د. عبد العظيم محمود حنفي *
في عام 2009 ذكرت دراسة للبنك الدولي أنه منذ نحو عقد واحد كانت خدمة الهاتف المحمول لا تزال غائبة في بعض البلدان، ولكن منذ ذلك الوقت طوقت تغطية الهاتف المحمول الكرة الأرضية، وارتفع عدد المشتركين في الهاتف المحمول بشكل صاروخي من مليار في 2002 إلى نحو 4.1 مليار في 2008 أي ما يغطى نصف السكان في حينه، وأن الهواتف المحمولة تمثل أكبر قاعدة توزيع في العالم وأن النمو في سوق الهاتف المحمول يحقق للاقتصادات الوليدة قفزة تتخطى جيلاً من التنمية.
الآن هناك إحصائيات تشير إلى أن عدد المشتركين في خدمات الهاتف المحمول قد فاق عدد سكان العالم، وساعدت بيئة التنافس على التركيز على سلاح التجديد والابتكار بالانتقال إلى الهواتف الذكية، ومن ثم عرف العالم المنافسة الشرسة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من أجل الاستحواذ على أكبر حصة سوقية.
استحوذت آبل على التفرد منذ طرحها أول طراز «آيفون» في العام 2007، ودخلت شركة سامسونج في منافسة معها ولكن ظلت مشكلة تلك الشركة تكمن في أن منتجاتها الجديدة تحل محل منتجاتها الأقدم وليس محل منتجات الشركات المنافسة الأخرى. لكنها تميزت في مجال الأجهزة الصلبة «هارد وير»، ولها تقنيات متقدمة في هذا المجال. لكن من ناحية السوفت وير ما زالت سامسونج متخلفة عن آبل. واندلعت المعارك القانونية والقضائية بين الشركتين الأمريكية والكورية، في العديد من المحاكم في مختلف أنحاء العالم التي شملت اتهامات متبادلة بالسرقة والسطو على براءات الاختراع وحقوق الملكية الفكرية. ثم دخلت الصين في خضم المنافسة، ففي الماضي كانت الصين مبتدئة في تطبيق التقنيات المتميزة والمتطورة وكانت منتجاتها عبارة عن تقليد غير محكم. أما الآن فقد اكتسبت المنتجات الصينية الكثير من التطور التقني الملحوظ بحيث أصبحت قادرة على الدخول الحقيقي في حلبة المنافسة العالمية. وللصين ميزة إضافية تتمثل في سوقها الداخلية الهائلة. مما زاد من أوار حرب الهواتف الذكية وتوسعها. لتتشكل صورة حرب بين الدول الثلاث وتغيير في خريطة الهواتف الذكية في العالم، تجلت هذه الصورة بعد طرح آبل هاتفها الجديد «آيفون 10» الذي يحمل علامة «إكس»، بينما طرحت سامسونج هواتف «غلاكسي نوت 8» في الصين في نفس اليوم.
يقول الخبراء إن تلك الهواتف الممتازة، تتجه إلى التشابه بين بعضها، حيث تحتوي جميعها على شاشات كبيرة، يبلغ حجمها 6.3 بوصة في جالاكسي نوت 8، وفي «آيفون 10» 5.8 بوصة. ولأول مرة تستخدم «آبل» في صنع شاشات هواتف «آيفون 10» تكنولوجيا «أوليد» لزيادة الوضوح. كما تشترك في تحسن قدرات الكاميرا كثيراً من خلال تجهيزها بكاميرات أمامية وخلفية. ومن أهم مميزات «آيفون 10» وظيفة التعرف إلى الهوية الشخصية للوجه، بالإضافة إلى بصمات الأصابع. ومن أكثر مميزات «جالاكسي نوت 8» تعزيز وظيفة «القلم»، حيث تم تطوير وظيفة الكتابة. كما تلاحق شركات الهواتف الذكية الصينية بشكل مكثف الهواتف الذكية الممتازة، حيث تسجل الشركتان سامسونج وآبل مبيعات منخفضة في السوق الصينية، حيث سجلت سامسونج حصة سوقية 3% وآبل 8.2% فقط. والسبب في ذلك أن شركة هواوي تمكنت من تتويج نفسها على عرش السوق الصينية منذ 2015، وصارت تحتل المركز الثالث عالمياً بعد 4 سنوات فقط من طرحها أول منتج طورته بالكامل في 2011. وتحتل هواوي اليوم المركز الثاني من حيث مبيعات الهواتف الذكية في العالم.
