب الإرادة، مثل ذلك الفأر المذعور الذي يعوم على قرص من الجبنة فوق المحيط إذا أكله غرق، وإن لم يأكله مات من الجوع (الصدق النيهوم).
الشعوب تدافع عن وطنها لا عن سجنها.
أيها العرب عودوا إلى مربعكم الأول، عودوا إلى الجزائر الأمثولة وأيقونة النضال الثوري بتحرير الأوطاون المستعمرة.
الاحتلال الفرنسي للجزائر الذي استمر 130 عاماً وسمى الجزائر بأنها فرنسا.. ما وراء البحار على أنها غنيمة فرنسية مؤبدة.
ورغم وجود حزب جزائري من مليوني إنسان بقيادة مصالي الحاج الذي كان عاجزاً عن استقلال بلده وطرد الاستعمار الفرنسي، فإن خمسة مناضلين استولوا على خمس بنادق واعتصموا بالجبال وقادوا حرب تحرير مظفرة أدت إلى طرد الاستعمار الفرنسي وكنسه كلياً إلى الأبد بثمن أسطوري هو 1.5 مليون شهيد.
هذا الثمن التاريخي الذي دفعته الجزائر هو الأمثولة والبوصلة لثمن مماثل يجب أن يدفعه الفلسطينيون والعرب لتحرير فلسطين وطرد الاستعمار الصهيوني من دون التنازل عن ذرة تراب من فلسطين العربية. ولن يضير أمة العرب أن تدفع ثمناً باهظاً من أربعة ملايين شهيد للقضاء على هذا السرطان الصهيوني المستفحل.
«تذكروا جيداً أن من يتنازل عن جزء من وطنه لا يستحق الجزء الآخر».
لم يعد أمام العرب فائض وطن للبيع أو للخيانة. قالت الفتاة العربية المثقفة لوالدها صاحب الجريدة اليومية القومية: «أبتي: نرجوكم أن تتركوا لجيلنا شيئاً نخسره».تذكروا رائعة منصور الرحباني: (ملوك الطوائف):
«إذا راح الملك بييجي ملك غيرو...... وإذا راح الوطن ما في وطن غيرو».
الجزائر الأمثولة: أولاً وأخيراً.. عشية انتصار الثورة الجزائرية رفعت الجماهير شعارها العظيم «بطل أوحد هو الشعب»، رغم وجود أبطال رجالاً ونساءً لا حصر لهم متوجين بمليون ونصف المليون شهيد.
لم ينتصر الفلاح الجزائري على الصناعي (الفرنسي)، ولم ينتصر الحمام الزاجل الجزائري على الطائرة النفاثة الفرنسية، ولم تنتصر البندقية البدائية على المدفع الرشاش الاستعماري، بل انتصر الثوري الجزائري على المستعمر الفرنسي، وانتصر صاحب الأرض على سارق الأرض، وانتصرت البندقية على المدفع الرشاش الفرنسي، وانتصرت الإرادة الجزائرية على القنبلة الذرية للمستعمر العاجز.
الخطأ القاتل لجميع الثورات الفاشلة هو إقدامها على تقديم الخطوة الثانية قبل الخطوة الأولى، أي قبول وقف القتال قبل الانتصار النهائي والإقبال على تفاوض غير متكافئ، وبذلك خسروا الاثنتين، المفاوضات والتحرير، وهذا هو الخطأ القاتل للثورة الفلسطينية، وهكذا انتصرت جميع الرؤوس الجزائرية الاستشهادية على شفرة المقصلة الفرنسية الحديدية.
لقد أثبت التاريخ أنه إذا التقى اثنان، أحدهما مصمم على النصر، والآخر غير مصمم، فالنصر حتماً للذي صمم.
خلاصة:
كل استعمار يدخل بلداً بعرس ويخرج منه بجنازة.الاستعمار الصهيوني لفلسطين الملفوف بالتوراة المزورة. والمغمس بالتلمود العنصري الذي يقطر دماً ليس استثناءً.
أيها العرب: عودوا إلى مربعكم الأول مستلهمين الجزائر الأمثولة وأيقونة النضال الجذري لتحرير الأوطان المستعمرة.
حذار حذار : صوبوا بوصلتكم على بوصلة الثورة الجزائرية: (هذا أو الطوفان).

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"