محمد بن راشد في معرض الشارقة للكتاب

04:44 صباحا
قراءة 4 دقائق

لم أكن أعلم أن الشيخ محمد بن راشد زار معرض الكتاب في الشارقة حتى شاهدت في التلفاز مظاهر الترحيب والبشر العفويين اللذين قوبل بهما الشيخ محمد من الناس هناك من العارضين والزائرين .

وفي حقيقة الأمر، فإن هذه الزيارة تؤكد أن ذوي الشأن في قيادة هذه الأمة يعتبرون الكتاب هو وعاء المعرفة عند الإنسان الإماراتي، فكلما كَبُر هذا الوعاء واتسع كلما كَبُر الفهم والذهن والعقل عند هذا الإنسان واستطاع أن يستوعب ما يدور حوله من تطورات وتغييرات . ومن الإنصاف أن نشير إلى المشاريع المعرفية التي يضطّلع بها سمو الدكتور الشيخ سلطان بن محمد القاسمي من جامعات وكليات ومعارض للكتب والتراث الإسلامي، والتي تعتبر قيمة إضافية كبيرة تضاف إلى المساعي المبذولة لوضع الإمارات على خارطة الدرب السليم للنمو والرقي في شتى مناحي الحياة .

وفي مشاريع الشيخ محمد بن راشد المتعلقة بالقراءة للجميع، والصحة للجميع والتعليم للجميع، تتحقق الرؤية الانسانية والعمل من أجل الإنسان الذي يسعى إليه الشيخ محمد بن راشد، ليس في الإمارات فحسب بل خارج حدود الإمارات، في حدود الإنسانية برمتها، في المجتمعات التي تحتاج إلى هذه المشروعات الحيوية .

والشيخ محمد بن راشد أحد أكثر الزعماء تقديراً لقيمة الكتاب، وتقديراً لمن يعز الكتاب ويقرؤه ويفهمه، وتقديراً لأهل الفهم والمعرفة . . فهو يقول في بيت شعر جميل له، يخاطب مثقفاً:

شكرتُ سعيك واسلم فاهماً لبقاً

ونحن نكبرُ شأن الفاهم اللبق

وهو عندما يتحدث عن المعرفة فإنه غالباً ما يشير إلى الكتاب وإلى المؤلف الذي يحتوي تلك المعرفة التي يتحدث عنها . في كتابه رؤيتي، الذي أدعو إلى الأخذ به كمادة تدريسية وتربوية في المدارس الثانوية والكليات الجامعية، يرجع الشيخ محمد بن راشد إلى الكتاب وإلى المراجع التوثيقية في بسط رؤيته وما يتحدث عنه من مشروعات، ويتكلم عن تجرية عميقة اكتسبها من القراءة ومن الممارسة للحياة العامة . وجاءت تجاربه الثقافية في العلم والعمل لتحقق له الكثير من خططه الجريئة والطموحة التي لا يقدم عليها إلا من يقبل التحدي، وهدفه الغلبة، والغلبة في قاموس الشيخ محمد بن راشد، ليست الغلبة القائمة على استعمال القوة والوصول إلى الهدف باستخدام العضلات، وإنما الفوز بالنجاح، ذلك النجاح الذي يأتي عن طريق العمل الدؤوب القائم على السعي للوصول إلى الأحسن، والأحسن هو ما يحقق الخير للجميع .

وما نيل المطالب بالتمني

ولكن تؤخذ الدنيا غلابا . . .

وغلابا، هنا، عند الشاعر هو الكد وهو السعي الحثيث لنيل العلا . . .

ومحمد بن راشد في كتابه رؤيتي، الذي أكرر انه يجب طرحه للتدريس، لا يسرد خيالاً ولا يبني رؤيته كما قلنا على الأمنيات والأحلام، وإنما يبنيها على دراسة تجريبية اطمأن على نجاحها قبل أن يطرحها للتنفيذ .

يقول الشيخ محمد في جمل تنبض بالواقعية: النجاح بالنسبة لنا في الإمارات يعني أشياء كثيرة أحدها تحقيق الامتياز . إذا استطاع القائد أن يضفر من الإمكانات والقدرات والطاقات والخبرات المتوافرة عقد الامتياز فليفعل . إن لم تكن هذه العناصر متوافرة فعليه أن يكون مستعداً لصنعها . إن وجد القائد الدعائم القائمة الصالحة لبناء صرح الامتياز فليبدأ . إن لم يجدها فعليه أن يكون مستعداً لإزاحة كل الدعائم القائمة جانباً وإعادة بناء كل شيء من الصفر . إن كان قد استثمر الجهد والمال والخبرات والإبداع في الناس فإنه يستطيع أن يحقق كل هذا لكن بشرط أن يعرف أن القائد الذي يريد تحويل الحلم إلى رؤية لا يستطيع الاحتفاظ بالخيارين: إما أن يغفو لاستئناف حلمه أو أن يحمل رؤيته ويخرج بها إلى الناس . والقائد الذي يريد تحويل الرؤية إلى واقع لا يستطيع أن يكون في مكانين . إما أن يكون في قصره أو في موقع البناء؛ إما أن يكون على رأس حاشيته أو على رأس فريق العمل . إذا أحسن القائد الاختيار سيجد نفسه في طريق النجاح . إذا تابع طريق النجاح فسيصل في المرحلة المعلومة لا محالة إلى الامتياز .

ويواصل الشيخ محمد الكلام في كتابه رؤيتي: نحن اليوم في هذا الطريق . أحسن ميزات النجاح أنه طريق أكيد إلى تحقيق نجاح آخر . رؤيتنا كانت طموحة من البداية لكن تحقيق النجاح شجعنا على زيادة طموحها، وعندما نقارن وضعنا اليوم بوضعنا بالأمس نستطيع أن نرى التطور الكبير الذي تحقق لكننا نستطيع أيضاً أن نرى ما الذي نستطيع تحقيقه . لقد قبلنا التحدي ودخلنا الاختبار وخرجنا ونحن نرفع راية النجاح .

ويستطرد الشيخ محمد قائلاً: الإنجاز على قدر صاحبه . طاقاتنا كبيرة وعزمنا قوي ونحن مستعدون . نريد من دبي أن تكون مركزاً عالمياً للامتياز والإبداع والريادة لأننا قادرون على تحقيق الامتياز والإبداع والريادة بإذن الله ودعم قيادتنا . نريد من دبي أن تكون المدينة العالمية الأولى للتجارة والمال والاستثمار والسياحة في القرن الواحد والعشرين لأننا قادرون على توفير الهياكل والخدمات والبيئة التي تمكّنها من القيام بهذا الدور .

هذا الطموح المتناهي وهذا الإنجاز الذي لا تصل إليه كل يد، حققه محمد بن راشد وهو يتحدى التحدي بالصبر والإصرار على السير في الطريق ولو كان وعر المسالك .

أليس هو القائل:

أمشي على أرض ما توطاها الأقدام

وانْ وعرت الأرض، يعجبني المشي فيها!

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"