* كاتب وباحث أكاديمي مصري
في عام 2009 ذكرت دراسة للبنك الدولي أنه منذ نحو عقد واحد كانت خدمة الهاتف المحمول لا تزال غائبة في بعض البلدان، ولكن منذ ذلك الوقت طوقت تغطية الهاتف المحمول الكرة الأرضية، وارتفع عدد المشتركين في الهاتف المحمول بشكل صاروخي من مليار في 2002 إلى نحو 4.1 مليار في 2008 أي ما يغطى نصف السكان في حينه، وأن الهواتف المحمولة تمثل أكبر قاعدة توزيع في العالم وأن النمو في سوق الهاتف المحمول يحقق للاقتصادات الوليدة قفزة تتخطى جيلاً من التنمية.
الآن هناك إحصائيات تشير إلى أن عدد المشتركين في خدمات الهاتف المحمول قد فاق عدد سكان العالم، وساعدت بيئة التنافس على التركيز على سلاح التجديد والابتكار بالانتقال إلى الهواتف الذكية، ومن ثم عرف العالم المنافسة الشرسة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من أجل الاستحواذ على أكبر حصة سوقية.
استحوذت آبل على التفرد منذ طرحها أول طراز «آيفون» في العام 2007، ودخلت شركة سامسونج في منافسة معها ولكن ظلت مشكلة تلك الشركة تكمن في أن منتجاتها الجديدة تحل محل منتجاتها الأقدم وليس محل منتجات الشركات المنافسة الأخرى. لكنها تميزت في مجال الأجهزة الصلبة «هارد وير»، ولها تقنيات متقدمة في هذا المجال. لكن من ناحية السوفت وير ما زالت سامسونج متخلفة عن آبل. واندلعت المعارك القانونية والقضائية بين الشركتين الأمريكية والكورية، في العديد من المحاكم في مختلف أنحاء العالم التي شملت اتهامات متبادلة بالسرقة والسطو على براءات الاختراع وحقوق الملكية الفكرية. ثم دخلت الصين في خضم المنافسة، ففي الماضي كانت الصين مبتدئة في تطبيق التقنيات المتميزة والمتطورة وكانت منتجاتها عبارة عن تقليد غير محكم. أما الآن فقد اكتسبت المنتجات الصينية الكثير من التطور التقني الملحوظ بحيث أصبحت قادرة على الدخول الحقيقي في حلبة المنافسة العالمية. وللصين ميزة إضافية تتمثل في سوقها الداخلية الهائلة. مما زاد من أوار حرب الهواتف الذكية وتوسعها. لتتشكل صورة حرب بين الدول الثلاث وتغيير في خريطة الهواتف الذكية في العالم، تجلت هذه الصورة بعد طرح آبل هاتفها الجديد «آيفون 10» الذي يحمل علامة «إكس»، بينما طرحت سامسونج هواتف «غلاكسي نوت 8» في الصين في نفس اليوم.
يقول الخبراء إن تلك الهواتف الممتازة، تتجه إلى التشابه بين بعضها، حيث تحتوي جميعها على شاشات كبيرة، يبلغ حجمها 6.3 بوصة في جالاكسي نوت 8، وفي «آيفون 10» 5.8 بوصة. ولأول مرة تستخدم «آبل» في صنع شاشات هواتف «آيفون 10» تكنولوجيا «أوليد» لزيادة الوضوح. كما تشترك في تحسن قدرات الكاميرا كثيراً من خلال تجهيزها بكاميرات أمامية وخلفية. ومن أهم مميزات «آيفون 10» وظيفة التعرف إلى الهوية الشخصية للوجه، بالإضافة إلى بصمات الأصابع. ومن أكثر مميزات «جالاكسي نوت 8» تعزيز وظيفة «القلم»، حيث تم تطوير وظيفة الكتابة. كما تلاحق شركات الهواتف الذكية الصينية بشكل مكثف الهواتف الذكية الممتازة، حيث تسجل الشركتان سامسونج وآبل مبيعات منخفضة في السوق الصينية، حيث سجلت سامسونج حصة سوقية 3% وآبل 8.2% فقط. والسبب في ذلك أن شركة هواوي تمكنت من تتويج نفسها على عرش السوق الصينية منذ 2015، وصارت تحتل المركز الثالث عالمياً بعد 4 سنوات فقط من طرحها أول منتج طورته بالكامل في 2011. وتحتل هواوي اليوم المركز الثاني من حيث مبيعات الهواتف الذكية في العالم.
* كاتب وباحث أكاديمي مصري
