شهداؤنا.. صنّاع النصر

05:30 صباحا

خالد عبدالله تريم

لم يكن يوماً عادياً، ذلك اليوم الذي قدمت فيه الإمارات كوكبة من شبابها ورجالاتها فداء للوطن وللتراب العربي، وهي تدافع عن جزء أساسي من تراب هذه الأمة، عن اليمن الحضارة والتاريخ، الذي واجه أكبر عملية اختطاف تاريخية لسلخه من محيطه العربي عبر عصابة الحوثي إحدى أذرع إيران و«ثورتها الإسلامية» المزعومة.
في مثل هذا اليوم «4 سبتمبر 2015» روى 45 بطلاً من دولة الإمارات العربية بدمائهم الطاهرة أرض اليمن الشقيق، أثناء أداء واجبهم المقدس، ضمن قوات التحالف العربي، في عملية «إعادة الأمل» باليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، دفاعاً عن الحق والعدل ونصرة للمظلوم. ولكن حزب «الإصلاح» الإخواني المدعوم من قطر كان يخطط في الخفاء ويجمع الإحداثيات لتسديد تلك الطعنة الغادرة في الظهر، خدمة للإرهاب وأجنداته.
كان الغدر والخيانة عنوانين للهجوم، الذي لم يكن موجهاً إلى صدور جنود الإمارات البواسل فقط، بل إلى صدور الجنود المنتمين إلى التحالف، بعدما لبّوا نداء الواجب لمؤازرة أشقائهم اليمنيين، والاستهداف كان لجوهر الكرامة العربية التي حملها فوارس الإمارات وجنود التحالف ليكونوا عوناً لأشقائهم في اليمن، حيث لم يكونوا مجرد جنود، بل رسل سلام لبّوا نداء أشقائهم عندما كانوا في حاجة إليهم، وعندما ارتقوا شهداء في مأرب، وعدن، وغيرهما من المناطق اليمنية، إنما كتبوا بذلك مجد الإماراتي الذي يفزع لمن يحتاج إلى النجدة.
كانوا نخبة من الشجعان تصدوا لمهمة غاية في النبل، تتمثل في تحرير اليمن، وإعادته إلى محيطه العربي الكبير، الذي يرفض أن يختطف حاضره ومستقبله مشروع قادم من غبار التاريخ، تسعى اليه جماعة لا تمتلك مشروعاً للبناء، بقدر ما تمتلك معاول للهدم.
تحول الشهداء إلى أوسمة تزين صدر الوطن، وستتذكر الإمارات باعتزاز وفخر بالغين التضحيات التي قدمها فلذات أكبادها ورجالها الأشاوس في ميادين القتال، ليس في مأرب فقط، بل وفي كل مكان وطئته أقدامهم، فقد قدموا أرواحهم في سبيل نصرة الحق وإعلاء راياته، والتصدي ببسالة متناهية للنفوذ الإيراني، الراغب في التمدد إلى خاصرة الخليج وساحته الفسيحة، تحت شعارات ملونة، ومقولات زائفة هدفها ضرب الوطن العربي الكبير وانتزاع هويته وعروبته.
كانوا ثلة من الرجال الشجعان والأوفياء لوطنهم وعروبتهم وعقيدتهم، فبروا بالعهد والقسم وقرنوا الإيمان بفعل الشهادة الساطع كنور الشمس، نصرة للحق وجرفاً للباطل، وتأكيداً لأن الإمارات موطن العزة والكرامة والعنفوان.
45 فارساً مغواراً ارتقوا في مأرب في لحظة غادرة، لكنهم كتبوا مجداً لن ينساه التاريخ في صفحاته، وسيتذكرهم التاريخ جيلاً بعد جيل.
سيكتب التاريخ أن 45 كوكباً إماراتياً رووا بدمائهم الطاهرة صافر في مأرب، وغيرهم من جنودنا البواسل الذين عبّدوا الطريق، لإعادة الحق لأصحابه، وسطروا مجداً مخلداً، فقد كانوا مع أشقائهم من دول التحالف، درعاً وسيفاً لحماية استقرار اليمن والخليج بأسره.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

​رئيس مجلس إدارة دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر، رئيس تحرير "الخليج"

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"