لنتحد ضد الوباء

03:44 صباحا
قراءة دقيقتين
سلطان حميد الجسمي

أثبتت دولة الإمارات إقليمياً وعالمياً أنها نموذج يحتذى به في احتواء الأزمات والأوبئة

يتحد المجتمع الدولي في محاربة الفيروس القاتل «كورونا» الذي خلف أكثر من 250 ألف مصاب حول العالم وأكثر من 10 آلاف ضحية، ويتفق العالم تماماً بأن أفضل طريقة للتصدي لهذا الفيروس والحد من تأثيره على البشرية، يكون عن طريق التباعد الاجتماعي واللجوء إلى أساليب الحجر والعزل، كي لا يعدي الشخص المصاب الأشخاص غير المصابين. وللأسف، فإن بعض الدول والشعوب استهترت بالفيروس، فأصبح الوباء اليوم متفشياً بينهم، يزهق مئات الأرواح في كل يوم، وأصبحت بعض دول الاتحاد الأوروبي المتقدمة طبياً مركزاً وبائياً لهذا المرض، ويأتي ذلك لعدم انصياع الحكومات والشعوب لرسائل المنظمات الدولية والأطباء الذين شددوا في خطاباتهم على مدى خطورة الفيروس على المجتمعات.

على الرغم من انتشار الفيروس بشكل سريع وفتاك، إلا أن بعض الدول إلى يومنا هذا تستهين بحياة شعوبها، ولا تدرك مخاطر انتشار الفيروس على حياة الناس وعلى جوانب أخرى مثل الاقتصاد، وللأسف، فإن بعض الدول التي راح منها ضحايا بالمئات أيضاً شلت حركة الاقتصاد فيها بشكل سيئ وملحوظ، وكانت هذه الدول منذ فترة بسيطة قبل أزمة «كورونا» تصدّر المساعدات الإنسانية والطبية إلى الخارج، واليوم أصبحت تستقبل المساعدات الإنسانية والطبية، وهي في حالة يرثى لها بسبب عدم وضع التدابير الجادة قبل انتشار الأزمة.

وفي تصريح سابق لمدير منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أشار إلى أن أوروبا أصبحت بؤرة وباء لفيروس «كورونا»، وهذه نتيجة التعامل غير الجاد من حكومات الاتحاد الأوروبي لاحتواء الفيروس عملياً، وكان الواجب أخذ الدروس من الدول الكبرى التي احتوت الفيروس بشكل عملي مثل الصين التي لم يسجل فيها إلى يومنا هذا منذ ثلاثة أيام على التوالي إصابة واحدة بالفيروس والذي يتجاوز التعداد السكاني فيها ملياري نسمة.

على كل القوى المجتمع الدولي بجميع دوله وشعوبه، نساء وكباراً وشباباً الالتزام بالإرشادات وعدم الاختلاط الاجتماعي والابتعاد عن التجمعات التي تعد خطراً قاتلاً عليهم وعلى من ينقلون إليهم الفيروس.

وفي تصريح شديد اللهجة من منظمة الصحة العالمية، ذكرت أن «كورونا» قادر على إجبار فئة الشباب على الدخول إلى المستشفى وحتى على قتلهم، ويجب على المجتمعات العمل الجدي للحد من تفشي هذا الوباء، وعلى الحكومات اتخاذ التدابير الصارمة والجدية لمحاربة الفيروس، وأن يتم تقديم كل الدعم اللازم من القوت اليومي للشعوب بعد حظر التجول في مدنها.

وفي هذا السياق، أثبتت دولة الإمارات إقليمياً وعالمياً أنها نموذج يحتذى به في احتواء الأزمات والأوبئة، وليست المرة الأولى التي تثبت جدارتها في ذلك، واليوم تتخذ دولة الإمارات، تدابير دقيقة وفاعلة للقضاء على الفيروس واحتوائه، وإيجاد حلول طبية متطورة لمعالجة الحالات المصابة بهذا الفيروس في الداخل، وهذا ما جعلها اليوم ملجأ لكثير من الناس لإجلائهم ومعالجتهم وإعادتهم إلى أوطانهم، وهذا يعود إلى التوجيهات الحكيمة التي تتخذها القيادة الرشيدة والحكومة الإماراتية لمواجهة فيروس «كورونا».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"