شهداء يوم العودة

05:08 صباحا
قراءة دقيقتين
سلطان حميد الجسمي

سقط برصاص الجيش «الإسرائيلي» 16 شهيداً فلسطينياً، وأصيب أكثر من 1600 آخرين في مناسبة يوم الأرض، وأمام مرأى من العالم، في تحدٍّ صريح صارخ للمجتمع الدولي، وفي انتهاك فاضح لحقوق الإنسان وللقوانين والمواثيق الدولية من دون أي مبالاة، ما يمثل قمة الإرهاب، بقتل المدنيين العزل بدماء باردة، وأيضاً عدم احترام الشعائر الدينية للفلسطينيين، ما يؤكد دناءة دويلة الاحتلال ولؤمها وحقدها الكبير على الشعب الفلسطيني الذي يتمسك بوطنه وحقوقه.
تمارس «إسرائيل» أبشع أشكال الإرهاب في المنطقة ضد الفلسطينيين، وممارساتها الوحشية أصبحت روتيناً يومياً يصحو وينام عليه العالم العربي والعالم، وهو ما يشكل خطراً على منطقة الشرق الأوسط والعالم؛ إذ إن هذه الممارسات تغذي الإرهاب والتطرف في المنطقة، لذا لا بد أن تشمل الحرب على الإرهاب هذه الدويلة التي تتنكر للمواثيق والقوانين الدولية، وتمارس أبشع أشكال الإرهاب من خلال المذابح التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني؛ لأن إرهابها يتساوى أو يزيد على إرهاب المنظمات التي تقوم بمثل هذه الأعمال.
السؤال الذي يدور في الذهن: لماذا تتجرأ «إسرائيل» على قتل الفلسطينيين المدنيين العزل رغم كل القوانين التي وضعها المجتمع الدولي لحماية حقوق الإنسان؟ ولماذا لا يضع المجتمع الدولي حداً لهذه الجرائم ضد الإنسانية والممارسات غير المبررة؟ السبب بسيط، وهو أن هذه الدويلة العنصرية التوسعية تحظى بحماية دولية، وخصوصاً من جانب الولايات المتحدة التي توفر لها الدعم السياسي والعسكري والمادي، وتحول دون صدور أي قرار بمعاقبتها، وتغض الطرف تماماً عن كل عمليات القتل والقمع والاضطهاد التي تمارسها ضد الشعب الفلسطيني، وهذا يعني تشجيعاً لها على العدوان.
استخدم المحتل «الإسرائيلي» ضد المدنيين العزل أسلحة الحقد؛ لقمع مسيرة العودة الكبرى بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، كما استخدمت طائرات من دون طيار لرشق الغاز السام على المتظاهرين، وقصفت مدافع الاحتلال الثقيلة مواقع في غزة، في مشهد إجرامي متوحش. هي جرائم لم تعرف الرحمة. فعمليات القتل كانت متعمدة، وبأوامر من كبار القادة والمسؤولين الذين يجب محاكمتهم كإرهابيين ومرتكبي جرائم حرب.
للأسف كان مبرر القتل والهجوم الشرس من جانب قوات الاحتلال «الإسرائيلي» مزاعم عن تسلل مسلحين وسط المتظاهرين، وهي أكذوبة اعتادت عليها «إسرائيل»، لعل العالم يصدق أكاذيبها، مع أن المظاهرات والمسيرات كانت سلمية، وقد شاهدها العالم على كل شاشات التلفزة، الذي رأى بأم العين عدم وجود أي مسلح بين المواطنين العزل.
المشهد الأخير بيّن للعالم بأن «إسرائيل» تمارس القمع والإرهاب ضد الشعب الفلسطيني؛ لأنها في الأساس دولة عنصرية عدوانية تستهدف الشعب الفلسطيني وحقوقه التي تكفلها قوانين الأمم المتحدة، وهي حقوق لن تسقط بالتقادم ومهما طال الزمن، ومهما بلغت التضحيات، والشعب الفلسطيني لا بد أن ينتزع هذه الحقوق.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"