ترامب ومحاربة «النووي الإيراني»

03:42 صباحا
قراءة 3 دقائق
سلطان حميد الجسمي

في ظل التغيرات السياسية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، يعد النووي الإيراني هو الأخطر تواجداً، حيث تشهد المنطقة توتراً كبيراً جراء امتلاك إيران لأسلحة الدمار الشامل، وذلك يرجع لسياستها التي تهدف إلى السيطرة على الدول الإسلامية والعربية، ونشر إرهابها وتصدير ثورتها المزيفة وتفكيك الدول وزعزعة الأمن والاستقرار في دول المنطقة.
تسعى جهود الولايات المتحدة الأمريكية إلى إلغاء الاتفاق النووي الإيراني، والذي نفذ في يوليو 2015، وتعلن عن استراتيجية جديدة للتضييق على النووي الإيراني وتخضعه لتحقيق نظام التحقق من الأسلحة النووية، وإيران ترد على الاستراتيجية الجديدة وتقول بأن الولايات المتحدة تسعى إلى ممارسات وإجراءات تدخلية وتخريبية وعدائية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ بداية انتصار الثورة الإيرانية.
منذ حملته الانتخابية والرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعد الإيرانيين بتمزيق هذه الاتفاقية، ووصفها بأنها «أسوأ اتفاق يتم التفاوض بشأنه ويهدد بحصول محرقة نووية»، وفي آخر تصريحاته في هذا الشأن قال إن «الصواريخ الإيرانية تهدد حلفاءنا في منطقة الشرق الأوسط، وإن إيران دعمت أعمالاً وحشية لحكومة بشار الأسد»، وأضاف أيضاً إن النظام الإيراني يقدم الدعم للقاعدة وتنظيم «داعش» ومجموعات إرهابية أخرى، وأشار إلى أن النظام الإيراني ارتكب انتهاكات عدة للاتفاق النووي، وهاجمه بشدة، وأن الأموال التي تلقتها إيران من واشنطن وتبلغ 1.6 مليار دولار قد أنفقتها في الإرهاب، وأن النظام الإيراني يعرقل حركة الملاحة في الخليج العربي والبحر الأحمر.
وفي تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني يقول: «الاتفاق النووي لم توقعه طهران مع الولايات المتحدة وحدها، ليفعل به ترامب ما يريد»، فيما قال مستشار ترامب السابق: «إن الرئيس مستعد للانسحاب أو إلغاء الاتفاق» مؤكداً قرار الرئيس الأمريكي، وهذا السيناريو المحتمل إذا لم تُلَبِّ إيران مطالب الرئيس الأمريكي، وأيضاً وصف الحرس الثوري بأنها منظمة إرهابية، وأن إيران تستعمل كثيراً من المنظمات الإرهابية كقوات القدس وحزب الله والقاعدة والحوثي.
في ظل التحولات الإقليمية والتغييرات السياسية فإن منطقة الشرق الأوسط وخاصة منطقة الخليج العربي تشهد توترات كبيرة جراء السياسات الإيرانية، وإن دولة كإيران لها مواقف عريقة في الإرهاب ودعمه لا يؤمن جانبها، وإن تواجدها اليوم في اليمن وسوريا والعراق ولبنان والبحرين هي أدلة على تورطها في الإرهاب. ففي اليمن تدعم ميليشيات الحوثي بالأسلحة والدعم اللوجستي والاستخباراتي والمالي، ولهذا تشهد اليمن اليوم عدم الاستقرار وزعزعة الأمن وتدمير مقومات الشعب اليمني الشقيق، وفي العراق أدخلت الحرس الثوري لقتل العراقيين بحجة المذهبية والطائفية، وجعلت كثيراً من المناطق العراقية تحت حكم طهران، وفي سوريا أرسلت أيضاً الحرس الثوري لقتل السوريين، وشاركت في إنشاء المنظمات الإرهابية ودعمها مع قوى الشر، ودمرت سوريا تدميراً بلا مبرر، وخرقت جميع القوانين الدولية لحقوق الإنسان، ولذلك تكاد الولايات المتحدة أن تدرج الحرس الثوري ضمن لائحة الإرهاب.
لا بد أن يدرك العالم بأن امتلاك إيران للسلاح النووي الإيراني له جوانب خطيرة غير مكشوفة، وإن الولايات المتحدة تطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة المنشآت غير المعلن عنها من قبل الحكومة الإيرانية، وإن إيران تحتفظ ببرنامجها النووي سراً، وهذا ما يجعل الأمر في بالغ الخطورة على المنطقة والعالم.
وقد رحبت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين بتصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لأن جهود العالم يجب أن تتركز على وقف البرنامج النووي الإيراني.
إن عدم التزام طهران بأمن وسلامة المنطقة سوف يكون بمثابة برميل بارود قد ينفجر في أية لحظة، لذلك لا بد من وضع حد لطموحاتها النووية من خلال إلغاء الاتفاق النووي أو تعديله بشكل يمنعها من التفكير باقتناء هذا السلاح بأي شكل من الأشكال.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"